لقب ثمين في ظرف دقيق

لم تخرج كرة القدم المغربية هذه السنة خاوية الوفاض على المستوى القاري، بعد فوز فريق الرجاء البيضاوي بكأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم مساء أول أمس السبت، على حساب شبية القبائل الجزائري بهدفين لواحد.

بعاصمة البنين تمكن أصدقاء العميد انس الزنيتي من تسيد المقابلة النهائية، خصوصا في الجولة الأولى، حيث تم تسجيل هدفين عن طريق المتألقين سفيان رحيمي وبين ملانغو، وكان من الممكن أن تكون الحصة أكبر، لو لم يتم ضياع العديد من الفرص للتسجيل، كان بإمكانها إنهاء كل شيء في الخمسة وأربعين دقيقة الأولى.

إلا أن ضياع الفرص بغرابة، وتراخي بعض اللاعبين، قوى من عزيمة الفريق الجزائري الذي تمكن من تسجيل هدفه الوحيد بعد اختلاط أمام المرمى، اختلاط انتهى بتوقيع هدف، خلف ضغطا قويا على عناصر الرجاء، وجاء الطرد المبكر لعمر العرجون، ليزيد من متاعب التشكيلة الرجاوية التي عانت من ضغط جزائري، وإن لم يهدد بشكل صريح مرمى المتألق الزنيتي، إلا أنه أرهق حقيقة لاعبي الفريق المغربي بدرجة كبيرة.

فازت الرجاء واستحقت التتويج، وهو اللقب الثالث في هذه المسابقة، بعد لقبي سنتي 2003  و 2018، لقب جديد جاء في وقت كان الرجاء في أمس الحاجة، إلى متنفس حقيقي بعد المشاكل الضاغطة التي سقط فيها خلال الأسابيع الأخيرة، والتي تطورت بشكل كبير بعد الخسارة في مباراة الديربي ضد الوداد، واتساع فارق النقط بينها، لتضعف بنسبة كبيرة آمال الفريق الأخضر في المنافسة على لقب بطولة هذا الموسم.

كما جاءت بعض المشاكل الداخلية، لتزيد من وطأة الأزمة الداخلية، حيث تطور الأمر بشكل دراماتيكي، إلى درجة تم توقيف بعض اللاعبين الرسميين، وفي مقدمتهم محسن متولي، المتهم بعدم الانضباط، رغم المستحقات المهمة التي يتقاضاها سنويا، والتي تصل إلى نصف مليار سنتيم، كمنحة توقيع فقط، مع العلم ان خزينة النادي فارغة على عروشها.

في ظل هذه الوضعية الصعبة، كان من الضروري عدم تضييع أقرب فرصة ممكنة، ونهائي الكاف كان هدية لا ترد ولا تعوض، وبالفعل كانت التشكيلة التي اعتمد عليها المدرب التونسي لسعد الشابي في الموعد، قاتلت، تحملت، صمدت، لتتفوق في الأخير على حساب فريق جزائري، لم يكن قادرا على مواجهة الطموح الكبير الذي امتلك كل فعاليات الرجاء، من أجل تتويج قاري جديد يغني خزينته.

فازت الرجاء بلقب الكاف، وهو إنجاز مهم عزز رصيدها، وزكى حضورها القاري الذي كان من الممكن أن يتحقق في عصبة الأبطال، لولا  الإقصاء المر ضد تونغيث السنغالي المتواضع.

لقب في كأس الكاف جاء في وقت دقيق، والمطلوب هو أن تعمل كل فعاليات الرجاء من أجل الاستغلال الأمثل، لنشوة الفوز من أجل المساعدة على خروج ناديها من الأزمة الخانقة التي يتخبط فيها، والتي تسبب فيها بعض الرؤساء السابقين.

وفي انتظار نهائي كأس العرب المؤجلة منذ مدة، المطلوب تطويق الخلافات، والعمل على توحيد الصف، لأن الرجاء خلق ليكون ناديا كبيرا، ويجب ان يبقى دائما بنفس التوهج ونفس القيمة.

محمد الروحلي

Related posts

Top