ساعة مع شكري المبخوت

> محمد توفيق أمزيان

 على مدى ستين دقيقة عاش زوار المعرض الدولي للكتاب مع الروائي والمفكر التونسي شكري المبخوت، الذي ناقش روايته “الطلياني” التي حصل بها على جائزة البوكر لسنة 2015، وحواره محمد جليد، الذي أعطى في بداية الجلسة، التي احتضنتها قاعة فاطمة المرنيسي، نبذة عن حياة المفكر قبل أن يسترسل في وضع بعض الأسئلة عليه.
 وتحدث شكري المبخوت في مستهل النقاش عن الكتابة، حيث قال أنه يمارس الكتابة منذ 30 سنة، إلا أنه لم يدخل عالم الرواية إلا بعدما كتب “الطلياني” التي تعتبر روايته الأولى منذ سنتين، وحاز بفضلها على الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر”، وفي إجابته عن سؤال محمد جليد الذي يتطرق للكتابة الأكاديمية والكتابة الأدبية، قال شكري المبخوت إنه لا يرى فرقا بين ما هو أكاديمي وما هو أدبي، فلا فرق بين بحث أكاديمي والرواية، وقال أيضا بإن الكاتب أو المفكر إن كانت له حيرة سيكتب مقال مطولا، أما إن كانت له حيرة ليس لها جواب فسيكتب رواية، وعن سؤاله حول بدايته في الكتابة قال المبخوت، إنه مارس الكتابة منذ أن كان في صغره، حيث كان يكتب بعض “الخربشات” والخواطر وهو ما اعتبره تدريبا وإن كانت هذه الخواطر لا ترقى للمستوى المطلوب.
 وفي حديثه عن روايته “الطلياني” التي يتطرق فيها لتاريخ اليسار بالجامعة التونسية والمرحلة الانتقالية التي جاءت بعد عهد بورقيبة وصعود بن علي، قال إن روايته “الطلياني” التي تبرز شخصية عبد الناصر الطلياني ذلك الشاب التونسي الذي ربطه القدر للأبد بإيطاليا لوسامته، تعرت فيها اللغة العربية من جميع “المحرمات” عند حديثها عن العلاقات والأحاسيس بين الرجل والمرأة والرجل وبقية المجتمع الذي يعيش فيه، ليختلط بين صفحاتها الماضي بالحاضر، وينسى الربيع العربي همومه بين قضايا العشق والجسد، وتأخذ الحكاية معها القارئ في سرد روائي يبدأ من بورقيبة وبن علي فالإسلاميين، إلى ذلك الوجع التونسي والأحلام المجهضة المغدورة باستمرار، حيث قال إن الحيرة التي لم يجد لها إجابة جعلته يكتب هذه الرواية، خصوصا حيرته إزاء الثورة التونسية التي كان ينتظر بعدها أن يصعد اليسار المتفتح فإذ به يفاجئ بصعود ما أسماه بالرجعية الدينية وعودة الاستبداد لتونس.
 وقال كذلك إن هناك من ينعت روايته بالكلاسيكية أو التقليدية، وهذا أمر يقبله ولا يزعجه فهو ليس في موقع تحديد النص، أو موقع الناقد، مشيرا إلى أنه من حق النقاد والقراء التعليق بحرية.
 وحول سؤال عن البحوث والمراجع التي استحضرها في كتابة “الطلياني”، قال أنه لم يعتمد أية بحوث، فولعه بشخصية عبد الناصر الطلياني والمرحلة التي عاشتها تونس كانت كفيلة بكتابة الرواية، وقال أنه يفكر في كتابة أجزاء أخرى من الطلياني يروي فيها جانبا آخر ومرحلة أخرى من شخصية عبد الناصر، كما أجاب عن جديد أعماله قائلا أنه يحضر لمجموعة قصصية ستصدر قريبا، وقال في هذا السياق إن اختياره لجنس القصة في عمله القادم يعود للمدة الزمنية، فالقصة ورغم خصوصياتها المعقدة لا تتطلب وقتا طويلا مقارنة مع الرواية التي تحتاج تأملا ومدة زمنية طويلة.
 وأضاف المبخوت مجيبا عن نجاح روايته في العالم العربي أن التشابه في الأحداث بين المرحلة السابقة والمرحلة الحالية، جعل الشباب يحسون بأن الرواية تتحدث عن مرحلتهم في حين هي تتحدث عن مرحلة قديمة تعود للسبعينيات، كما أن العالم العربي برمته عاش تجربة مماثلة جعل الرواية تلقى اهتماما كبيرا وتتوج بعدة جوائز، وعن سؤاله عن توقع الفائز بالبوكر لهذه السنة، قال المبخوت إنه لم يقرأ الأعمال المرشحة للجائزة هذه السنة لكنه يتمنى أن يكون الفائز مغربيا.
وفي ختام الجلسة، وقع شكري المبخوت على العديد من نسخ الرواية التي اقتناها زوار المعرض، شاكرا القائمين على المعرض الدولي للكتاب على مجهوداتهم الرامية للنهوض بالثقافة في المغرب والعالم العربي بصفة عامة.

Related posts

Top