مناقشة أطروحة دكتوراه حول “دينامية الأوساط الطبيعية بالهوامش الجنوبية الشرقية لدكالة” للدكتور محمد الصابري

شهدت رحاب جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، بتاريخ 9 يوليوز الجاري، يوما علميا مميزا تمت خلاله مناقشة أطروحة دكتوراه من إعداد الطالب الباحث محمد الصابري تحت إشراف الدكتور عبد اللطيف ارويحا، تحت عنوان “دينامية الأوساط الطبيعية بالهوامش الجنوبية الشرقية لدكالة: حالة الجزء الأوسط لحوض وادي بوشان وهوامشه – مقاربة جيومورفولوجية”.
تناولت الأطروحة دراسة تفصيلية لتطور المشهد الجيومورفولوجي في منطقة دكالة خلال الفترات الزمنية المختلفة حتى الزمن الحالي. وقد اعتمدت الدراسة على تحليل العلاقة بين البيئات السطحية والموارد الطبيعية تحت السطحية، مع التركيز على دراسة التكوين الجيولوجي للرحمانة والمناطق المحيطة بدكالة. حيث ساهم التداخل بين الصخر الجيولوجي القديم للرحمانة والتكوين الأحدث لدكالة، في التنوع المكاني للمناظر الطبيعية، مما أدى إلى تنوع التشكيلات السطحية. ولتحديد هذه الأخيرة، تم اعتماد مجموعة متنوعة من المنهجيات، شملت التحليل الببليوغرافي، العمل الميداني، التحقيقات المخبرية، بالإضافة إلى استخدام نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار عن بعد.
وأبرزت النتائج النهائية للدراسة خلاصات عدة أهمها ذلك التنوع الكبير في المناظر الجيومورفولوجية، حيث أظهرت منطقة الرحمانة تجانسًا نسبيًا بسبب خصائصها الطبوغرافية والجيولوجية والمناخية، في حين أظهرت وحدات دكالة تنوعا أكبر في تكيفها مع الظروف البيئية المختلفة. كما أوضحت الدراسة وجود نمط مزدوج في استغلال الموارد الطبيعية، مع تزايد الميل نحو استخدام الأساليب الحديثة في المناطق المروية بجوار دكالة، مقابل انتشار الممارسات التقليدية في رحمانة.
من ناحية أخرى، أدى تراجع الموارد المائية وتدهور التربة إلى اتخاذ تدابير للحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز التنمية المستدامة، شملت السياسات الزراعية ومبادرات التخطيط المكاني لضمان فعالية إدارة البيئة.
هذا وتكونت لجنة المناقشة من نخبة من الأساتذة، وهم: دة. فاطمة أبخار من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، د. محمد محي الدين من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، د. محمد الريضاوي من الكلية متعددة الاختصاصات بآسفي، د. عمر العروصي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، وأخيرا د. عبد اللطيف ارويحا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة.
وخلصت اللجنة إلى أن الأطروحة تمثل إضافة قيمة للمعرفة العلمية في هذا المجال، ومنحت الطالب الباحث محمد الصابري درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع تهنئة لجنة المناقشة.
وفي ختام المناقشة، تلقى الطالب الباحث محمد الصابري من أساتذته، عدة تحايا وتنويهات أشادت بجهده العلمي المشرف.. حيث قال د. محمد محي الدين: “لقد أذهلتنا الدقة العلمية والجهد الكبير الذي بذله الدكتور محمد الصابري في إعداد هذه الأطروحة”. معتبرا أن الدراسة “ليست فقط شاملة ومفصلة، وإنما تقدم أيضا حلولا مبتكرة لقضايا بيئية مهمة”. واعتبر الدكتور محيي الدين أن الباحث الصابري “نموذج يحتذى به في المثابرة والابتكار العلمي”. متمنيا له مستقبلاً مشرقًا في مسيرته الأكاديمية.
من جهته عبر د. محمد الريضاوي عن إعجابه الكبير بالعمل المتميز الذي قدمه الدكتور الصابري، مؤكدا أن هذه الأطروحة “تظهر مستوى عاليا من الفهم والبحث العميق، وتقدم إضافة قيمة للمجتمع العلمي”.
وجاء تدخل د. عمر العروصي ليبرز أن أطروحة الدكتور محمد الصابري “أثبتت قدرة الباحث على التعامل مع موضوعات معقدة وتقديمها بأسلوب واضح ومنهجي”. مضيفا أن هذا البحث “يحمل الكثير من الفائدة ويمكن أن يكون أساسا لبحوث مستقبلية”. مهنئا بدوره الباحث على هذا الإنجاز العظيم متمنيا له كل التوفيق والسداد في مستقبله البحثي..
من جانبه قال د. عبد اللطيف ارويحا: “كمرشد لهذه الأطروحة، كنت فخورا جدا بمشاهدة تطور الباحث محمد الصابري خلال هذه السنوات”. معتبرا أن “العمل الجاد الذي قدمه يعكس شغفه والتزامه بالعلم”.. وأضاف مخاطبا الباحث: “أنا واثق أنك ستواصل تحقيق نجاحات كبيرة وستترك بصمة في المجال الأكاديمي. مبروك على هذا الإنجاز الكبير!”
الدكتورة فاطمة أبخار أثنت بدورها على “الجهد الكبير الذي بذله الدكتور محمد الصابري في إعداد هذه الدراسة المتميزة”، مشيدة بقدرته على “تقديم رؤية شاملة حول دينامية الأوساط الطبيعية وتأثيرها على البيئة المحلية”.
بهذه المناسبة تتقدم أسرة بيان اليوم بتهانيها للدكتور محمد الصابري على نيله شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا وعلى هذا المنجز العلمي المتميز، متمنين له المزيد من النجاحات والتألق في الحقل العلمي الأكاديمي.

< الجديدة: كوثر الصابري

Top