نقابة للمدربين

استضاف برنامج “المريخ الرياضي” بمحطة راديو مارس الرياضية المتخصصة، زوال أول أمس الثلاثاء، المدرب عبد الرحيم طالب، وكانت فرصة لمعرفة وجهة نظره، في العديد من الجوانب المرتبطة بمساره المهني الممتد لحوالي ثلاث عقود.
كما تم التطرق لواقع المهنة وتفاصيل حول إكراهات الممارسة، والاختراقات التي تعاني منها، في غياب قوانين واضحة وضوابط مؤطرة، تحمي المدرب وتحارب الطفيليات وما أكثرها.
وما يهمنا في هذا الموضوع، ليس تصريحاته فيما يخص مروره بالعديد من الأندية الوطنية، وتجربته بالخليج العربي، وما وصفه بسوء الحظ، أو المحاربة التي قال إنه يتعرض لها في كل المحطات، والتي حالت في نظره دون الحصول على لقب يغني رصيده الفردي، رغم مساره الطويل والتجارب المتعددة.
الأساسي هو واقع المهنة، وغياب الإطار القانوني، وافتقاد تنظيم مهني، يساهم في تقنينها وحماية المنتمين لها، وفي غياب إطار يتمتع بقوة القانون والسند التشريعي، يجعل الباب مشرع على مصراعيه أمام كل الاختراقات والتجاوزات.
فودادية المدربين كجمعية ينتمي لها معنويا أو شفهيا، أغلب المدربين المغاربة، والحق يقال إنها قدمت خدمات كبيرة لممتهني التدريب، وسعت بالوسائل المتوفرة لها، وهي قليلة، أن تؤطر المهنة، وتدافع عن المدربين، وكثيرا ما تدخلت لتذويب الخلافات مع الأندية، وتقريب وجهات النظر، ولعب دور الوصي، ولو بصفة معنوية عن مصالح المدربين، ولم لا أيضا المدربات.
كل ما أنجز على امتداد سنوات طويلة، تحقق بفضل شخصية عبد الحق رزق الله “ماندوزا”، ودرجة الاحترام والتقدير التي يحظى بها من طرف كل المتدخلين والفاعلين الأساسيين، إلا أن العمر الافتراضي للودادية، انتهى عمليا، ولم يعد بالإمكان استمرار الاعتماد على جهاز، وكأنه مجرد كيان “مؤقت”، لكنه دائم.
إلا أن تطور الممارسة، ودخول الاحتراف حيز التطبيق منذ عشر سنوات، ووجود العشرات من المدربين الذين يشتغلون كليا بهذا المجال، أصبح يقتضي إنشاء نقابة خاصة بالمدربين والمدربات، تؤطر المهنة، وتحمي الممارسة، وتلم شمل أفرادها، وتستمد مشروعيتها من سند قانوني ووظيفي.
إذن، حان الوقت لإنشاء نقابة خاصة بالمدربين، وعدم استمرار الخوف من وجود نقابة خاصة تقوي الجانب المؤسساتي داخل المنظومة الكروية ككل.

>محمد الروحلي

Related posts

Top