قافلة التبرع بالدم تواصل رحلتها الإنسانية عبر جهات المملكة

تواصل القافلة الوطنية للتبرع بالدم جولاتها عبر جهات المملكة بحثا عن متبرعين جدد يمكنون من توفير المخزون الاحتياطي المطلوب من الدم على المستوى الوطني والنهوض بثقافة التبرع بالدم.
القافلة التي أطلقتها وزارة الصحة يوم 19 فبراير الماضي وتستمر إلى غاية يوم 25 مارس الجاري، تحت شعار «التبرع بالدم مسؤولية الجميع»، أنهت مرحلتها الأولى بجهة الرباط سلا، وانتقلت حاليا إلى مدينة الدار البيضاء، في انتظار وصولها لاحقا إلى جهات مراكش آسفي، فاس مكناس، وطنجة تطوان الحسيمة.
ومكنت القافلة في مرحلتها الأولى، حسب ما أعلنه المركز الوطني لتحاقن الدم، من جمع حوالي 1850 كيس دم، وهو ما سمح بالانتقال من مخزون كان كافيا لمدة أربعة أيام إلى مخزون كاف لمدة 12 يوما على مستوى جهة الدار البيضاء سطات.
وتنظم وزارة الصحة والمركز الوطني لتحاقن الدم هذه القافلة بتنسيق مع وزارتي الداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين والرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم، والفدرالية المغربية للمتبرعين بالدم، واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير.
وتتزايد حاجيات الدم على المستوى الوطني منذ سنة 2012 بوتيرة سنوية متوسطة تصل إلى 22 في المائة، في حين أن عدد المتبرعين لا يتطور إلا بنسبة 6 في المائة كمتوسط سنوي. وتهدف هذه القافلة، إلى بلوغ مخزون يغطي على الأقل 12 يوما من الحاجيات، وهو ما يمثل 45 ألف كيس من الدم.
وكان المركز قد أكد، في مناسبات سابقة، على أن نسبة التبرع بالدم ببلادنا لا تتجاوز 0.96 بالمائة مقارنة بعدد السكان، حيث يتبرع سنويا حوالي 300 ألف مغربي بدمه. وتبقى هذه الأرقام ضئيلة جدا مقارنة مع نسبة 3 في المائة من مجموع السكان التي حددتها منظمة الصحة العالمية باعتبارها معدلا كافيا لتغطية احتياجات المرضى والمصابين.
ويطمح المركز إلى زيادة نسب المتبرعين بالدم سنويا بـ4 في المائة، والمحافظة على نسبة 100 بالمائة من المتبرعين الطوعيين، وتحقيق نسبة 80 بالمائة من التبرعات المنتظمة بحلول سنة 2020.
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن عدد حالات التبرع بالدم في العالم يبلغ 92 مليون حالة سنويا يتم الحصول على معظمها من متبرعين متطوعين دون مقابل، ولكن 30 مليون من هؤلاء المتبرعين لا يتبرعون إلا مرة واحدة ومن ثم لا يعاودون الكرة من جديد. ويتم سنويا جمع ما يقدر بـ108 ملايين تبرع بالدم على المستوى العالمي، يرد نصفها تقريبا من البلدان ذات الدخل المرتفع التي تأوي ما نسبته 20 في المائة من سكان العالم.
وينظم المركز الوطني لتحاقن الدم، بصفة دورية، حملات تواصلية وتحسيسية حول التبرع بالدم وأهميته البالغة، وكذا تكوين مخزون دم يوازي حاجيات مراكز الدم من هذه المادة، ويطلق كذلك نداءات طارئة في بعض الأحيان، لا سيما في ظل ارتفاع عدد المرضى المحتاجين لنقل الدم، وارتفاع نسبة انتشار الأمراض المزمنة المرتبطة بارتفاع متوسط العمر.

ثقافة التبرع

ويقتضي النقص الكبير الحاصل في احتياط الدم والطلب المتزايد على هذه المادة تكثيف التعبئة والتحسيس بأهمية نشر ثقافة التبرع بالدم وجعلها سلوكا اعتياديا وواجبا أخلاقيا ووطنيا لا يرتبط بالضرورة بوقوع حوادث سير وإجراء عمليات جراحية، لأن هناك باستمرار حالات إنسانية تنتظر كميات من الدم لإنقاذ حياتها.
وتسهم عمليات التبرع الطوعي بالدم، بما تتضمن من قيم مثلى، في تشجيع رعاية المواطنين لبعضهم البعض، وتعزيز تماسك المجتمع في ظل التباين بين العرض والطلب الحاصل على هذه المادة على غرار باقي دول العالم وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويعد التبرع المنتظم دون مقابل، حيث يمكن للشخص العادي فعله لثلاث مرات سنويا، السبيل الأوحد لتوفير كميات كافية ومأمونة من الدم.

Related posts

Top