تختلف احتياجات الفتيات والصبيان خلال مرحلة ما قبل المراهقة. سنحلل هنا أكثر الإختلافات أهمية.
الأسر التي لها طفلان أو أكثر، تعرف أن نمو كل طفل يختلف عن الآخر. والمهارات، التحديات، ووتيرة النضوج تختلف من طفل إلى آخر، بغض النظر عن جنسه. سنقدم لكم عبر هذا المقال الفروقات بين الصبيان والفتيات خلال فترة ما قبل المراهقة، كي تتمكنوا من دعم أطفالكم بتفهم وتعاطف.
تنتج بعض الاختلافات عن الجوانب البيولوجية ومحاولات التكيف الإجتماعي. تلعب الهورمونات دورا لا شك في تأثيره، لكن التربية الإجتماعية المختلفة التي يتلقاها الصبيان والفتيات منذ الولادة لها تأثير كبير أيضا. وبالتالي تتبع أفكارهم وعواطفهم وتصرفاتهم مسارات وإيقاعات مختلفة في فترة ما قبل المراهقة.
مرحلة ما قبل المراهقة هي فترة النمو التي تحدث بين 9 سنوات و12 سنة. في هذه المرحلة، ينشأ جسر العبور بين الطفولة والمراهقة، إنها حالة وسطية يصعب فهمها والتعامل معها من قِبَل هؤلاء الصغار، كما من قِبَل عائلاتهم.
يحدث العديد من التغيرات خلال هذه الفترة، على مختلف الأصعدة. يبدأ الصبيان كما البنات بتطوير عملية بناء هويتهم، مما يجعلهم أحياناً يتميزون عن أقرانهم بشكل أكبر ويبتعدون عن عائلاتهم.
البحث عن الاستقلالية، النضوج بشكل تدريجي، والحاجة إلى الانخراط والقبول ضمن مجموعة، كلها احتياجات ليس لها علاقة بالعديد من المتغيرات، ومن بينها جنس الطفل. ومع ذلك، قد تختلف مظاهر هذه الاحتياجات.
النضوج الجنسي في مرحلة ما قبل المراهقة
يرتفع معدل الهورمونات في فترة ما قبل المراهقة (هرمون الاستروجين والبروجسترون لدى الفتيات، وهرمون التستوستيرون لذى الصبيان). ويسبب هذا الارتفاع تغيرات كبيرة في الجسم.
قد يكون من الصعب على أفراد المجموعتين تقبل الجوانب الجديدة لديهم التي تتشابه في مرحلة البلوغ أكثر من الطفولة. ومع ذلك، تميل الفتيات إلى التأثر بشكل أكبر بالتعقيدات الناتجة عن الضغط الإجتماعي. كما أن نمو الفتيات يبدأ في وقت أبكر من نمو الصبيان، مع أنه يستغرق وقتا أطول.
مهارات إجتماعية
تتمتع الفتيات بإتقان أكبر للغة، وقدرة أفضل على التعبير عن أنفسهن. عملية التواصل أسهل بالنسبة إليهن، لأنهن بشكل عام يجدن الكلمات المناسبة بشكل أسرع وأسهل. كما أنهم يملن خلال هذه المرحلة إلى زيادة التواصل مع أقرانهن. بالتالي فمن الممكن أن يستغرقن ساعات من وقتهن في التواصل عبر الإتصالات الهاتفية أو مكالمات الفيديو، ويعد هذا الأمر من الأنشطة التي يفضلنها ويستمتعن بها.
كما لوحِظَ أن الصبيان يزيدون التواصل مع أقرانهم في مرحلة ما قبل المراهقة عبر بعض الأنشطة كالرياضة. ويميلون إلى تطوير التعاطف مع الآخرين بنسبة أقل من الإناث في نفس العمر، لذلك فهم ليسوا بارعين في تحليل واستيعاب الحالات العاطفية كما الفتيات.
الإنتباه والتركيز
يعد كل من الانتباه والتركيز سمات تنمو لدى الفتيات في وقت أبكر من الصبيان. مما يجعلهن قادرات على أن يكن أكثر كفاءة في الأداء المدرسي وإتمام الواجبات. أما بالنسبة للصبيان، فهم يحتاجون إلى المزيد من الوقت لتركيز انتباههم، كما أن انتباههم يتشتت بسرعة أكبر.
تقل الفروقات المرتبطة بنوعية وفترة التركيز بين الفتيات والصبيان تدريجيا كلما تقدموا في السن. ويصبح المستوى متشابها عند بلوغ الجنسين 16 سنة من عمرهم تقريبا.
التواصل مع الأهل
يصبح التواصل مع الأهل خلال فترة ما قبل المراهقة أقل أهمية من السابق. ويعود ذلك إلى أن الأهل لم يعودوا المصدر الأساسي للمرجعية بالنسبة لأولادهم.
إلا أن الفتيات يملن إلى أن يكن أكثر انفتاحا في الحديث مع أهلهن، وفي مشاركة تجاربهن ومشاعرهن مع أفراد الأسرة. فيما قد يكون الصبيان على عكس ذلك، أكثر تحفظا. يتحدثون بانفتاح فقط مع الطرف الذي يرونه أكثر استعدادا للاستماع إليهم وفهمهم.
الحالات العاطفية
قد تكون فترة ما قبل المراهقة مرحلة العواطف الشديدة والمتقلبة. ومع ذلك، من الممكن للمشاعر المسيطرة لدى كل من الجنسين أن تكون مختلفة. تميل الفتيات إلى الشعور بعدم الأمان والحزن أكثر. بينما تبدو العدوانية وعدم القدرة على التحكم في الإنفعالات أكثر شيوعا لدى الصبيان.
أولا، يجب أن ندرك أن هذه الفروقات مهمة. وذلك للتمكن من اعتماد استراتيجيات لعلاج المشاكل على شكل مجموعات خلال فترة المراهقة.
في الواقع، من الممكن أن يكون ولدكم بحاجة إلى مزيد من الدعم كي يتمكن من التعبير عن نفسه عبر الكلام، أو قد يكون بحاجة إلى اكتساب مهارات لزيادة تركيزه. كما قد تحتاج ابنتكم إلى العمل على تحسين مستوى تقديرها لذاتها خلال هذه المرحلة.
من الضروري التأكيد على أن كل عملية نمو ونضوج تختلف عن الأخرى. وبالتالي، فإن الأمر الأكثر أهمية هو تحديد احتياجات كل طفل من أطفالكم والتعرف عليها، والتصرف مع الأخذ بالحسبان أنه مهما كان جنس ولدكم فهو بحاجة إلى تفهمكم وإلى نصائحكم خلال البحث عن هويته.