شارك إمبراطور اليابان ورئيس الوزراء، أول أمس الثلاثاء 15 مارس، في إحياء ذكرى كارثة فوكوشيما التي لا تزال آثارها بارزة والدمار الذي خلفه التسونامي يشهد على هول الكارثة. كما أن أكثر من 170 ألف من السكان لم يستطيعوا حتى اليوم العودة إلى بيوتهم.
وكان الزلزال البالغ قوته 9 درجات على مقياس ريشتر وموجات “تسونامي” قد خلفا 15 ألفا و894 قتيلا و2561 مفقودا، معظمهم في المناطق الساحلية في مقاطعات أيواتي ومياجي وفوكوشيما، وفقا لما ذكرته هيئة الشرطة الوطنية.
وقالت هيسايو أيزاوا، إحدى سكان إيشينوماكي، وهي إحدى أكثر المناطق تضررا جراء الكارثة: “لم أكن أتوقع أن تسونامي بمثل هذه الضخامة سوف يضرب هذه المدينة .. وحثتني جارتي على الانتقال معها إلى منطقة ذات أرض مرتفعة”. وتسببت الموجات في قتل زوجها وجرفت متجر الأرز الخاص بها ومنزلا في المنطقة الساحلية وعاشت أيزاوا وأسرتها في منزل مؤقت بالمدينة لمدة أربعة أعوام ونصف العام.
ويذكر أن أيزاوا من بين 16 ألفا و22 مقيما ما زالوا يعيشون في منازل مؤقتة في إيشينوماكي. وبلغ إجمالي من يعيشون بعيدا عن منازلهم حتى منتصف فبراير الماضي 174 ألفا و471 شخصا مقارنة بـ 470 ألف شخص في ذروة الأحداث، وفقا للحكومة.
وكانت محطة فوكوشيما دايتشي النووية قد شهدت انصهارا في ثلاثة من مفاعلاتها جراء الزلزال وموجات التسونامي. ولم يتمكن نحو 100 ألف شخص من العودة إلى منازلهم بالقرب من ذلك المجمع بسبب التلوث الإشعاعي. ومن المتوقع أن تستغرق عملية تفكيك المفاعل أكثر من أربعة عقود.
وأحيت غرينبيس الذكرى الخامسة لكارثة فوكوشيما النووية، بتجديد الدعوة لمحاسبة المسؤولين والتحرك لوقف المشاريع النووية في العالم والانتقال إلى طاقة متجددة وآمنة ونظيفة.
وقال المدير التنفيذي لغرينبيس اليابان جونيشي ساتو: “لا نهاية في الأفق للمجتمعات المحلية في فوكوشيما، أكثر من 100 ألف شخص لم يعودوا إلى ديارهم، والعديد منهم لن يستطيع الوصول إليها أصلا. ونحن حتى اليوم لا نعرف ما تسبب بالضبط في الأزمة، وتواصل الحكومة اليابانية خفض نسبة الإشعاع في المناطق التي توجب إخلاؤها. الوضع في فوكوشيما مأساوي وغير مقبول”.
وأوضح “بدأت الحادثة بكارثة طبيعية، وتحولت بعدها إلى واحدة من أسوأ الحوادث الصناعية في تاريخ البشرية، وهي عبرة لتذكير العالم بضرورة التحول إلى طاقة متجددة ونظيفة وآمنة “.
ويشار إلى أن غرينبيس- اليابان كانت قد بدأت في الأسابيع الثلاثة الماضية بإجراء تحقيقات موسعة في الآثار البحرية الناجمة عن الحادث النووي في فوكوشيما، واليوم تصل التحقيقات إلى نهايتها. فقد عمل فريق مختص بالإشعاعات النووية طوال الفترة الماضية على مسح المنطقة المقابلة لساحل فوكوشيما والتي تغطي مساحة 100 كليومتر مربع طولا، وفي الشهرين المقبلين سيتم تقييم نتائج أعمال المسح وتحليل العينات في مختبرات الإشعاع في اليابان وفرنسا على أن تنشر نتيجتها في الأشهر المقبلة.
وقال كبير الإخصائيين النوويين في غرينبيس ألمانيا شون بورني: “يجب محاسبة المسؤولين، ولاسيما شركة “تيبكو- Tepco” والحكومة اليابانية، ويجب إعطاء الأولوية للسلامة العامة وللبيئة في التعامل مع هذه الأزمة المستمرة. ثم إن الحكم التاريخي الذي صدر في اليومين الماضيين والأمر بإغلاق الوحدة رقم 3 لمفاعل محطة “تاكاهاما” للطاقة النووية في اليابان هو علامة واضحة إلى أن لا مستقبل للطاقة النووية في اليابان”.
وأحيت سفينة غرينبيس “رينبو واريور” ذكرى ضحايا زلزال مارس 2011 والتسونامي الذي ضرب ساحل المحيط الهادئ في اليابان قبل خمس سنوات. وكان طاقم السفينة قد نثر الزهور على ظهر السفينة أثناء مرورها على طول ساحل فوكوشيما في ذكرى أولئك الذين فقدوا حياتهم وللذين عانوا وما زالوا يعانون من آثار الزلزال والتسونامي والكارثة النووية.
وقال تقرير “غرينبيس” بعنوان “التداعيات النووية: الآثار المتخلفة عن تشرنوبيل وفوكوشيما “لا يزال الأهالي في المناطق المتضررة من الإشعاعات يعيشون يوميا وسط مستويات عالية الخطورة من الإشعاع.
5 سنوات على أزمة فوكوشيما.. ولا تزال الكارثة مستمرة
الوسوم