من ينافس الوداد والرجاء…؟

خاضت أندية القسم الأول من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، منافسات الدورة الثامنة، ويلاحظ من خلال النتائج التي أفرزتها تمكن مجموعة من الأندية من تحقيق نتيجة الفوز خارج الميدان.
فريق الشباب الرياضي السالمي تمكن من العودة بالانتصار من وجدة، على حساب المولودية، وأولمبيك خريبكة قهر الفتح الرباطي، ليعود بفوز ثمين. نفس الإنجاز حققه فريق الرجاء البيضاوي، وكان على حساب الدفاع الحسني الجديدي، ليختم فريق الجيش الملكي القائمة بتحقيق انتصار، بخريبكة، على حساب سريع وادي زم بهدفين لصفر .
وباستثناء الفوز العريض للسوالم بوجدة « 4 – 2»، وفريق نهضة بركان خلال استضافته لاتحاد طنجة «4 – 1»، عرفت باقي المباريات تسجيل حصص صغيرة، مما يؤكد الندية التي عرفتها باقي المباريات، حتى وإن كانت هناك ملاحظة تتعلق بتراجع نسبي للمستوى العام، مقارنة مع بطولة الموسم الماضي، التي انطلقت مشتعلة منذ البداية، وتميزت بالقوة والندية إلى آخر دورة.
والى حدود الدورة الثامنة التي جرت نهاية الأسبوع، ينفرد كل من الوداد والرجاء بمركزي المقدمة والوصافة، الصف الأول ب 22 نقطة للفريق الأحمر، بفارق 3 نقط عن الرجاء، مبتعدين بفارق مهم من النقط عن باقي المطاردين.
فاقرب فريق لفريقي العاصمة الاقتصادية بسلم الترتيب العام، هو الدفاع الحسني الجديدي بـ نقطة14، متبوعا بشباب السوالم بـ 13، ونهضة بركان بـ 12، ومن المنتظر أن يواصل المتزعمين التمسك بالمركزين، ومن الممكن أن ينحصر التنافس كالعادة على اللقب بينهما، ولا ثالث لهما.
صحيح أن مثل هذه القراءة تبدو متسرعة، وسابقة لأوانها، بحكم أن البطولة لا زالت في بدايتها، كما أن فترة التوقف التي ستعرفها، قصد إفساح المجال للمشاركة بكأس العرب وكأس الأمم الأفريقية، يمكن أن يغير الكثير من المعطيات، إلا أن الوقوف على إمكانيات كل فريق من فرق هذا القسم، يظهر الفارق الكبير، بين الوداد والرجاء البيضاويين، وباقي الأندية الوطنية.
ففي كل موسم ننتظر بروز فريق أو فريقين، على أمل أن تكون هناك منافسة، تضع حدا للاحتكار أو ما يشبه التناوب على اللقب، بين الناديين الكبيرين بإمكانياتهما وقاعدتهما الجماهيرية العريضة.
قبل استعادة الرجاء لعافيتها، شكلت بعض الفرق الاستثناء، كالفتح واتحاد طنجة، وقبلهما المغرب التطواني، إلا أن كل هذه الفرق لا تمتلك للأسف القدرة على التنافس، وضمان الاستمرارية المطلوبة على أعلى مستوى، وهذا الواقع هو الذي يسمح لفريقي كازا باحتكار التنافس على اللقب.
والأكيد أن هناك أندية لها القدرة والإمكانيات على التنافس، وإنهاء هذه السيطرة، كنهضة بركان والجيش الملكي. فإمكانياتهما وطريقة التدبير والتسيير، تختلف كثيرا عن باقي فرق ما يسمى بالبطولة الاحترافية، وينقصهما القليل للقيام بهذا الدور مستقبلا، وهذه مسألة مطلوبة، فقوة التنافس هي التي ترفع المستوى، وتزيد من التطور ومن تحسين الجانب التقني.
والى حين أن يمتلك فريقا الجيش ونهضة بركان القدرة على التنافس، سيستمر فريقا الوداد والرجاء في احتكار الريادة وتبادل الأدوار، والباقي يتفرج ويتابع ويصفق…

>محمد الروحلي

Related posts

Top