هل كان شيبو على حق؟

خلفت مباراة الديربي بين الناديين البيضاويين الكبيرين، تداعيات كبيرة وردود أفعال مختلفة، وهذا يعكس قيمة هذا الموعد السنوي الهام، يشد أنظار المهتمين والمتتبعين، وطنيا وخارجيا.
وما زاد من درجة الانتباه، ليس نتيجة التعادل الذي كسبها الوداد في الوقت الإضافي، عن طريق ضربة جزاء، ولكن كل ما ارتبط بمردود الحكم الدولي رضوان جيد…
اختلفت الآراء ووجهات النظر، حول طريقة قيادة حكم دولي مجرب، من قيمة رضوان جيد، والذي يجر من ورائه سنوات من الخبرة والإشراف على مباريات دولية، وما التحليلات التي أعقبت المواجهة، من طرف مختصين ومهتمين، وأيضا متسلطين، سوى انعكاس لقيمة الديربي، وقيمة اسم الحكم الذي قاد المواجهة…
كل هذا يعتبر عاديا في سياقه، بل منتظرا في تبعاته، فقيمة الناديين وقاعدتهما الجماهيرية، وتأثيرهما الضاغط على مجريات الأحداث، عوامل أصبحت تغري بالانخراط في ردود الأفعال، طمعا في الاستفادة من الإشعاع، وكسب نصيب من الشعبوية الطاغية…
الدولي المغربي السابق، يوسف شيبو لم يخرج عن القاعدة، وتماما كما سبق أن انتقد طريقة تسيير الرجاء في عهد أنيس محفوظ، ووصف المسيرين السابقين بأقزام لا يستحقون قيادة ناد كبير كالرجاء، عاد مرة أخرى للحديث عن تبعات الديربي، منتقدا الطريقة التي سير بها الحكم رضوان جيد مباراة الديربي.
ففي حسابه الرسمي عبر (أنستغرام) انتقد جيد على مردوده وقراراته، قائلا: «اسمحلي أسي جيد اليوم كنتي سيئ».
تعليق عادي جدا، يعكس وجهة نظر من طرف اسم محترم، قدم الكثير لكرة القدم الوطنية، خاصة مع المنتخب الأول.
إلا أن المثير للاستغراب، أن شيبو لم يقف عند هذا الحد، بعدما تمادى في رد الفعل بالقول: «عيب وعار مهزلة اليوم، تأكدت أن الرجاء يُحارَب، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
صراحة كلام خطير، يغذي حملة ممنهجة، امتدت لشهور قادتها أوساط رجاوية، تتهم مسؤولين بالفساد وتشهر بشخصيات وطنية، بل تمسهم في شرفهم وشخصهم، وفي مقدمتهم فوزي لقجع رئيس الجامعة…
أن يصدر مثل هذا الحكم عن الجمهور، أو جهات محيطة بالنادي، يبقى سلوكا عاديا، بل متوقعا، بحكم أن هناك من تعود على تسيير الحملات عن طريق «الريمنت كونطرول» واستهداف الأشخاص من وراء الستار، لكن أن يصدر عن دولي سابق، وقع على مسار متميز، ويحظى بدرجة احترام كبيرة، له مئات المعجبين، كمحلل يتميز بالرزانة والرأي الدقيق، فهذا في نظري خطأ كبير سقط فيه صديقنا العزيز يوسف شيبو …
فتوزيع اتهامات بكون الرجاء تحارب، وما يفهم من ورائه، بأن هناك مخططا لعرقلة مسار هذا النادي المرجعي، فهو حكم مجانب للصواب، في فحواه وفي توقيته، وإلا ما على لاعبنا الدولي السابق، إلا تقديم الدليل المادي على ذلك، وليس الاكتفاء باستنتاجات أو تفسيرات شخصية، قابلة للنقاش، تتحمل نسبة من الحقيقة، كما تتحمل نسبة كبيرة من عدم اليقين.
من حق شيبو الإدلاء برأيه في مجريات الأحداث، لكن ليس من حقه توزيع اتهامات مجانية، تزيد بالتأكيد من شرارة الأحداث، كما تؤجج الصراعات الهامشية، ولما لذلك من تأثير على فئات واسعة، يختلف وعيها، وطريقة تلقيها للرسائل وكيفية تفكيكها…
هذه مجرد ملاحظة بخصوص تدوينة حملت اتهاما خطيرا، صادرا عن اسم غير عادي في مساره وشخصه…
مع التحية وبروح رياضية عالية…

>محمد الروحلي

الوسوم , , , ,

Related posts

Top