قصيدة من وحي لوحة

إذا كان لسحر الألوان قوة جاذبة تدعونا للتأمل والغوص عبر جغرافيتها واستراتيجياتها البصرية وإيقاعاتها ورمزيتها المتفاعلة، التي تتسلل إلى مسالك الروح ودواخل الذات البشرية على اختلاف تفاعلاتها، فللقصيدة سحر خاص يعج بالمفردات والكلمات التي تنبثق منها الصورة الشعرية بكل دلالاتها ورمزيتها التي تشعرنا بذواتنا وبالآخرين أيضا، وبالتالي فهي ثنائية وثيقة الصلة فيما بينها، فألوان اللوحة قصيدة مرئية، وأبيات وبحور القصيدة لوحة شعرية. وتعتبر سلسلتنا هذه “قصيدة من وحي لوحة ” جسر تواصل وتلاقح بين الفن التشكيلي والقصيدة الشعرية من خلال باقة فريدة من اللوحات على اختلاف مستوياتها ومدارسها الفنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة، ومجموعة قصائد شعرية لنخبة من الشاعرات و الشعراء الذين اجتهدوا لتأكيد هذه الثنائية التي تجمع بين فن الرسم وفن الشعر من خلال قصائد نظمت من وحي هذه اللوحات.

< إعداد: محمد الصفى

الحلقة 19

الشاعرة حياة نخلي والتشكيلي سعيد ورزاز

سعيد ورزاز فنان تشكيلي من مواليد مدينة الصويرة سنة 1965 أقام العديد من المعارض بكل من المغرب و فرنسا و هولندا، دخل باب التشكيل كعصامي، مدونا حياته الداخلية، التي لا تخلو من صخب، باللون وأسراره حيث تجعلك أعماله تقف مندهشا من قوة هذه العاطفة التي تتفجر حية أمامك، بسحر غامض، لا هو بالتجريدي المحض ولا بالتشخيصي المعلن.

“بأمر القبيله”

أَنوحَ؟
بِأَمرِ الِإِلاهِ
صَنَعْتَ السّفِينَهْ
رَكِبْتَ البِحَارَ
بِأَيْدٍ أَمِينَهْ
تَرَانِي ..أَنُوحُ أُنَادِي بِصَوْتِ القَبِيلَهْ
رَكِبْتُ الخُطُوبَ
بِكَفٍّ وَضَوْءٍ وَأَيْدٍ عَلِيلَهْ
أَزَحْتُ الصُّخُورَ
سِيزِيفُ يَرْنُو الخَلَاصَ
وَيَرْنُو السّبِيلَ
فَقَالُوا جَمِيلهْ، بهّيهْ ، اصِيلهْ
أَجَبْتُ….
أَسِيرَهْ..ضَلِيلَهْ
وَدَارَيْتُ حُسْنِي بأِمْرِ القَبيلَهْ
فَأَخْفَيْتُ عِطْرِي وَكُحْلَ العُيُونِ وَفُسْتَانَ أُمِّي …فَمُزْنُ الجُفُونِ
بِمَقْبَرَةِ القَبِيلَهْ …أَضَأْتُ الطَّرِيقَ بِنَارِ الفَتِيلَهْ…وقَلبِي كَطَوْقٍ يَضُمُّ الفَياَفِي وَكُلَّ المَنَافي وَلَحْنَ النُّذُوبِ الغَزِيرَهْ
عُهُودٌ تُحِبُّ الجَلاَّدَ
فَتَجْثُو لِقَيْدِ المَآقي وَلِأَسْرِ العَشِيرهْ
مَضَيْتُ كَعَنْقاَء ِعَهْدِي ….عَشِقْتُ الخلودَ
فَعُدْتُ
لِأَهْدِي الأَمِيرهْ أكَالِيلَ وَرْدٍ ، وَتِيجَانَ وِدٍّ
فَعِشْقَ الحَبِيبِ…..
بِكَفِّي دِمَاءٌ وَبَعْضَ الحِنَّاءِ
أُخَضِّبُ الجُسُورَ
أُهَنِّىءُ القَبيلهْ بِوأْدِ المَرَايَا وَنَهْدِ الصَّبَايَا
سألت اليمامه..بِأَيِّ ذَنْبٍ تَنُوءُ الجَمِيلهْ… بِأَيِّ القُبُورِ سَجِينَهْ .؟
إِزِيسُ
تُحِيكُ الرَّمَادَ
وَتَرْثِي الرّحِيلَ
بِلَحْنِ الشُّجُونِ
وَسَيْفِ القَبيِلَهْ

حياة نخلي

الوسوم , , ,

Related posts

Top