بالرغم من كل التداعيات التي خلفها التحكيم الكارثي لمباراة الإياب بين نادي الزمالك المصري وفريق حسنية أكادير، برسم إياب ربع نهاية كأس الاتحاد الإفريقي، والتي أجمعت كلها على الظلم التحكيمي الذي تعرض له الفريق المغربي، وحرمانه من تأهيل مستحق لنصف النهاية لأول مرة في تاريخه، فإنه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) لا يبدو مستعدا للتفاعل بالإيجاب، لا مع احتجاج الحسنية، ولا مع ردود الفعل المنتقدة والصادرة من مختلف الأوساط خاصة الإعلامية منها.
ويتجلى موقف (الكاف) الغريب في مواصلة الاعتماد على الحكم الأنغولي مارتن هيلدر دي كارفالهو، وتعيينه مرة أخرى لقيادة فريق مغربي، وهذه المرة في مقابلة الإياب برسم نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، والتي ستجمع بين ماميلودي صنداونز والوداد البيضاوي بجنوب إفريقيا.
تعيين لا يمكن إلا أن يترك تخوفات من سلوك آخر غير رياضي مرة أخرى لحكم له سوابق عديدة، وعادة ما يخلف تحكيمه احتجاجات مختلفة، وكان آخرها قراراته المجحفة ضد الحسنية، حيث يؤكد مسؤولو أكادير في احتجاجاتهم لدى (الكاف) أن هذا الحكم تعمد الإضرار بمصالح فريقهم، بعد إلغاء هدف صحيح، كما لم يعمل على طرد أحد مدافعي الزمالك، والأكثر من ذلك منح بطاقات مجانية لبعض لاعبي الفريق المغربي، مما تسبب في إقصاء غير مستحق، وحرمانه من مواصلة المشوار في هذه البطولة.
ولعل ما يؤكد على التحكيم الكارثي وغير المحايد للحكم الأنغولي، إعلان التلفزيون المصري عن إيقاف المخرجة إيناس عثمان التي تكلفت بإخراج أطوار مباراة الزمالك وحسنية أكادير، على خلفية ما أصبح يطلق عليه “الفضيحة”، بعدما تعمدت هذه المخرجة عدم إظهار لقطة تخطي الكرة لخط مرمى الزمالك في الدقائق الأخيرة من المباراة، ليلغى يحتسب هدف صحيح للمهاجم الأكاديري، مما أنقذ الفريق المصري من الإقصاء.
وما زاد من درجة الاستغراب كون المخرجة المذكورة التي يبدو أنها تعمدت عدم إظهار اللقطة المثيرة للجدل أو إعادتها بصورة أوضح، صرحت بعد انتهاء المباراة أن الكرة لم تتخط المرمى، موضحة أنه لم يكن هناك وقت كاف لإعادة اللقطة، رغم أن المباراة عرفت توقفات كثيرة، مباشرة بعد العملية الهجومية للفريق المغربي، مما زاد من حجم الشكوك حول مهنية المخرجة واحترامها للحياد الضروري.
كل هذا يجعل تعيين نفس الحكم لقيادة مباراة مهمة ومصيرية وفي دور متقدم، محط شكوك تعبر عنه حاليا أوساط ودادية، وهو تخوف له ما يبرره أمام السوابق العديدة لهذا الحكم الذي تحول بسرعة إلى علامة دالة على استمرار بعض النماذج المسيئة للتحكيم الإفريقي، الشيء الذي لا يعكس أبدا التطور الذي عرفه هذا القطاع في السنوات الأخيرة.
المفروض إذن أن تكون هناك مساندة لأي تحرك ودادي في اتجاه تغيير طاقم التحكيم لمباراة الإياب ضد صنداوز، كما حدث في أكثر من مباراة هذا الموسم، وأول المساندين لابد أن تكون الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بصفتها الجهاز الوصي والمخاطب الأول لدى (الكاف)، إضافة إلى تمتع المسؤولين المغاربة بنفوذ كبير داخل الأجهزة المؤثرة للاتحاد الإفريقي، نفوذ لابد وأن يحمي أولا مصالح كرة القدم المغربية.
محمد الروحلي