أكد التصنيف الذي أصدرته الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم هذا الأسبوع، الوضع المتقدم الذي أصبحت تتمتع به البطولة المغربية لكرة القدم خلال السنوات الأخيرة.
تأكدت هذه القيمة التي أصبحت للدوري المغربي، بعد الترتيب المتقدم للأندية المغربية، متجاوزا أبرز الدوريات على الصعيد القاري، والتي تعودت السيطرة على مختلف المسابقات الخاصة بالأندية، وخاصة أندية كل من مصر تونس وجنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية.
اعتمد التصنيف على نتائج أندية كل اتحاد خلال خمس سنوات الأخيرة بالبطولات الإفريقية، مما يسمح للبلدان المحتلة للصفوف الاثني عشر الأولى بإشراك فريقين في كل من بطولتي عصبة الأبطال وكأس الكونفدرالية، وجاء رصيد المغرب بـ (180) نقطة، مقابل (147) نقطة لفرق مصر التي جاءت بالمركز الثاني، بفارق 7 نقاط فقط عن الأندية التونسية المحتلة للصف الثالث بـ (140) نقطة.
ويعتبر هذا التصنيف المتقدم جد مستحق نظرا للحضور البارز الذي سجلته الأندية المغربية في المسابقتين معا، والدليل على ذلك وصول أربعة أندية بنصف نهاية العصبة والاتحاد هذه السنة، وهناك حظوظ كبيرة في إمكانية التتويج خاصة أمام الأندية المصرية التي تعودت على المنافسة سنويا على الألقاب والبطولات.
والمثير في هذا الحضور المتقدم كون الأندية المغربية تدار بأقل تكلفة مالية مقارنة بباقي البطولات القوية إفريقيا، فميزانية الأهلي والزمالك وبيراميدز، والترجي والنادي الإفريقي، ماميلودي صانداوز، تي بي مازامبي، وغيرها من الأسماء الكبيرة تفوق ميزانياتها العشرين مليار سنتيم سنويا.
هذا التصنيف المتقدم يضع على الأندية المغربية مسؤوليات الحفاظ على الحضور اللافت وضمان الاستمرارية المطلوبة، وهو رهان صعب يمر عبر البحث عن موارد إضافية تمكنها من المنافسة بقوة، والحفاظ على أبرز نجومها، ولما لا دخول سوق الانتقالات بقوة، والقدرة على جلب أبرز اللاعبين على الصعيد القاري.
فبالرغم المجهود المالي المبذول من طرف الأندية، والدعم القوي الذي تقدمه الجامعة، فإنها غير قادرة تماما على منافسة أغنياء القارة، وهذا ما يفسر الصعوبة التي يجدها أحيانا ممثلو كرة القدم الوطنية في مواجهة التحديات المطروحة أمامهم.
صحيح أن دعم الجامعة مطلوب، ولابد وأن يتعزز، إلا أن مسؤوليات مكاتب الأندية قائمة، وهى مطالبة بالاجتهاد في البحث عن موارد إضافية، وتسويق المنتوج على نحو أفضل، أضف إلى ذلك اعتماد الحكامة في التسيير والتدبير واحترام التخصصات، وضمان هيكلة واضحة تقنيا وماليا وإداريا، ودخول عالم المقاولة الرياضية من الباب الواسع.
وكل هذه الرهانات تعتبر أساسية ولا غنى عنها، حتى يصبح تألق الأندية المغربية واقعا مسلما به، وليس استثناء مرحليا، كما أن المنتظر هو عودة أندية أخرى كان لها حضور وازن، ونعني أساسا الجيش الملكي باعتباره أول ناد مغربي فاز بكأس إفريقيا للأندية البطلة.
حضور متقدم إذن يستحق الإشادة، جاء بفضل المجهود المبذول من طرف الأندية، والمساندة الايجابية والمواكبة الدائمة التي تخصصها الجامعة على جميع المستويات… برافو.
محمد الروحلي