الحلقة الثانية
لا شك أن تاريخ مدارس المغرب، خاصة الثانويات، هو جزء من تاريخ البلاد الحافل بالأحداث. كما أن البحث في ذاكرة المدارس القديمة بالمملكة، قد ينبش في المتخيل الجميل لعدد من أفراد الأسرة التعليمية ولدى عدد من الأجيال التي تخرجت على أياديهم.
فالكثير من المغاربة، ستتحرك في دواخلهم ذكريات من زمن قد مضى، سواء تعلق الأمر بالتلاميذ، أو الذين عملوا بهذه المؤسسات.
ثانويات، منها التقنية والعلمية والأدبية وغير ذلك، كل واحدة لها مكانة في قلوب الملايين من المغاربة، ويتقاسمون فيها ذكريات كثيرة.
بيان اليوم، تستعرض تاريخ أهم الثانويات، تدقق في تفاصيلها، وتستعيد أهم الأحداث فيها، وتقف على محطات رئيسية في مسارها، وتذكر بأسماء كثيرة تخرجت منها.
الثانوية التأهيلية مولاي إسماعيل بمكناس
تعتبر ثانوية مولاي اسماعيل بمكناس من بين أكبر و أعرق المؤسسات التربوية التعليمية بالمغرب .
يعود تأسيسها إلى سنة 1948 كانت ملحقة إدارية بثانوية بويميرو POEYMIRAU (ثانوية للا آمنة حاليا).
ومع بداية الموسم الدراسي 1956/1957 أصبحت تحمل ثانوية مولاي اسماعيل.
لقد كان التعليم تقنيا ومهنيا بهذه الثانوية في البداية. كانت تتوفر على ورشات للتعليم التقني ومركز لإيواء التلميذات والتلاميذ إذ لم يكن يتجاوز عدد تلاميذها آنذاك 397 تلميذا مغربيا أي بنسبة 9% أما الآن فعدد تلاميذها يبلغ حوالي 1932 بجميع الشعب والمستويات.
و مع مرور السنوات و الى حدود الآن اصبحت ثانوية مولاي اسماعيل تشتمل على شعب عديدة: التعليم العام و التعليم التقني التجاري والتقني الصناعي وشعب التقني العالي BTS و الأقسام التحضيرية و الشعب الأدبية والعلمية صيغة دولية باللغة الفرنسية موزعة على 71 قسما بالإضافة الى داخليتين واحدة خاصة للأقسام التحضيرية وأخرى بالثانوي التأهيلي .
لقد تمت مغربة الهيئة الادارية بالمؤسسة سنة 1969 وأصبحت ثانوية مولاي اسماعيل خاصة بالسلك الثاني ابتداءا من الموسم الدراسي 1978 /1979 تستقبل الموجهين اليها من الاعداديات والثانويات المحلية والجهوية، وابتداء من 1994 أحدثت بها شعبتان العلوم والتقنيات والعلوم الرياضية ب.
وفي نهاية التسعينيات أحدثت بها شهادة التقني العالي شعبة صيانة السيارات. وفي 2002 تم احداث شعبة تطوير نظم الاعلام.
كما احتضنت مولاي اسماعيل 2006 التدرج المهني في شعبة اصلاح المحركات و بعدها شعبة الانتاجية PRIDUCTIQUE ومع انطلاق موسم 2013 تم احداث الاقسام التحضيرية شعبة علوم اقتصادية وتكنولوجية قم الادبية والعلمية.
ومن خلال هذه التكنولوجية المقتضبة يتضح لنا بان ثانوية مولاي اسماعيل ثانوية كبيرة بمستوياتها ومرافقها وأقسامها (71 قسم). إضافة الى كونها تتوفر على طاقم اداري يبلغ عدده 50 اداريا و مدير وناظر ومقتصد و مديرين للدراسة و5 حراس عامون للخارجية و داخليتين والمشرفين اعلى المكتبتين والمخازن.
لقد ساهمت ثانوية مولاي اسماعيل بمكناس في اعداد كفاءات علمية وأطر عليا تحتل مواقع مهمة في مجالات متعددة. فعلى صعيد خريجيها وطلبتها القدامى، فقد درس بها نخبة من الشخصيات المغربية والفرنسية نذكر من بينهم على سبيل المثال:
محمد مهيدية والي مدينة وجدة
رفاعي محمد المدير العام لشركة SNEP
هند بلحبيب مديرة ادارة منظومة الاعلام بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني.
يوسف بلقاسمي الكاتب ا لعام بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني
براد علي مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة أكادير سوس ماسة
نزهة الشقروني سفيرة المغرب بكندا حاليا.
والى جانب هذه الكفاءات توجد شخصيات أخرى تشتغل حاليا بالمكتب الشريف للفوسفاط وبالمكتب الوطني للسكك الحديدية.
وبخصوص الشخصيات الفرنسية التي درست بثانوية مولاي اسماعيل نذكر على سبيل المثال السادة الأساتذة:
COLOBANI
BASCOUL
SEM PER
LARTIGIE ANDRE
DUCAMP LUCIEN
إضافة إلى بض السادة المديرين الفرنسيين وهم Mr MADRU موسم 56 /57 وكذلكMr paoli ثم السيد Mr André sordes وهو ناظر سابق و Mr pigis وهو رئيس الأشغال بالثانوية موسم 1957.
وفي الأخير أريد ان اشير الى ملاحظة مهمة أثارت انتباهي وانا أقوم بعملية الاتصال بالسادة المديرين وهي مسألة عدم اهتمام بالشكل المطلوب بعملية التوثيق والأرشفة لمختلف الوثائق والمستندات. فقد بات من الضروري على السادة المدرين والمديرات إيلاء التوثيق والأرشفة الاهتمام الكبير باعتبارها قاعدة أساسية تمكن من الحصول على بيانات ومعطيات للعديد من الأطر والكفاءات التي بصمتها بالمؤسسات التعليمية ولاتزال قيد الذاكرة… فلابد إذا من الاهتمام بصيانة وحماية مختلف الوثائق والمستندات باعتبارهما تمثلان ذاكرة تحتاج الى العناية .
خليل البخاري