هل يبحث الركراكي عن مخرج؟

يعرف عن المدرب وليد الركراكي إتقانه للعبة تعدد الأدوار، وعبور المحطات بتفوق، ودقة في الاختيار، وكيفية الخروج في الوقت المناسب…
جاء للفريق الوطني مع بداية عهد بادو الزاكي كلاعب، بديل لمدافع أيمن كان وقتها متألقا قادرا على العطاء لسنوات، إلا ان اسم غريب سقط من لائحة المنتخب بطريقة تثير الغرابة، فكسب وليد رسميته في ومضة عين.
مباشرة بعد الاعتزال، بحث عن مكان داخل الإدارة التقنية للفريق الوطني، فكان له ما أراد، إذ أصبح مساعدا لرشيد الطاوسي، في تجربة لم تكن ناجحة للرجلين معا…
بعد ذلك التحق بفريق الفتح الرباطي، في تجربة اجتمعت لها كل شروط النجاح، توفر الإمكانيات، هدوء يلف المكان، نفوذ لا يقارن، كما منح صلاحية كاملة في قيادة الفريق الرباطي…
غادر «الفتاح»، ليلتحق بفريق الوداد البيضاوي المتوج بالبطولات والألقاب محليا وقاريا، بعدها عرج للدوري القطري بدعم من المهدي بنعطية، فاز مع الدحيل بلقب الدوري، إلا أن مسؤولي الفريق فضلوا عدم استمراره.
قضى داخل الوداد موسما واحدا فقط، وبفضل تشكيلة مجربة، ودعم جمهور يشكل قوة دافعة لا يستهان بها، كسب لقب البطولة الوطنية وعصبة الأبطال الإفريقية…
بسرعة أعلن عن نهاية عهده داخل الفريق الأحمر، وبات يغازل فوزي لقجع؛ بل فرض نفسه، في وقت كان الطلاق يلوح بين وحيد خاليلوزيتش وإدارة الجامعة، في سياق المثل القائل: «مصائب قوم عند قوم فوائد».
الكل تابع تصريح لقجع يوم تعيين الركراكي على رأس الإدارة التقنية للمنتخب، إذ قال حرفيا: «صراحة كنت أفضل أن يكون وليد مدربا مساعدا، إلا أنه أصر أن يكون الأول…».
أعلن وليد علانية لوسائل الإعلام أنه لا يقبل مرة أخرى بمهمة المدرب المساعد، وأن الأمور اختلفت بين التجربة الأولى مع الطاوسي، والعهد الجديد، وهو الحامل للقب العصبة والبطولة الوطنية (مرتين)، وكأس العرش.
المؤكد أن للركراكي أوراق رابحة خفية، تعود استعمالها كوسيلة للضغط في مناسبة يراها حاسمة، فكان له ما أراد، ونصب كمدرب لأسود الأطلس، قبل موعد مونديال قطر بشهرين فقط.
سافر مع المنتخب إلى قطر، وهو محمل بكثير من الأماني وطموحات المرحلة، والرغبة القوية في عدم تضييع فرصة سانحة قد لا تتكرر، بالفعل نجح في معالجة الكثير من الأعطاب والاختلالات الناتجة عن عنترية المدرب وحيد، -وهذا يحسب له-، عرف كيف يحفز اللاعبين الذين وثقوا في خطابه، ووافقوا على طريقة قيادته، وبعد أن طبطب على أكتاف حكيم زياش، فتحت الطريق أمامه بطريقة تكاد لا تصدق…
بقطر تحقق ما كان يعد من سابع المستحيلات، وصول إلى نصف نهاية كأس العالم، أمام ذهول الجميع، بأداء نال إعجاب وتقدير واحترام العالم، واستحق الاستقبال الشعبي، والتوشيح الملكي السامي…
بعد كل هذا النجاح الباهر، ماذا ينقص؟
طبعا .. كأس أمم أفريقيا، والموعد الأقرب هو بداية سنة 2024 بكوت ديفوار، وكل الأوساط الرياضية الوطنية، تطمح إلى تتويج قاري غاب عن الخزائن لمدة عقود من الزمن…
وبحكم أن «رأس لافوكا» يعرف جيدا أن الاستمرار في القمة يعد من أصعب الرهانات، وأن طموحات الجمهور لا حدود لها، وحسابات المسؤولين غير قابلة للتأجيل، فإنه بدأ من الآن في البحث عن مخرج مناسب، يتماشى وطموحاته الشخصية التي لا حدود لها.
في آخر حوار لها خص به قناة (بي.بي.سي) البريطانية، سطر وليد على أمرين أساسيين أولا : الرغبة في أن يكون أول مدرب عربي وإفريقي يشرف على ناد بالدوري الإنجليزي الممتاز، ثانيا: في حالة عدم التأهيل لنصف نهاية «الكان» القادم، سيقدم استقالته…
انتهى الكلام، ونحن مدعوون لمتابعة تفاصيل مسار مبرمج، يؤمن فقط بـ «سير .. سير.. سير..» إلى الأمام، أما مفهوم «النية» فمجرد وسيلة فقط لحشد الدعم وكسب التأييد المطلق، وربح الوقت… ودغدغة العواطف..
برافو وليد…

>محمد الروحلي

Related posts

Top