ضرورة العودة إلى العمل بسياسة التخطيط

قارب عبد الأحد الفاسي الفهري عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والاسكان وسياسة المدينة، دور المؤسسات والحاكمة ودولة الحق والقانون، انطلاقا من فكرتين أساسيتين.
الفكرة الأولى، وهي ضرورة إعادة العمل بالتخطيط، مشيرا إلى أن المشاكل المطروحة اليوم، سواء تعلق الأمر بالفقر، أو الهشاشة، أو البطالة بالإضافة إلى المشاكل البيئية وغيرها، يتعين التعاطي معها انطلاق من مخطط وطني، للحفاظ على الانسجام والوصول إلى تهيئة حضرية مستدامة ودامجة.
وأوضح الفاسي الفهري في معرض تدخله، أهمية العودة إلى سياسة التخطيط، مشيرا إلى أنه خلال العشر أو الثلاثين سنة المقبلة، ستكون المدن المغربية حاملة لمجموعة من الاختلالات، مؤكدا على أن وضع أي خطة لمواجهة المشاكل المرتبطة بالتهيئة المجالية وبالتنظيم العمرانية، تعني بالضرورة، بحسب الفاسي الفهري، التخطيط والتوقع على المستوى الوطني لمعرفة كيف يمكن مواجهة ظاهرة التمدن ومعالجة المشاكل المرتبطة بالعالم القروي والمشاكل المرتبطة بالعالم الحضري، وأيضا لمعالجة مشكل التنمية القروية ومشكل الموارد الطبيعية، كمشكل الماء ومشكل التربة، والغابات وغيرها، وأيضا محاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي والمجالي، وهي، في نظره، من بين المفاتح الأساسية لأي نموذج تنموي.
الفكرة الثانية التي تطرق لها عيد الأحد الفاسي الفهري هي تلك المرتبطة بالبعد السياسي للحكامة، والتي تعني بالتأكيد المؤسسات. وهي مجموعة من المساطر والقوانين والمبادئ، مشيرا إلى أن كل ذلك لا يكفي، لأنه على أرض الواقع، نكون مطالبين بتدبير التعقيد أو تدبير الوضيعات المعقدة.
وأبرز في هذا السياق، كمثال على ذلك، مشكل دور الصفيح، وكيف يمكن معالجته كمشكل بالغ في التعقيد، على اعتبار أن مشكل دور الصفيح تلتقي فيه كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والعقارية والحضارية والثقافية، مؤكدا على أن الخطء هو أن نعالج كل تلك المشاكل، انطلاقا فقط، من رؤية تقنية أو إدارية، فعلى الرغم من المجهودات التي بدلت على مدى عدة سنوات، وتم صرف حوالي 32 مليار درهم من ميزانية الدولة منذ إطلاق برنامج مدن بدون صفيح، وتمت تعبئة إمكانيات هائلة، لكن كل ذلك، يضيف عبد الأحد الفاسي، أن النتيجة لم ترقى إلى مستوى معالجة المشكل من جذوره.
وأضاف المسؤول الحكومي، أن معالجة مشكل دور الصفيح، ليس هو إيجاد بقعة أرضية من أجل ترحيل وإعادة إسكان قاطني دور الصفيح، لان ذلك بحسبه، ينتج في كثير من الأحيان مدن معزولة وفي تناقض صارخ مع مبادئ التهيئة الحضرية المستدامة، ليخلص إلى أن مشكل دور الصفيح، ليس مشكل سكن، على الرغم من أن قاطني دور الصفيح يعيشون في وضعية هشاشة وسكن غير لائق، ولكن مع ذلك فقاطني دور الصفيح هو مندمجون وسط نسيجهم الاجتماعي، لأنه يقطن بالقرب من مقر عمله وأن المدرسة غير بعيدة ونفس الشيء بالنسبة للمستوصف وغيره المرافق والخدمات الاجتماعية.
وقال عبد الأحد الفاسي القهري «إن المشكل ليس هو كيف يمكن أن أجد بقعة أرضية لإعادة إسكانه، لكن المشكل هو كيف يمكن أن أجد حلا شموليا لإشكالية قاطني دور الصفيح، والمرتبطة أساسا إلى جانب السكن، بالشغل والخدمات الاجتماعية كالتعليم والصحة والنقل وغيرها».

Related posts

Top