حذر أزيد من 11.000 عالم من جميع أنحاء العالم، الأسبوع الماضي بالدار البيضاء، من ضمنهم عشر علماء مغاربة، بشدة من مخاطر التغييرات المناخية، معلنين عن حالة الطوارئ لما “لتلك المخاطر من أضرار جسيمة لا يمكن حصرها”.
وجاء في بيان صحفي، عقب مؤتمر صحفي نظمه المهندسون المعماريون والمهندسون في مجال الطبيعة، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن الجانب الأخلاقي للعلماء يفرض عليهم القيام لتحذير الإنسانية جمعاء بشكل صريح وواضح من تلك الأخطار التي تهدد سلامتهم، مبرزا أن 11.258 من المنتمين إلى 153 دولة قاموا بالتوقيع في مجلة بيوسيونس.
وتابع البيان نفسه أنه خلال هذه المعركة من أجل البقاء والعيش السليم يعد المهندسون المعماريون ومهندسون المناظر الطبيعية في مقدمة المدافعين عن جودة عيش وسلامة الإنسانية.
وأشاف البيان نفسه أنه “رغم كل مهارات وجهود الخبراء المهنيين في تلك المجالات والذين عملوا دائما على خلق مدن حضارية متناغم فيما بينها سواء بالنسبة للمدن العتيقة أو المدن الكبرى التي استحدثت خلال فترة الحماية لم تكن كافية لمحاربة الآثار المضرة الناتجة عن التغيير المناخي”.
واعتبر البيان ذاته أن المدن المغربية حاليا هي “من صنع التكنوقراطيين ورجال الاقتصاد وتحت رحمة المضاربين العقاريين هدفهم الوحيد هو الربح الفوري السريع. المنازل الحالية هي عبارة عن مجرد ممرات متزاحمة الأحياء خالية من المساحات الخضراء والمدن في زحف لا متناهي. لا يوجد متنفس في المناطق الحضرية كما اختفت ساحات الأسواق العامة وكذا الحدائق وكل مساحة يمكن للناس التجمع فيها”.
وأوضح البيان أن الكوارث الطبيعية ليست دائما مدمرة “ومدننا الحالية لازالت معاشة كما كانت دائما بشرط أن يكون هناك تخطيط مستقبلي للاستفادة القصوى من خبرات المهندسين المهتمين بمجال البيئة من أجل إعادة تأهيل المناطق الحضرية بشكل مناسب”.
وفي السياق ذاته وجه العلماء نداء عاجلا للحكومة من خلال الإعلان عن حالة طوارئ فيما يخص التغيير المناخي وسجلوا تعهدا رسميا يتضمن ثمان نقاط؛ داعين أولا إلى الاستمرار في أخد دور القيادة وتحمل المسؤولية بشكل مهني قصد مواجهة هذه الحالة الطارئة، إضافة إلى مواصلة الضغط على جميع صناع القرار في الحكومة قصد التدخل على وجه السرعة وتخصيص موارد كافية وحملات تحسيسية قصد اتخاذ السياسات المناسبة.
ودعا المهندسون أيضا إلى تعزيز الهندسة المعمارية والهندسة الطبيعية في إطار وضع مخطط من أجل تأهيل الأراضي بشكل يساهم في عدم تفاقم ظاهرة التغيير المناخي ومخاطره، داعين إلى التعاون مع المؤسسات والمنظمات المساندة والتي أقرت بضرورة مواجهة هذه الحالة الطارئة.
وشدد المهندسون أيضا على أهمية التواصل مع زملائهم على المستوى الدولي لمساندة ودعم جهود IFLA وUIA والدفاع عن هدفهم على الصعيد العالمي وإنشاء لوبيات لتحسين المعايير وتغيير الممارسات الصناعية، إضافة إلى توفير الموارد التعليمية والمعلوماتية لجميع الشركاء حول كيفية التفاعل مع هذه الحالة الطارئة.
ودعا المهندسون أيضا، المسؤولين لمراجعة جذرية لتصميمات المدن وطرق تسيير المساحات والأراضي من خلال دمج المهندسين المعماريين كطرف أساسي في القرار من أجل إبلاغ جمهور واسع بما التزموا به.
> عبدالصمد ادنيدن