إذا كان لسحر الألوان قوة جاذبة تدعونا للتأمل والغوص عبر جغرافيتها واستراتيجياتها البصرية وإيقاعاتها ورمزيتها المتفاعلة، التي تتسلل إلى مسالك الروح ودواخل الذات البشرية على اختلاف تفاعلاتها، فللقصيدة سحر خاص يعج بالمفردات والكلمات التي تنبثق منها الصورة الشعرية بكل دلالاتها ورمزيتها التي تشعرنا بذواتنا وبالآخرين أيضا، وبالتالي فهي ثنائية وثيقة الصلة فيما بينها، فألوان اللوحة قصيدة مرئية، وأبيات وبحور القصيدة لوحة شعرية. وتعتبر سلسلتنا هذه “قصيدة من وحي لوحة ” جسر تواصل وتلاقح بين الفن التشكيلي والقصيدة الشعرية من خلال باقة فريدة من اللوحات على اختلاف مستوياتها ومدارسها الفنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة، ومجموعة قصائد شعرية لنخبة من الشاعرات و الشعراء الذين اجتهدوا لتأكيد هذه الثنائية التي تجمع بين فن الرسم وفن الشعر من خلال قصائد نظمت من وحي هذه اللوحات.
< إعداد: محمد الصفى
الحلقة 16
الشاعر محمد نفاع والتشكيلي بنيونس عميروش
بنيونس عميروش، فنان تشكيلي وناقد فن، من مواليد مدينة وجدة سنة 1960، مفتش منسق جهوي لمادة الفنون التشكيلية بأكاديمية الدار البيضاء – سطات للتربية والتكوين، أستاذ الفنون التشكيلية (1989-2009)، أستاذ تاريخ الفن الحديث معتمد بالمدرسة العليا للأساتذة بمكناس – جامعة مولاي إسماعيل: الماستر المتخصص في التعليم الفني والتربية الجمالية (2012) وبكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة المولى إسماعيل بمكناس: مسلك التاريخ والحضارات (2004 – 2009 ).عضو نشيط بعدد من الجمعيات الثقافية، مؤلف و مترجم للعديد من المقالات و الدراسات حول الفنون التشكيلية و الصورة عموما، نظم عدة معارض فردية كما شارك في أخرى جماعية داخل المغرب وخارجه.
“ها عار الله … سامحينا”
كان سيفنا زاهي،
واليوم عل العكر احزن
وكانت عينيك باركة بالشوق
لذيك َالأرض
تتبسم
بلون التضحية و الشرف
تزهى
بلون الخضرة و الخير و النماء
وبلون الحزن و الظلام و الهجران
… ولات تتألم
ياك أ عيني
علاش ضل ماك
علاش جف ماك
ولكحت عيون الصبايا؟
حبك اذبل، و من بقاياه،
باقا كتلقف
دقات كلبي
وباقا كتكفكف عروقي
حانة
لذيك القبلة
القبلة اللولى
اللي صبحات سؤال
دل و مهانة
ياك ا كلبي …علاش
رجلينا تخبلات لوانها
وكلشي تباع في المزاد
فلسطين ..
ها عار الله .. سامحينا !!!
محمد نفاع