دمقرطة الولوج إلى الفن المعاصر بالمغرب تمر عبر تعزيز لا تمركز السياسات الثقافية

أكد المشاركون في ندوة “الفن المغربي المعاصر والسؤال الثقافي”، يوم السبت الماضي بأصيلة، أن دمقرطة الولوج إلى الفن المعاصر بالمغرب تمر عبر تعزيز لا تمركز السياسات الثقافية. ودعت منظمة المعارض، عزيزة العراقي، في مداخلة خلال الجلسة الثانية لهذه الندوة المقامة في إطار الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الـ44، إلى تقوية التأطير حتى لا يكون الفن محركا للتنمية الاقتصادية فقط، بل فضاء للتنمية الاجتماعية والثقافية، مفتوحا ومتاحا بكل جهات المغرب. وبعدما استعرضت الإشكالات التي تحول دون تطور “السوق الفنية”، سلطت مديرة رواق “كانت”، الضوء على القضايا والإشكالات الرئيسية التي تواجه الجيل الجديد من الفنانين المغاربة المعاصرين، لاسيما ما يتعلق بقدرتهم على الدفاع عن أعمالهم الفنية. وشددت على أهمية إيلاء أهمية قصوى للبحث والتكوين في الفن المعاصر من أجل خلق جيل من الفنانين يكون قادرا على المساهمة في تطوير وتنمية “السوق الفنية” بالمغرب، داعية الجيل الجديد من الفنانين الشباب إلى “إثبات ذاتهم مهنيا من أجل التموقع في السوق الفنية”. من جهته، أكد الناقد الفني، عبد الله الشيخ، أنه حان الوقت بالنسبة للمغرب، بالنظر إلى كونه أرضا بها تراكمات ثقافية وفنية متنوعة تتيح طرح أسئلة وإشكالات ممتدة، أن “لا نحتكم لنظرة الآخر لنا”. وقال إن الحديث عن السؤال الثقافي يجر للحديث عن سؤال الحداثة الذي يقتضي الإجابة عن سؤال “هل استوفينا شروطها التاريخية”، مشيرا إلى أن الكلام عن الفن المغربي المعاصر “حديث عام يجب أن لا نستعمل فيه لغة الإقصاء”. من جانبه، اعتبر الفنان التشكيلي حسن الشاعر، أن الفنان كيف ما كان طبعه وتقنيته، تنطبق عليه أربع نقط هي، الملاحظة والحس والفهم والتعبير، مشددا على أن الإبداعات الفنية مهما كان بلد المنشأ، هي بطبيعتها كونية حتى لو ظلت حبيسة وطنها الأصلي. وبعدما تحدث عن تجربته الإبداعية التي تنهل من مفاهيم النزوح واللجوء والاغتراب، أكد الفنان التشكيلي أنه ينطلق من أسئلة ذاتية من أجل تحويل المادة إلى إبداع، مسجلا أن الفنان “لا يمكنه أن يكون معاصرا إلا في تقاليده المحلية”. من جهته، تناول الفنان التشكيلي، يوسف وهبون العلاقة بين الرسام والمعرفة بالفن، مستعرضا العناصر التي يجب أخذها بعين الاعتبار من أجل إقناع الفنان بقوة المعرفة الفنية التي تشكل “أداة ضرورية يجب إتقانها من قبل كل الفنانين”. وأضاف الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الإبداع يجب أن يكون مصحوبا بعمل تأملي مستمر، داعيا الفنانين التشكيليين المغاربة إلى المشاركة في نقاش دائم حول أعمالهم الفنية، لاسيما من خلال مبادرات ثقافية تتيح التبادل المباشر للآراء بين الفنان وجمهوره. يذكر أن الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الـ44 التي تنظمها، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وجماعة (بلدية) أصيلة، تستمر إلى غاية 25 يوليوز الجاري. وتعرف هذه الدورة تنظيم مشاغل الصباغة والحفر والطباعة الحجرية (الليتوغرافيا) بمشاركة 29 فنانا في مشاغل الفنون التشكيلية في قصر الثقافة و”مشغل الأطفال مواهب الموسم” في حدائق قصر الثقافة.

Related posts

Top