في اليوم العالمي لألزهايمر.. والمحاولات الطبية مستمرة  لإيجاد العلاج لأكثر أمراض الخرف شيوعا

يعد مرض آلزهايمر الذي خصص يوم عالمي للتوعية به في الحادي والعشرين من سبتمبرمن كل عام نوع الخرف الأكثر شيوعا في العالم، من دون أن يكون له أي علاج يسمح بالشفاء منه أو اتقاء الإصابة.
ويؤدي آلزهامير إلى فقدان المريض الذاكرة والقدرة على التحليل فقدانا لا يمكن عكس مساره الذي يمتد عادة على عدة سنوات. ويصيب هذا المرض نحو ثلاثين مليون شخص على الأقل في العالم، وفق منظمة الصحة العالمية. وليس هذا المجموع دقيقا إذ من الصعب التمييز بين آلزهايمر وغيره من أنواع الخرف كتلك الوعائية الأصل.
ويشكل آلزهايمر وغيره من أمراض الخرف إحدى أكبر المشاكل المعاصرة في مجال الصحة العامة لأن مرضاه يفقدون استقلاليتهم، ما يشكل عبئا نفسيا على العائلة وماليا على النظام الصحي. وهي الحال خصوصا في البلدان التي تزداد فيها أعداد الكبار في السن، أي أبرز الدول المتقدمة حيث ينتشر المرض على نطاق واسع بين من تخطوا الخامسة والستين من العمر.
وتشير بعض الإحصائيات العالمية إلى أن هناك ما يقرب من 50 مليون مريض بالزهايمر في العالم، أكثر من نصفهم (58%) يعيشون في البلدان منخفضة الدخل والبلدان متوسطة الدخل.
وتوضح منظمة الصحة العالمية، في دراسة طبية بشأن هذا المرض، أنه يصاب بالخرف نحو 10 ملايين شخص كل عام، منهم 6 ملايين شخص في البلدان منخفضة الدخل والبلدان متوسطة الدخل.
 ويتميز المرض الذي كان الطبيب الألماني ألويس آلزهايمر أول من قام بتوصيفه في بداية القرن العشرين عن غيره من أنواع الخرف بازدواجية مساره. فهو ناجم من جهة عن تشكل لويحات بروتينات معروفة بأميلويد (نشوانيات) تضغط على الخلايا العصبية إلى أن تقضي عليها، ومن جهة أخرى عن نوع آخر من البروتين يعرف بتاو يتكدّس عند مرضى آلزهايمر إلى أن يؤدّي في نهاية المطاف إلى موت الخلايا.
لكن ليس من المعلوم بعد ما هي العلاقة بين هاتين الظاهرتين. كما لا يعرف الخبراء بعد سبب نشوئهما. وبالرغم من عقود من الأبحاث، ما من علاج حاليا يسمح بالشفاء من المرض أو اتقاء الإصابة به.
وفي تقدم بارز يسجل منذ عشرين عاما، حقق علاج يطوره مختبر “بايوجين” الأميركي يستهدف البروتينات النشوانية بعض النتائج وحصل هذه السنة على إذن من السلطات الأميركية لاستخدامه في بعض الحالات. لكن مفعوله لا يزال محدودا ولا تحظى فعاليته العلاجية بإجماع.
ويركز محور ثان على سبل الاتقاء من المرض الذي نادرا ما يعزى إلى عوامل جينية. وقد أعدت قائمة تضمّ قرابة عشرة عوامل خطر لأنواع الخرف كافة، أبرزها الطرش والتدخين وتدني مستوى التعليم والانعزال والاكتئاب.
ويعتبر القيمون على دراسة مرجعية تعود للعام 2020 أنه من الممكن تفادي 40 بالمئة من حالات الخرف وتأخيرها من خلال التركيز على هذا المحور. غير أن باحثين آخرين يعترضون على هذه النسبة باعتبار أن هذا التحليل ينطوي على درجة كبيرة من التبسيط.

Related posts

Top