لا أحد كان يتصور خروجا مبكرا لفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم من تصفيات كأس الاتحاد الإفريقي، قبل الوصول إلى دور المجموعات، وهو الخارج للتو من مسابقة عصبة الأبطال، بعد إقصاء أكثر من قاس أمام فريق تونغيث السنغالي.
وهو يواجه نادي منستير التونسي عصر أول أمس الأحد في مباراة العودة بتونس، عانى الفريق الرجاوي كثيرا، قبل أن يكسب ورقة التأهيل عن طريق الضربات الترجيحية، تألق فيها بشكل لافت الحارس أنس الزنيتي الذي تمكن من صد ضربتين حاسمتين، منح من خلالهما تذكرة العبور نحو دور المجموعات، وتجنب إقصاء آخر كان سيكون مريرا.
في أكثر من لحظة من لحظات هذه المباراة التي جاءت تفاصيلها صعبة على محبي الخضراء، كانت الرجاء مهددة بمغادرة المسابقة الإفريقية بصفة مبكرة، وهو الذي وصل السنة الماضية لنصف نهاية العصبة، كما تمكن منذ سنتين بالفوز بكأس (الكاف) وكأس السوبر الإفريقي، خروج كان من الممكن أن يكون مكلفا ماليا وتقنيا وإداريا، إذ من غير المقبول أن يمر فريق معروف بطموحاته الكبيرة، بسنة بيضاء على مستوى المسابقات الخارجية.
ظهر الرجاء في المباراة ضد الفريق التونسي بأداء مرتبك، أضاع مجموعة من الفرص السهلة، خاصة بواسطة نوح وائل السعداوي، أضف إلى ذلك تراجع المخزون البدني لمجموعة من اللاعبين. خاصة سفيان رحيمي وعبد الإله الحافيظي، وعدم ظهور آخرين بمستوى جيد، كل هذه الحيثيات منحت ثقة أكثر للاعبين التونسيين الذين كان بإمكانهم تحقيق المفاجأة والتأهل على حساب بطل المغرب.
والأكيد أن لا أعضاء الطاقم التقني ولا الإداري، خرجوا جميعا بخلاصات مهمة من هذه التجربة المريرة، وسجلوا استنتاجات وخلاصات، بخصوص الأسباب التي جعلت الفريق يظهر بمستوى متواضع وحالة بدنية غير لائقة تماما.
المؤكد أن فريق الأخضر يعاني من غياب الانضباط، وعدم احترام لاعبين معروفين لتعليمات المدرب، وعدم الاكتراث للضوابط المحددة من طرف إدارة النادي، وهذا ما يفسر التراجع الذي يعرفه مستوى بعض اللاعبين، الشيء الذي يؤثر إلى حد كبير على المستوى العام، وبالتالي فلا يمكن أن ننتظر حفاظ الفريق على قوته ومناعته وصلابته.
إذن المسؤولية مزدوجة بين الإدارة التقنية التي يقودها جمال السلامي، والتي يتواجد بها أيضا كل من هشام بوشروان ومحمد البكاري، والإدارة المسيرة التي يترأسها رشيد الأندلسي، إذ لا يمكن أن تستمر الوضعية داخل الرجاء على هذا الحال، والسماح بـ “فشوش” بعض اللاعبين، والخضوع لرأي بعض لوبيات الضغط التي أصبحت تفرض آراءها على المسؤولين التقنيين والإداريين على حد سواء.
فما في كل مرة تسلم الجرة، وهذه حقيقة يجب أن يستوعبها الجميع…
>محمد الروحلي