أكدت مجريات المباراة التي أجراها المنتخب المغربي المحلي لكرة القدم، أمام نظيره الرواندي برسم الدور الأول لكأس إفريقيا للمحليين التي تستضيفها الكامرون، أن تواضع الأداء ليس منعزلا عن السياق العام الذي طبع أداءه، سواء خلال المباراة الأولى ضد الطوغو، أو خلال فترة الإعداد التي انطلقت منذ ما يناهز عن ثلاثة أشهر.
خلال المواجهة الإعدادية المزدوجة ضد المنتخب الغيني بالرباط، أياما قبل السفر إلى الكامرون، لم تكن هناك أبدا أي قناعات تذكر، بل بالعكس كان الأداء باهتا، وظهر الارتباك بمختلف الخطوط، وغابت أي منهجية واضحة في اللعب، مع ضياع غريب لفرص التسجيل.
ومع ذلك، ساد الاعتقاد أنها مجرد مناسبة للتدريب قابلة للاختبار والتدريب، والوقوف على مدى نجاعة الاختيارات والتصورات التكتيكية، وانتظرنا انطلاقة “الشان” المسابقة التي دخلتها العناصر الوطنية بثوب البطل، ومن بين أبرز المرشحين للتتويج بالنسخة السادسة، والأكثر من ذلك مدعوة للحفاظ على اللقب الذي يوجد بحوزتها.
على هذا الأساس، وضعت أمام هذا المنتخب كل الإمكانيات الضرورية، وخصص له برنامج إعدادي متكامل، كما سافر إلى دوالا بأربعة وثلاثين لاعبا، كأكبر بعثة بهذه الدورة، مع تحفيزات مالية مهمة.
وفي أول مباراة بهذه الدورة، واجهت العناصر الوطنية، منتخب الطوغو، واحد من أضعف المنتخبات المشاركة، وساد الاعتقاد أن المجموعة التي راهن عليها عموتة، ستعكس المميزات التي تتمتع بها، وهي تمثل واحدة من أقوى الدوريات على الصعيد الإفريقي، كما تتمتع بتجربة مهمة على مستوى المنافسات الخاصة بالأندية.
وعكس كل التوقعات، جاء العرض باهتا، حيث انتهت المواجهة بفوز صغير من ضربة جزاء، مع مستوى غير مقنع تماما، والأكثر من ذلك، كان بإمكان الطوغوليين تحقيق تعادل مثير خلال اللحظات الأخيرة من المباراة، حيث كسبوا الثقة وهددوا مرمى أنس الزنيتي، بعدما تبين لهم أن الفريق المغربي، عاجز عن ترجمة السيطرة الميدانية إلى أهداف حاسمة.
خلال المباراة الثانية ضد رواندا..المنتخب الذي لا زال يبحث عن نفسه داخل خريطة كرة القدم الإفريقية، ساد الاعتقاد أن عموتة سيدخل التغييرات الضرورية، قصد إحداث التوازن المطلوب، إلا أنه وأمام استغراب الجميع، احتفظ بنفس الاختيارات البشرية والتكتيكية، باستثناء إدخال نوفل الزرهوني مكان زكرياء حدراف، وليته ما فعل.
حضر الزرهوني دون أن يقدم الإضافة المطلوبة، وغاب حدراف، صاحب التجربة الطويلة، والمعروف باختراقاته وتسرباته التي تحدث الخلل في أي دفاع متكتل، كما طبق ذلك مدرب المنتخب الرواندي، ليظل الأداء سلبيا، والعجز واضحا، مع سيطرة ميدانية عقيمة، لتنتهي المواجهة بالأصفار على جميع المستويات.
مساء اليوم سيواجه المنتخب المغربي في ثالث مباراة به نظيره الأوغندي، صاحب المرتبة الثالثة بهذه المجموعة، وهو مدعو لتحقيق نتيجة الفوز للحفاظ على المرتبة الأولى، والاحتفاظ بامتياز البقاء بالمدينة التي يتواجد بها، وخوض مباراة ربع النهاية بنفس الملعب، وتفادي كل الحسابات المعقدة.
ننتظر من المدرب عموتة مراجعة الاختلالات التي عرفها أداء المنتخب المغربي خلال مباراتي الطوغو ورواندا، فهل يهتدي إلى الحلول الناجعة التي بإمكانها إحداث التوازن المطلوب وتجاوز السلبيات الصادمة؟؟؟
>محمد الروحلي