لكي لا ننسى قضيتنا الوطنية الأولى…

تنشغل طبقتنا السياسية والحزبية بمعادلات وحسابات المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة، ويركض أغلب إعلامنا الوطني حول معطيات ذلك، وأيضا حول التنافس في العناوين والمانشيطات، وحتى في نشر الإشاعات والأخبار غير الصحيحة، لكن القليلين ينتبهون هذه الأيام إلى الحملات المسعورة التي يقودها خصوم وحدتنا الترابية في ارتباط مع مواعيد أممية وإقليمية لها صلة بالملف.
قضية الدفاع عن مغربية الصحراء هي المعركة الوطنية الأهم، ولهذا يجب أن تكون على رأس أولويات انشغال هيئاتنا السياسية ومؤسساتنا التمثيلية ووسائل إعلامنا، وأن ينخرط الجميع في ديبلوماسية، رسمية وموازية، هجومية وتلقائية واستباقية ناجعة للدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة لبلادنا وشعبنا.
إن ما يحدث في الكركرات يقتضي اليقظة والانتباه وتمتين الضغط الديبلوماسي والسياسي والإعلامي على الأمم المتحدة، وما يجري بين الفينة والأخرى داخل أقاليمنا الجنوبية، وأيضا استفزازات الجبهة الانفصالية ومن يحركها من الجزائر يجب كذلك أن يقابلها حضور هجومي ضاغط للمملكة في مختلف المحافل لفضح المناورات.
من المؤكد أن تعميم صور كبير الانفصاليين إلى جانب الأمين العام الأممي أو مع رئيس مجلس الأمن الدولي يندرج ضمن منظومة الضغط والاستفزاز، ولكن هذا الضغط صارت توجهه الماكينة الديبلوماسية والدعائية الجزائرية هذه الأيام نحو الاتحاد الأوروبي، مستهدفة بالخصوص بعض بلدانه مثل إسبانيا وفرنسا، وتلمح عديد مصادر إلى مناورات كبيرة تجري انطلاقا من بروكسيل وفِي دواليب القرار الأوربي بغاية تهديد المصالح الاقتصادية والاستراتيجية للمملكة في شراكتها مع أوروبا، وأساسا على صعيد ما يتعلق بالاتفاق الفلاحي بين الطرفين.
هناك اليوم مباحثات بين المغرب وأوروبا يقال من الجانبين بأنها تقنية فقط، ولكن ما يروجه خصوم المملكة وما تتناقله كثير أوساط في مدريد أو بروكسيل، يقوي التخوف من انحراف هذه المحادثات لتكتسي طبيعة سياسية تمس عمق الاتفاق وتضرب الوحدة الترابية لبلادنا، وهذا يفرض تعزيز الهجومية الديبلوماسية تجاه أوروبا لتوضيح موقفها والخروج من لعبة الالتباس، وأيضا فضح مناورة الانفصاليين وأسيادهم في قصر المرادية، علاوة على ضرورة شرح حقيقة ما يحدث للمغاربة، وأن تخرج ديبلوماسيتنا الرسمية عن صمتها…
نعرف أن مصالحنا الديبلوماسية هي من دون شك ليست غافلة عما يجري اليوم صلة بقضيتنا الوطنية وعلاقاتنا الاقتصادية والاستراتيجية الخارجية، ولكن نجدد التأكيد على أن الوحدة الترابية هي قضية المغاربة الأولى، وهي انشغال كافة المغاربة وكامل الطيف السياسي والمجتمعي، ومن ثم وجب إشراك الرأي العام الوطني والأحزاب الجدية ومختلف الفعاليات من أجل تعزيز وتمتين الجبهة الوطنية الشعبية والسياسية، وتعبئة كل إمكانيات المواجهة في معركة الدفاع عن الوطن وعن كرامته وسيادته ووحدته.

 محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top