كشفت الدراسات أن قبلة الأم هي الوحيدة التي يمكن أن تفيد الرضيع في الفترة الأولى من عمره، إذ تقوي عاطفة الطفل نحو أمه وتزيد من الترابط والأمان.
وأشارت الأبحاث الطبية الصادرة عن الجمعية الكولومبية للأمراض المعدية، أن تقبيل الطفل على فمه قد يؤدي إلى إصابته بالعديد من الأمراض المعدية، وأوصت بضرورة الابتعاد عن تقبيل الطفل من فمه. وقد دعت الجمعية الأمهات والآباء إلى تقبيل الطفل على جبهته أو وجنتيه أو يديه، مع تجنب تقبيله على فمه. فهل يمكن للغرباء تقبيل الرضيع على يديه؟
نعلم جيدا أن الرضيع يضع يديه في فمه عدة مرات طيلة اليوم، وحين يتم تقبيله على يديه، يتم بذلك وضع قبلة تترك الميكروبات والفيروسات والفطريات ملتصقة على سطح اليد، فينقلها الرضيع بدوره لفمه.
مخاطر قبلة الرضيع:
يؤدي تقبيل الرضيع لإصابته بالعدوى بفطريات اللسان واللثة والفم، مما يتسبب بمشاكل الرضاعة، وقد تنتقل العدوى لحلق الرضيع واللوزتين وأعضاء أخرى، وننقل هنا منها:
1. الهربس البسيط:
Virus Herpes simplex
أدت قبلة تلقاها رضيع بريطاني من أحد أقاربه قبل بلوغه أسبوعه الأول، إلى طفح جلدي في رأسه، تحولت فيما بعد إلى قرح جلدي كاد أن يودي بحياته. وهو ما دفع والديه للقيام بحملة للتحسيس بخطورة تقبيل الرضيع من طرف الأقارب والزوار رغم كونهم يظهرون بصحة جيدة.
2. مرض التقبيل: Infectious Mononucleosi
قد ينقل تقبيل الأطفال ما يسمى بـ “داء التقبيل” (Infectious Mononucleosis) الذي يعد جزءا من مجموعة الهربس، أكثر الفيروسات المسببة للالتهابات في جسم الإنسان عالميا. وسمي بهذا الاسم، لكونه ينتقل عبر اللعاب، ويصاب العدد الأكبر من الأشخاص به بعد عامهم الأول وحتى مرحلة المراهقة. كما يمكن اكتساب الفيروس عبر العطس والسعال ومشاركة المأكولات والمشروبات مع حامله.
3. الفيروس التنفسي المخلوي البشري:
Virus respiratoire syncytial
الفيروس المخلوي التنفسي هو عدوى تصيب الرئتين ومسار التنفس، وتحدث خلال موسم الإنفلونزا. وتشبه أعراضه نزلات البرد، إلا أنه قد يتسبب في عدوى حادة ربما تهدد حياة بعض المراحل العمرية، خاصة الرضع والأطفال وكبار السن أو أي شخص يعاني من الضعف الشديد لجهاز المناعة.
4. تضرر الجهاز الهضمي
ينال الجهاز الهضمي للرضيع جزءا من الضرر من خلال قبلة الفم خصوصا؛ لأن الجهاز الهضمي في هذه المرحلة ينقصه اكتمال نضج الأنزيمات والعصارات الهضمية، مما يسمح للميكروبات والبكتيريا والفيروسات بالتكاثر فتصيب الجهاز المناعي بالهياج وتتسبب في إصابته بالالتهابات والحساسية الشديدة.
5. التهابات الغدد
إن فيروس الحصبة الألمانية Rubeolle والرمادية تصل إلى غدد الطفل اللعابية، وتؤدي إلى حدوث التهاب في الغدد اللعابية والإصابة بحالة من سيلان اللعاب المستمر، كما أن بعض الفيروسات المسببة للرشح والزكام تتطور وتصيب بعض الخلايا المبطنة للمخ، وتؤدي إلى ارتفاع مستمر في درجة حرارة الطفل، وبالتالي لا تتم السيطرة على درجة الحرارة التي تصيب الطفل بالتشنجات، التي تؤثر في الأجهزة الحيوية ومنها الجهاز التنفسي وسرعان ما تحدث الوفاة.
6. الالتهابات الجلدية بسبب مستحضرات التجميل
تؤدي قبلة واحدة من شخص يضع مستحضرات التجميل إلى إثارة الحساسية الجلدية لدى الأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه بعض المنتجات، خاصة عند الأطفال الذين يعانون من حساسية مادة “الغلوتين” الموجودة في أنواع من أحمر الشفاه. وتحتوي مستحضرات التجميل بشكل عام على البارابين والفورمالديهايد والألوان الصناعية، وجميعها مواد كيميائية قد تنتقل إلى الأطفال والرضع عبر ملامسة أجسادهم عن طريق القبلات، مما يعرضهم للخطر.
نصائح لتقبيل الرضع:
لا ينصح بتقبيل الرضع قبل مرور، على الأقل/ ستة أسابيع على الولادة.
لحماية رضيعك من الجراثيم، لا تتركي الأطفال يقبلونه، بل دعيهم يمسكون بأرجله أو يديه إن كانت أياديهم نظيفة، ويمكن تدريبهم على مهارة ملاعبته عن بعد دون لمس.
عزيزتي الأم، لا تقبلي الرضيع إذا كنتِ مصابة بنزلة البرد، أو فيروس الهربس.