وداعا رمز عبد الحميد

امتدت يد الموت الطويلة لتنتزع المناضل والرفيق رمز عبد الحميد، زميلنا الصحفي في البيان وبيان اليوم خلال سنوات ما قبل حلول القرن الحالي، حيث كان العمل الصحفي يفرض أولا الالتزام بالنضال، وحدا أقصى من فرادة الشخصية والنزاهة المطلقة.
كان عبد الحميد رمز، المتأبط دوما لحزمة كبيرة من المراسلات، لا تراه سوى زاهدا لا يرجو من فتنة الدنيا قليلا أو كثيرا.
في خندق بيان اليوم، لسان حال حزب التقدم والاشتراكية، رفع رمز سلاح القلم الأحمر الذي لا يفارقه، يصحح به شكايات المواطنين والمراسلات إعدادا للنشر، يدون به مقترحات الزملاء خلال الاجتماع اليومي الضروري مع الراحل علي يعتة، يخط به مقالة للصفحة الأولى، قبل تسليمها للرفيق بوكيوض رئيس التحرير، أو “المشرف العام” كما اختار سي علي أن يسميه.
 جال قلم عبد الحميد رمز الأحمر عميقاً في قضايا المواطنين وقضايا الوطن الذي نذر له عمراً كاملاً دون منّ أو أذى. كان يحرق مزيدا من أعصابه أمام كم هائل من شكايات ومراسلات المواطنين، يسرق من وقت ما بعد العمل سويعات الليل والنهار، يحتسي فناجين القهوة ويدخن بشراهة سجائره ذات التبغ الأسود، غير عابئ بسحب الدخان الكثيف التي تملأ مكتبا دون نوافذ، في مقر الجريدة القديم بحي “لاجيروند”، الذي احتضنه بكل تلك الألفة.
داخل الجريدة وفي غمرة الهمّ الصحفي، ظل رمز عبد الحميد مثالا لابن البلد الأصيل. يتواصل مع زملائه في كل الزوايا، زائراً خفيف الظل، كاشفا عن حزن، ومزيلا لغمة، يسبق سؤاله عن الأسرة الكبيرة والصغيرة، عن الصحة والحال، قبل السؤال عن التكليف اليومي.
لم تكن رحلته الطويلة والتي تكاد تطابق عمره في العمل السياسي ممهدة، يحفها زخرف الدنيا، وإنما كانت رحلة بها من المشقات ما ورثه آلام قصور في القلب ومعاناة الربو وغيرهما من الأمراض الكثيرة التي أفضت به إلى الموت. ولكن دونما انكسار. في أحلك لحظات عمره، ظل عبد الحميد ممسكاً عصا المبادئ، عاضاً عليها بالنواجد.
مضى عبد الحميد رمز إلى مثواه الأخير كما سيمضي الجميع، مخلفا الأسى العميق، وغصة في قلوب من عرفوه عن قرب وعايشوا آلام أخريات أيامه. فليرحمه الله.

مصطفى السالكي

عبد الحميد رمز.. الصحافي والمناضل إلى مثواه الأخير

ووري الثرى، صباح أمس الأحد، بمقبرة سيدي مسعود بالدار البيضاء، جثمان عبد الحميد رمز، صحفي سابق بجريدة البيان، النسخة العربية، سابقا، ثم بيان اليوم، بحضور أفراد من عائلته، ومجموعة من زملائه ومستخدمين بمؤسسة «بيان.ش.م» الصادرة لصحيفتي بيان اليوم والبيان، ورفاقه في حزب التقدم والاشتراكية المناضلين بمجموعة من الفروع المحلية والجهوية بجهة الدار البيضاء- سطات، حيث كان الراحل عضوا بالفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بمقاطعة عين الشق بالدار البيضاء.
وكان الفقيد، قد لفظ أنفاسه، ليلة أول أمس السبت، بعد معاناة طويلة مع المرض، امتدت لعدة سنوات. وقد خلف رحيله ألما كبيرا في نفوس كل من عرفوه، سواء من قريب أو من بعيد، خصوصا، زملاءه الذين اشتغلوا معه لسنوات طويلة داخل هيئة تحرير جريدة البيان بالعربية ثم بيان اليوم، حيث أجمعوا على طيبوبته، ودماثة أخلاقه، ومهنيته العالية، ونزاهته، كما كان يمثل رحمه الله، بالنسبة لهم، آنذاك، الأخ الأكبر ، لما له من تجربة وحنكة في العمل الصحافي.
 وبهذه المناسبة الأليمة، نتقدم بتعازينا الحارة ومواساتنا الصادقة لعائلته، راجين من الله تعالى الى أن يلهمها الصبر والسلوان، وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

بيان اليوم

*****

محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية

يعزي في وفاة الرفيق عبدالحميد رمز صحفي بجريدة البيان
ببالغ الحزن والأسى العميقين، تلقيت نبأ وفاة المرحوم عبدالحميد رمز صحفي سابق بجريدة البيان تغمده الله بواسع رحمته. وبهذه المناسبة الأليمة، أتقدم باسمي الشخصي ونيابة عن أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية بأصدق مشاعر التعازي والمواساة في هذا المصاب الجلل إلى كافة أفراد العائلة الكريمة، سائلا الله عز وجل بأن يتقبل الفقيد قبولا حسنا وأن يكرم مثواه وأن يلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
  إنا لله وإنا إليه راجعون.

Related posts

Top