سفر صوفي في “مسالك” الحياة والإبداع عند المبدع الدكتور محمد عرش

سياق شارط: غوص في مغارة الروح والكتابة بلا جوازات…

صوت الشعر عميق الأثر، يحلق بعيدا في أرجاء الذات وتخومها الجغرافية، يخيط جراح الألم ويلملم شظايا الذاكرة المتشظية، رحيل في غياهب الوجود والموجودات، سفر أنطولوجي في لاوعي ذاكرة الكون، نداء الأعماق،عزف لسمفونية بوح الخلود، إشعال مصابيح الدواخل برؤيا الكلمة الحالمة، حفر في سرمدية سؤال الكينونة، نبش في غبار الذاكرة، شحن لنبض الكلمة بطاقات الخلق والخرق الإبداعي، إنصات لرجع أصداء اشتعال براكين أشلاء الوجدان، اكتواء بجمر الماء، ماء الشعر العصي، والاغتسال والتطهير الجواني بدفقاته الشعورية لعلاج الذات المبدعة بدواء الكتابة الإبداعية.

بين هذا وذاك، التف ثلة من المبدعين والنقاد في ليلة الوفاء والعرفان للاحتفاء بتجربة المبدع الناقد الدكتور محمد عرش في مدرسة التفتح “بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء مساء يوم 20 يوليوز الجاري.

قبل البدء: على صهوة الكلام مشتهى القول الشعري ومنتهى الحكاية

لا يفهم المبدع إلا مبدع سكنه الإبداع ويسكن فيه، ويعيش مع النص الإبداعي رحلة حياة وقلق وجودي، هكذا تكلم لسان حال المبدع الأنيق رفيق قبعة الإبداع عبد الهادي عبد المطلب الذي قدم ورقة إبداعية صوفية سمت بالشعر في مدارج الإشراق، باعتباره حسب وصفه يحيي الذوات، ويخلق الصفاء الروحي في بواطن الذات المبدعة.

“سفر فراشة ” تحليق حر في عوالم المبدع بحثا عن “أنثى المسافات والإبداعات”

سافرت الصحفية المبدعة “ضحى أمقران” بالحضور إلى عوالم الدهشة والنبش الإبداعي هنا وهناك في سيرة ومسار وسيرورة المبدع المحتفى به،عبر مسافات السحر والغواية وفتنة لذة الكتابة وتشكلاتها وتمفصلات مخاضاتها.

أوراق… تلمع وجه ذاكرة الحضور ضدا في الغياب

رسم المبدع أحمد شكر بورتريها إبداعيا جال في حدائق الشعر والحياة عند المبدع المكرم في حوارية البوح والغوص في سفينة الرجل، من خلال زوبعة فنجان.

مأدبة شعرية بطعم الوجع والفقدان: اقتفاء الرؤيا الشعرية عند محمد عرش

اقتفى الشاعر والناقد والدكتور رشيد الخديري أثر الشعرية الجمالية في ديوان “بنصف سماء” في محاولة كشف التجليات الإبداعية ورؤيا المبدع للذات والوجود، وهو يدخل صلب أعماقه وأغواره الشعرية الملتاعة بنار الفقد وصدمة يتم نبع الحياة.

قمر بين النجوم: شهادة الوفاء والذكريات

بين الحضور والغياب، ينفلت الزمن ولا تبقى في ذاكرة الأرشيف إلا كتابة التاريخ والذكريات، لحفظ الذاكرة من النسيان، تسلل الدكتور محمد فرح بكل فرح إلى دروب الصداقة المشتركة في الحياة والإبداع مع مبدع “مغارة هرقل”.

سمير الحرف: حكاية “جاحظ الليل” بين الكتب وعش الحياة

في البدء كانت الحكاية مع الشجرة، شجرة “أنثى مسافات الشاعر” حيث انتسجت خيوط لعبة سردية ليل الحكاية، رحل النهار، وأشعل فارس القصيدة حقول إبداع وحياة “أمينة شكري”.

دينامية الشاهد في تجربة محمد عرش: قناع الرمز في مسافة البوح الشعري

حين يكون المبدع مسكونا بهاجس الإبداع كنافذة وجودية للذات نحو العالم يغدو المبدع نفسه قصيدة، لفت انتباه الناقد الدكتورعمر العسري تقنيع نص “مخبزة اونغاريتي” بقناع الرمزية الشعرية المعبرة والدالة على مقصدية المبدع في اختيار الرمز الشعري الكاشف عن الذات المبدعة في طيات النص الشعري.

النفس الفلسفي في شعر محمد عرش: روح الفلسفة في ثنايا “مخبزة اونغاريتي”

يتداخل الشعري بالفلسفي ولا توجد قطائع معرفية بينهما، فالشاعر فيلسوف بالضرورة يستقطر ماء الشعر من رحم رؤيا وجودية تأملية في تشظي الذات المبدعة، في هذا السياق سجلت مداخلة الدكتور إبراهيم ونزار وجود تقاطعات فلسفية في تجربة الشاعر من خلال استحضار النزعة الفلسفية في نصوصه الشعرية.

الكتابة بأذرع مفتوحة: جمالية الكتابة الإبداعية عند محمد عرش

الشعر باب موصد عصي على القبض، لا يأتيك بسهولة، إنما بعد جهد جهيد ومرواغة أقفال الكتابة، وحين تأتي الكتابة الشعرية على هذا المنوال فإن أية قراءة لهذه التجربة تفرض قراءة عاشقة للنص ومفتتنة به ومضيئة لجوانبه الإبداعية، هكذا جاءت ورقة الناقد عز الدين بوركة.

مخاض الكتابة الإبداعية: شاعر تألم في الحياة ومع محنة الكتابة

تمر الكتابة الإبداعية بمخاض عسير قبل ولادة النص، وأن تكون الكتابة وثيقة سيرة حياة وبصمة وجود، وجواز سفر من الهنا إلى الهناك، فهذا معناه الإقامة في النص الأدبي بكل الجوارح، لتكون الكتابة عزاء عن يتم الحياة وتحقيق خلود الذات في أنطلوجية الوجود، في صميم هذا الكلام طفح صوت صديق المبدع عمر السربوت.

قبل الختم: عودة الطائر إلى حضن أعشاش الذاكرة

حين يضع المبدع نظارة الإبداع، ينتظر أحوال طقس قصيدة إبداعية آتية تخصب غيمة برق إبداعي يمخر عباب المدى، ويفضح صمت الكلام المباح في خريف الذكريات. 

Related posts

Top