منح هدف مذهل بحركة بهلوانية من البديل غاريث بايل وهفوتان ساذجتان من لوريس كاريوس حارس نادي ليفربول الإنجليزي الفوز أول أمس السبت بنتيجة 3-1 لنادي ريال مدريد الإسباني في نهائي دوري أبطال اوروبا لكرة القدم ليحصد النادي الملكي لقبه الثالث على علي التوالي.
وشارك بايل بعد نحو ساعة من اللعب والنتيجة التعادل 1-1 وبعد ثلاث دقائق من مشاركته قفز ليحول تمريرة مارسيلو العرضية بضربة بهلوانية داخل المرمى، ثم أضاف الهدف الثالث بتسديدة بعيدة المدى مرت من بين يدي الحارس كاريوس.
أخطاء كاريوس وإصابة صلاح وتألق بايل
تسبب الحارس الألماني في هدف التقدم لريال مدريد في الدقيقة 51 عندما ألقى الكرة بيده لتصطدم بساق الفرنسي كريم بنزيمة وترتد إلى داخل المرمى في لقطة غريبة.
وكان ليفربول، الذي فقد هدافه المصري محمد صلاح بسبب إصابة في الكتف في الدقيقة 31، أدرك التعادل في الدقيقة 55 عبر ساديو ماني الذي تابع ضربة رأس من ديان لوفرين.
ورغم محاولات ليفربول انتهت خطورته بعد خروج المصري صلاح بعد التحام مع سيرخيو راموس قائد ريال مدريد.
وأثبت ريال مدريد قدرته على التعامل بشكل مذهل مع المباريات الكبيرة وكشف معاناة ليفربول المستمرة مع مركز حارس المرمى.
واختير بايل الذي غاب عن التشكيلة الأساسية لريال هذا الموسم بسبب الإصابات وثارت التكهنات حول مستقبله، أفضل لاعب في المباراة بينما انتهت ليلة الحارس كاريوس البالغ عمره 24 عاما بالدموع.
وهاجم الفريق الإنجليزي واختبر ترينت ألكسندر-أرنولد الحارس كيلور نافاس بتسديدة منخفضة لكن ريال تولى زمام الأمور بعد خروج صلاح وهو يبكي.
وتلقى ريال مدريد ضربة بعد إصابة الظهير الأيمن داني كاربخال وشارك ناتشو بدلا منه في الدقيقة 37 وانتهى الشوط الأول بعد إلغاء هدف لبنزيمة بسبب التسلل بعد ضربة رأس من كريستيانو رونالدو أنقذها كاريوس.
وعوض بنزيمة الأمر عندما كان منتبها لمحاولة كاريوس الساذجة تمرير الكرة بيده لكن تقدم ريال مدريد لم يستمر سوى أربع دقائق.
ورد السنغالي ماني مهاجم ليفربول بسرعة عندما تابع ضربة رأس من لوفرين داخل المرمى لتشعر جماهير فريقه باحتمال قلب المباراة.
لكن بيل أحرز الهدف الثاني بطريقة مذهلة بعد تمريرة عرضية من مارسيلو قبل أن يجرب حظه بتسديدة بعيدة خدعت الحارس كاريوس ومرت من بين يديه إلى داخل الشباك ليحسم المباراة.
وبين هدفي بيل سدد السنغالي ماني كرة ارتدت من القائم لكن ليفربول افتقر للخطورة المعتادة من خط الهجوم في ظل خروج صلاح.
إنجازات وأرقام بالجملة للريال وزيدان ورنالدو
بعد هذا التتويج، أصبح ريال مدريد أول فريق منذ بايرن ميونيخ في 1976 يحصد اللقب ثلاث مرات متتالية، وتوج النادي الملكي بلقب كأس أوروبا خمس مرات متتالية في خمسينات القرن الماضي.
وهذا اللقب الرابع لريال مدريد في خمس سنوات و13 في كأس أوروبا وكان مستحقا رغم البداية القوية لليفربول صاحب أقوى هجوم بالبطولة.
وأصبح مدربه الفرنسي زين الدين زيدان (45 عاما)، المتوج مع ريال باللقب كلاعب في 2002، أول مدرب يحرز اللقب 3 مرات تواليا، كما عادل إنجاز الإيطالي كارلو أنشيلوتي (مع ميلان الإيطالي 2003 و2007، وريال 2014) والإنجليزي بوب بايسلي (ليفربول 1977 و1978 و1981).
وحصل رونالدو الفائز بخمسة ألقاب في دوري الأبطال، على فرصة إضافة الهدف الرابع قرب النهاية لكنه نزول أحد المشجعين إلى أرض الملعب أوقف الهجمة.
ولم يسبق لأي فريق أن أحرز لقب المسابقة بصيغتها الحالية (بدء من 1992-1993) 3 مرات تواليا، علما أن هذا الإنجاز حققه الريال نفسه في الصيغة السابقة (5 مرات بين 1956 و1960)، وأجاكس أمستردام الهولندي (3 مرات بين 1971 و1973)، ومثله بايرن ميونيخ الألماني (بين 1974 و1976).
وقبل نهائي السبت، التقى الريال وليفربول في نهائي المسابقة القارية مرة واحدة عام 1981 على ملعب بارك دي برانس في باريس وخرج ليفربول فائزا على النادي الملكي 1-0 بهدف ألن كينيدي المتأخر، علما بأن تلك المباراة النهائية كانت الأخيرة التي خسرها ريال مدريد.
وهذه الخسارة الثالثة في النهائي لليفربول بعد 1985 و2007، علما بان رابع الدوري الإنجليزي بدأ مسابقة هذا الموسم من الدور الفاصل حين تخلص من هوفنهايم الألماني، وصولا الى إقصائه المرشح الكبير مواطنه مانشستر سيتي من ربع النهائي، قبل ازاحة روما الإيطالي في نصف النهائي.
زيدان: لست المدرب الأفضل
ووصف مدرب ريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان الذي بات أول مدرب في تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا يحرز ثلاثة ألقاب تواليا هذا الإنجاز بأنه “لحظة تاريخية”.
وقال زيدان لشبكة قنوات (بي اين سبورت) “إنها لحظة تاريخية، إنه أمر مجنون”.
وأضاف المدرب الفرنسي “بطبيعة الحال، الفوز باللقب ثلاث مرات تواليا هو لحظة تاريخية، ان تعيش هذا الشيء، يعتبر أمرا مجنونا. مع فريق مماثل نستطيع الذهاب بعيدا لكن الفوز بثلاثة ألقاب تواليا، أمر مجنون بلا شك”.
وتابع زيدان “يجب أن نستغل اللحظة ونفكر بما ما قام به اللاعبون”.
ورغم إنجازاته المذهلة مع الريال، أقر “زيزو” في مؤتمر صحافي يسبق المباراة النهائية، أنه ليس المدرب الأفضل.
وقال زيدان “أنا لست أفضل مدرب وأنا لست أفضل مدرب تكتيكي. لكني أتمتع بأمور أخرى: لدي شغف، لدي تصميم وهذان يساويان أكثر بكثير”.
تصريحات مقلقة لرونالدو بعد النهائي
وفي وقت ألمح نجم الفريق كريستيانو رونالدو إلى أنه ربما يكون خاض مباراته الأخيرة، طالبه كل من زيدان وزميله سيرجيو راموس بالاستمرار وعدم الرحيل عن العاصمة مدريد.
وأبلغ رونالدو الهداف التاريخي لدوري الأبطال برصيد 120 هدفا، شبكة (بي. إن. سبورت) التلفزيونية أنه سيعلن قريبا قراره النهائي عن مستقبله.
وقال “في الوقت الحالي نحن بحاجة إلى الاستمتاع بالأمر لكن في الأيام المقبلة سأعلن موقفي للمشجعين الذين دائما ما ساندوني. من الرائع الوجود في ريال مدريد”.
وأضاف النجم البرتغالي “مستقبل أي لاعب في مدريد غير مهم. لقد كتبنا التاريخ”.
وقال رونالدو الذي سيبدأ الاستعداد للعب في كأس العالم الشهر المقبل مع بلاده “ليس لدي أي شكوك وهذا غير مهم ويجب الحصول على راحة الآن ومقابلة زملائي في البرتغال وفي الأسابيع القليلة المقبلة (سأعلن قراري)”.
ورد اللاعب البرتغالي البالغ عمره 33 عاما بغضب عند سؤاله إذا كان يشعر بالإحباط بسبب عدم التسجيل في المباراة النهائية.
وقال رونالدو “من هذا الذي يشعر بالإحباط؟ ربما يرغب البعض في تغيير مسمى دوري أبطال أوروبا إلى دوري أبطال كريستيانو رونالدو. من صاحب أكبر عدد من الألقاب؟ ومن صاحب أكبر عدد من الأهداف؟”.
وأثار رونالدو جدلا العام الماضي بعد أيام قليلة من فوز ريال 4-1 على يوفنتوس في نهائي العام الماضي، وذكرت صحيفة “أبولا” البرتغالية أن اللاعب غير سعيد بسبب طريقة معاملته في النادي الإسباني.
زيدان وراموس يطالبان “الدون” بالبقاء
وتعليقا على ذلك، لم يتمكن زيدان من الرد بوضوح على سؤال حول توقيت تعليقات رونالدو، وقال إنه لم يتحدث إلى لاعبه قبل المباراة بخصوص مستقبله.
وأضاف زيدان “كريستيانو يجب أن يستمر في كافة الأحوال. سنرى ما سيحدث في الفترة المقبلة لكن بالنسبة لي هو يجب أن يستمر”.
وطلب راموس أيضا من زميله البقاء لكنه في الوقت ذاته أكد أنه ينبغي على اللاعب البرتغالي توضيح ما يريده.
وقال راموس “أنا متأكد أن كريستيانو سيتحدث في نهاية الموسم. إذا كان هناك أي شيء وراء ما قاله فيجب عليه توضيح الأمور”.
وأضاف عميد الريال “كريستيانو عنصر مهم في الفريق وهو يحب أن يحظى بالحب وكلنا نريده أن يستمر معنا ولن يجد مكانا أفضل من هذا وهو نجمنا الأول”.
وتابع “راموس لكل شخص حرية اتخاذ قرارات شخصية لكني أتمنى أن يستمر معنا لسنوات عديدة مقبلة”.