كوفيد-19.. التحذير من السقوط في موجة جديدة بالمملكة

أكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن ” نهاية موجة أوميكرون لا تعني نهاية الجائحة”، مشيرة إلى أنه في الوقت الراهن يبقى احتمال ظهور متحورات مقلقة على الصعيد الدولي قائما، كما أن منظمة الصحة العالمية لا تزال تعتبر الجائحة طارئا صحيا عالميا.
وسجلت الوزارة، في بلاغ لها، أن الحالة الوبائية لكوفيد 19 تتميز بتحسن ملموس لجميع المؤشرات مع التحكم والسيطرة على الوضع الوبائي، وذلك بفضل الإجراءات الاستباقية التي اتخذها المغرب، ولا يزال يتخذها، والحملة الوطنية للتلقيح، وكذلك الإجراءات الوقائية والحاجزية السارية المفعول.
وشدد البلاغ على أنه “للحفاظ على هذا الوضع الوبائي الإيجابي والمريح ببلادنا، والعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية”، فإن الجرعات المعززة “تعتبر الوسيلة الوحيدة لحماية الأشخاص ولاسيما المسنين وذوي الهشاشة المناعية والذين يعانون من أمراض مزمنة، مع ضرورة الاستمرار في التقيد بالإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامة وتعقيم اليدين والحفاظ على درجة عالية من اليقظة، انسجاما مع توصيات اللجنة العلمية ذات الصلة”.
كل ذلك، يضيف البلاغ، “تجنبا للسقوط في موجة جديدة واسعة الانتشار كالتي عرفتها بلادنا سابقا، والتي قد تمس بالمكاسب التي حققتها بلادنا في هذا المجال”.
وفي جديد الوضعية الوبائية المرتبطة بالفيروس بالمملكة، وفقا لأرقام ومعطيات الوزارة لأول لأمس الأربعاء، فقد تم خلال الـ 24 ساعة الماضية تسجيل 159 إصابة جديدة وثماني وفيات، مقابل تعافي 518 شخصا.
ورفعت الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى مليون و161 ألف و290 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام المليون و141 ألف و932 حالة بنسبة تعاف تبلغ 98.3 في المائة، فيما بلغ عدد الوفيات 16 ألف و02 بنسبة فتك تصل إلى 1.4 في المائة.
وبلغ مجموع الحالات النشطة 3356 حالة، فيما بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة 18 حالة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليصل مجموع هذه الحالات إلى 178 حالة، أربع منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. وبلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ (كوفيد-19) 3.4 في المائة.
أما بخصوص الحملة الوطنية للتلقيح المتواصلة إلى غاية نفس اليوم، فقد بلغ عدد الملقحين بالجرعة المعززة من اللقاح ضد الفيروس 5 ملايين و798 ألف و138 شخصا تلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، فيما ارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 23 مليون و206 آلاف و108 أشخاص، مقابل 24 مليون و753 ألف وتسعة أشخاص تلقوا الجرعة الأولى.
من جهة أخرى، وبعد عامين من إعلان تفشي وباء كوفيد رسميا، يسود التساؤل اليوم حول ما إذا كان العالم يقترب أخيرا من العودة إلى الحياة الطبيعية؟. لكن الإجابة تبدو مستحيلة بسبب كثرة الشكوك وفي مقدمها ظهور المتحورات الجديدة.
فقد أعلن الباحث الأميركي كريستوفر موراي المتخصص في الصحة العالمية في مجلة “ذي لانست” أن “كوفيد سيستمر في التفشي لكن نهاية الوباء قريبة”.
والفكرة الآن هي القدرة على “التعايش مع” فيروس كورونا لأنه بات أقل فتكا بكثير مما كان عليه في بداياته بفضل فعالية اللقاحات وظهورالمتحورة اوميكرون، مؤخرا، الأقل خطورة من سابقاتها.
لكن هذه الفكرة لا تزال غامضة ويخشى بعض العلماء من أن تستخدم فقط لتبرير استرخاء مفرط.
في هذا السياق، حذر عالم الفيروسات أريس كاتزوراكيس في نهاية يناير في مجلة “نايتشر” مستشهدا بالملاريا والسل، قائلا: “يمكن أن يكون المرض متوطنا ويظل قاتلا ومنتشرا على نطاق واسع”.
إن الجدل حول الطابع “الوبائي” أو”المتوطن” لنسخة 2022 من كوفيد، مزدوج للغاية بحيث لا يفسر مجموعة السيناريوهات المحتملة التي يطرحها علماء الأوبئة.
ويتوقع السيناريو الأكثر تفاؤلا بؤرا محلية صغيرة من كوفيد تكون أكثر انتشارا من الأنفلونزا الموسمية. أما السيناريو الأسوأ فيتحدث عن موجات قاتلة بشكل خاص ما يتطلب إعادة فرض القيود.
تعتمد هذه المجموعة من السيناريوهات بشكل أساسي على عنصرين غير مؤكدين: ظهور متحورات جديدة خطيرة إلى حد ما، وقدرة اللقاحات على توفير حماية طويلة الأمد ضد المرض.
وتفسر مسألة المتحورات خوف العديد من علماء الأوبئة من “التعايش معه” ويوصون بمحاولة تجنب انتشار الفيروس قدر الإمكان، حتى لو كانت استراتيجيه “صفر كوفيد” تبدو الآن غير واقعية إلى حد كبير نظرا للعدوى الكبيرة لأوميكرون.
وأشاروا إلى أن الانتشار الواسع يعطي الفيروس فرصة أكبر للتحول إلى متحورات جديدة، بدون التمكن من توقع مدى خطورتها.
المتحورة تفلت جزئيا من اللقاحات الموجودة والتي ليست شديدة الفعالية لمنع العدوى. ومن المسلم به أنها لا تزال تمنع الأشكال الخطيرة من الوباء لكن فقدان الفاعلية يلقي بظلال من الشك على إستراتيجية التطعيم المستقبلية.
وبعد أن أصبحت “الجرعة الثالثة” التي أظهرت أهميتها لتعزيز فاعلية اللقاحات، منتشرة في العديد من البلدان. فهل يجب الآن مضاعفة الجرعات المعززة بانتظام بعد اللقاحات الأولية؟.
لكن الجرعة “الرابعة” الأكثر إثارة للريبة لم تتم التوصية بها حتى الآن إلا في بلدان قليلة مثل السويد، ويشك العديد من الخبراء في الجرعات المعززة المتكررة اذ يرون أنها إستراتيجية قصيرة النظر.

سعيد ايت اومزيد

Related posts

Top