أعلنت وسائل إعلام رسمية سودانية عن “محاولة انقلابية فاشلة” جرت صباح الثلاثاء في السودان فيما أكد مصدر عسكري توقيف ضباط متورطين، دون أن تحدد الجهة التي تقف خلفها.
وأفاد الإعلام الرسمي “هنالك محاولة انقلابية فاشلة. على الجماهير التصدي لها”. وأكد مصدر حكومي رفيع لفرانس برس أن منفذي العملية حاولوا السيطرة على مقر الإعلام الرسمي لكنهم “فشلوا”.
من جهته قال مصدر عسكري لفرانس برس إنه “تم توقيف عدد من الضباط المتورطين في الانقلاب” دون أن يحدد عددهم أو الجهة التي ينتمون إليها. وأكد عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان أن الوضع تحت السيطرة.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن مصدر في مجلس الوزراء تأكيده أنه “تم اعتقال المتورطين.. ويجري التحقيق معهم”.
كما أكد المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة العميد الطاهر أبو هاجه السيطرة على المحاولة الانقلابية.
ونقل تلفزيون السودان عن أبو هاجه قوله “تم إحباط محاولة للاستيلاء على السلطة”. وكتب على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك “الأوضاع تحت السيطرة”.
وأما محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي والذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، فأكد في تصريحات أدلى بها من مقر لقواته شمال العاصمة “لن نسمح بحدوث انقلاب”. وأضاف وفق ما نقلت عنه “سونا” “نريد تحولا ديمقراطيا حقيقيا عبر انتخابات حرة ونزيهة”.
وكانت حركة المواطنين والسيارات عادية في وسط العاصمة الخرطوم حيث مقر قيادة الجيش، وفق مراسل وكالة فرانس برس.
غير أن الجيش أغلق جسرا يربط الخرطوم بمدينة أم درمان على الضفة الغربية لنهر النيل والتي تضم مقري الإذاعة والتلفزيون الرسميين.
وشاهد مراسل فرانس برس دبابتين متوقفتين عند مدخل الجسر باتجاه أم درمان.
وتبث الإذاعة الرسمية “راديو ام درمان” و”تلفزيون السودان” الرسمي حاليا أغان وطنية.
وتتولى السلطة في السودان حكومة انتقالية تضم مدنيين وعسكريين تم تشكيلها عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير على اثر احتجاجات شعبية تواصلت لشهور.
وشهدت العاصمة وبعض مدن البلاد خلال الشهور الماضية تظاهرات احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية.
وترتفع المطالبات داخليا وخارجيا بتوحيد الجيش ووضع مؤسساته الاقتصادية تحت إشراف المدنيين.
وأشار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في يونيو إلى وجود حالة من “التشظي” داخل المؤسسة العسكرية.
وقال في بيان حينذاك إن “جميع التحديات التي نواجهها، في رأيي، هي مظهر من مظاهر أزمة أعمق هي في الأساس وبامتياز أزمة سياسية”.
وأضاف أن “التشظي العسكري وداخل المؤسسة العسكرية أمر مقلق جدا”.
وقالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية سمانثا باور سمانثا باور مديرة الأمريكية الوكالة الأمريكية للتنمية خلال زيارة أجرتها إلى الخرطوم في غشت الماضي “الولايات المتحدة تؤكد أن السودان يجب أن يكون لديه جيش واحد وتحت قيادة واحدة”.
وأضافت المسؤولة الأميركية “سندعم جهود المدنيين لإصلاح المنظومة الأمنية ودمج قوات الدعم السريع والمجموعات المسلحة للمعارضين السابقين”.
وقع العسكريون والمدنيون في غشت 2019 اتفاق ا لتقاسم السلطة نص على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا بعد أن أبرمت الحكومة السودانية اتفاق سلام مع عدد من حركات التمرد المسلحة في أكتوبر.
بموجب الاتفاق، يتولى الجيش السلطة على المستوى السيادي بينما تقود حكومة مدنية ومجلس تشريعي الفترة الانتقالية.
أ.ف.ب