فوجئ الطاقم التقني لفريق الرجاء البيضاوي، وهو يستعد مساء الثلاثاء الماضي للسفر إلى القاهرة، قصد خوض مباراة الذهاب ضد نادي الأهلي المصري، برسم دور ربع عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، بانتهاء صلاحية جواز سفر المدافع الأوسط جمال حركاس، مما حال دون مرافقته للبعثة.
وحسب مصادر من داخل مقر إدارة الرجاء، فإن اللاعب المذكور، تمكن أمس الخميس من الالتحاق بالوفد، بعدما تسلم جواز سفر جديد، وبه التأشيرة المطلوبة، ليسمح له بالسفر من مطار محمد الخامس الدولي، نحو العاصمة المصرية.
وحسب نفس المصادر، فإن المدرب المساعد محمد بكاري، تخلف هو الآخر عن موعد السفر لنفس السبب، مع العلم أن صلاحية الجواز، تنتهي قبل ستة أشهر من انقضاء الخمس سنوات، كما هو معروف بالنسبة للجواز المغربي.
وليس هذا هو الخطأ الإداري الأول الذي تسقط فيه المصلحة الإدارية للرجاء، ففي أقل من شهر، سبق أن حرم الفريق من خدمات لاعبه عمر العرجون، في مواجهة مضيفه أمازولو الجنوب إفريقي، لحساب الجولة ما قبل الأخيرة، من منافسات دور المجموعات ضمن ذات المسابقة، بسبب انتهاء صلاحية جواز سفره أيضا.
ولم يتم تدارك المشكل، كما حدث بالنسبة لجمال حركاس، بسبب بعد المسافة عن دولة جنوب افريقيا، بالإضافة إلى شروط الحصول على التأشيرة، المختلفة عن مثيلتها المصرية.
يحدث هذا داخل إدارة ناد كبير كالرجاء، عرف منذ عقود بقيمة إدارته وخبرتها، إلا أن أخطاء مثل هذا، يجعل التساؤلات تتعدد، بخصوص أسباب حدوث أخطاء غير مقبولة تماما، بل لا تغتفر نهائيا.
فهل هناك تراخ، أو غياب ضوابط، أو حدوث هفوات، أو غياب الكفاءة، أو حتى احتمال عدم وجود عدد الإداريين؟
عديدة هي التساؤلات التي تحيط بهذه الحالة غير العادية، داخل ناد مرجعي، من المفروض أن يتمتع بالمعرفة والخبرة في طرق السفر وإعداد الشروط الإدارية والصحية واللوجستيكية، وعدم ترك الأمور للصدفة، مع تفادي الارتجال، وتدبير آخر لحظة.
كما أنه من غير المقبول تماما، تكرار نفس الخطأ داخل نفس النادي، وفي أقل من شهر، والمفروض أن تكون إدارته على علم بكل التفاصيل، بل أدق الجزيئات، وكل ما يهم الوثائق الشخصية المطلوبة، هذا دون إعفاء اللاعب من المسؤولية، نفس الشيء بالنسبة لكل الأفراد الذين يشكلون عادة تركيبة الوفود، وخاصة الطاقم التقني.
الرجاء الذي يروق لمحبيه وصفه بـ “العالمي”، يعد من ركائز كرة القدم الوطنية، وفي مقدمة أندية البطولة الاحترافية، وانطلاقا من هذه القيمة الاستثنائية، لابد من التوفر على مصالح إدارية متمكنة، تتميز بالجدية، وتتحمل المسؤولية على النحو الأفضل.
إنها الرجاء يا سادة، ناد كبير بكل المواصفات والأبعاد، ومن العيب حدوث أخطاء لا تغتفر في زمن الاحتراف …
>محمد الروحلي