> منصف عبد الحق*
في إطار الدورة الثانية للقاء الإبداعي ” نظرات نسائية ” المقامة من طرف جمعية ” إبداع وتواصل ” بشراكة مع مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، يحتضن فضاء عبد الهادي بوطالب يوم السبت 12 مارس 2016 ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال لقاء دراسيا حول الأثر الأدبي للمبدعة هند لبدك بتنسيق مع مجلة ” فنون مغربية ” ودار منشورات أمنية للإبداع والتواصل الأدبي والفني، ونقابة الأدباء والباحثين المغاربة. تنفرد وقائع هذا اللقاء الدراسي الذي يترأسه الدكتور نور الدين الدنياجي بمشاركة هذه الصفوة الفكرية والنقدية : الدكتور عبد الكريم برشيد عن النقابة المذكورة، الدكتور محمد لعزيز عن مجلة الفنون المغربية، الناقد الفني عبد الله الشيخ والأديب محمد معتصم (مقررا).
اللقاء الدراسي مناسبة سانحة لتسليط الضوء على المقومات الأسلوبية لأعمال الأديبة هند لبدك التي تنهض كمغامرة نصية في إطار مشروع تحديثي يسبر أغوار الوجود الإنساني في مستوياته المعقدة بكل أبعادها الروحية، وعوالمها الباطنية.
إن فعل الكتابة لدى هذه الأديبة يطرح أسئلة الكائن في وجوديته وجوهر كينونته، انطلاقا من لعبة انطباعية تزاوج بين الواقع والمتخيل. يساهم مشروعها الأدبي بإشراقاته المؤمثلة في إغناء رصيد مكتبة النصوص النثرية، حيث تقترن الكلمة باللمسة الرومانسية التي تستدعي التفكير النقدي لتأطير معالمها الظاهراتية و خلفيتها الروحية.
في مقدمة ” مدامع الورد ” المعنونة ب ” الجوهر الإبداعي ” ، أقر الكاتب الموسوعي محمد أديب السلاوي بأن هند لبدك تطرح عدة إشكاليات تفاعلية : من إشكالية النص ذي النفس الصوفي – الشعري بالنظر إلى أطروحاته الروحية، وإشكالية الرؤى والخطاب في النص المفتوح على فضاءات إبداعية، إلى إشكالية اللغة الحلمية المشبعة بالإيقاع الرومانسي دون الخضوع إلى إشكالية التجلي والحلم في الفضاءات الرومانسية. يضيف محمد أديب السلاوي بان السؤال المحوري ينصب حول الإشكالية القديمة والحديثة في الآن ذاته، المتعلقة بالجوهر الإبداعي للكتابات الأدبية.
حول عالم ” محراب النور “، أوضح الباحث والشاعر محمد السعيدي بان الإبداع من منظور هند لبدك تنوع وتعدد بعيدا عن كل المسالك المتعارف عليها، مع اعتماد رؤية رومانسية وحالمة في آن . فقد تمكنت من شعرنة سردها الروائي بحس ودقة بليغين.
في معرض نصه النقدي المعنون ب ” ذخيرة المشتاق”، أكد الباحث المتخصص في الدراسات الصوفية عبد الفتاح الخياري مدى الرباط الوثيق الذي يجمع الأديبة هند لبدك بالطبيعة الروحية والحب الرباني بوصفه جوهر وجودنا وحالتنا الروحية . فهو الذي يشكل قوة الكون وطاقته المتجددة ، كما أنه الشرارة الأولى للخلق والفيض.
راكمت الأديبة هند لبدك عدة تجارب أدبية، ناسجة على منوالها الخاص خيوط انطباعاتها الذاتية والموضوعية إزاء النور الباطني بحس إبداعي أخاد ومؤثر، محتفية بالمقام المحمدي بكل إشراقاته وفصوص حكمه التي ساهمت في ترسيخ مبادئ الثقافة الروحية. في تضاعف نصوصها السردية، نستشف مداركها الصوفية وتأملاتها الباطنية ، داعية إيانا إلى تمثل مدارات رمزية ومجازية. فهي تؤثث عوالمها الباطنية ، مضفية عليها أعماق الحياة بحثا عن لغة استثنائية : لغة ” السهل الممتنع”. كل أغلفة مصنفاتها الأدبية مصحوبة باللوحات التعبيرية والموحية لشقيقها الفنان التشكيلي يوسف لبدك، عضو نادي كاليفورنيا للفنانين، و حاصل على الميدالية الشرفية للمؤسسة الأكاديمية الفرنسية “فنون،علوم وآداب”:
بيان باطني يشيد بالقيم النبيلة للحقيقة الصوفية. للإشارة فإن هند لبدك ألفت عدة ذخائر نصية ضمن منشورات أمنية للإبداع والتواصل الأدبي والفني : نحيب الملائكة (2011)، برزخ الأرواح العاشقة (2012) ، مدامع الورد (2013)، محراب النور (2015).
لقاء دراسي حول الأعمال الأدبية لهند لبدك
الوسوم