يعقد حزب التقدم والاشتراكية، غدا الجمعة ببوزنيقة، مؤتمره الوطني الحادي عشر، ويتطلع كي يكون محطة أساسية لتمتين دينامية تنظيمية وإشعاعية وسياسية متصاعدة تتيح للحزب تقوية حضوره ونجاعة فعله.
يعرف الجميع أن مختلف الأحزاب ببلادنا تعيش صعوبات، ويعاني العمل الحزبي والمشهد السياسي من كثير اختلالات وتراجعات، كما أن الظروف الوطنية العامة تبقى بدورها غير محفزة، وتجعل التحضير لمؤتمرات وطنية مهمة لا تخلو من مشاكل ومثبطات، لكن، مع ذلك، نجح حزب التقدم والاشتراكية في بلوغ محطة المؤتمر الوطني، وذلك بعد أن عقد عشرات المؤتمرات الإقليمية والمحلية والقطاعية بمختلف جهات المملكة، وبعد أن أنجز كل الأعمال التحضيرية ذات الصلة، على المستوى السياسي والأدبي والتنظيمي، وأيضا اللوجيستيكي والمادي والتواصلي، وكرس حرصه واحترامه للالتزام الديموقراطي، وتقيده بمقتضيات قوانينه وأنظمته الداخلية.
قد يكون حزب التقدم والاشتراكية من ضمن الهيئات التي لا تمتلك فعلا موارد مالية كبيرة أو تمثيلية انتخابية واسعة، ولكن هذا لا يلغي كونه من الأحزاب التاريخية العريقة في بلادنا، وهو يستعد لتخليد عامه الثمانين في السنة المقبلة، ويمتلك تراثا غنيا من الإنتاج الفكري والسياسي، فضلا عن التميز في عدد من المحطات التاريخية والمواقف والرؤى، وهو يستمر على ذات الطريق من أجل الارتقاء بالفعل والتأطير السياسيين، والمساهمة في تقدم البلاد وتحقيق تطلعات الشعب.
المؤتمر الوطني الحادي عشر ينعقد، والحزب يتواجد ضمن المعارضة، كما أن حضوره السياسي والإعلامي والبرلماني في السنوات الأخيرة يكتسب دينامية لافتة، ويرسخ تميزه بقوته الاقتراحية ومواقفه الرصينة وأدبياته المحكمة ومنهجيته ورؤيته العقلانيتين، ومن ثم تعتبر القراءة الموضوعية لتجربة هذا الحزب العريق هي قراءة مواقفه وقدرته الاقتراحية ومنهجه التحليلي.
من دون شك، تبقى هذه القراءة هي المطلوبة اليوم لتأمل واقعنا الحزبي ومواكبة عمل الأحزاب بشكل عام، والحرص، من خلال ذلك، على تأهيل المشهد الحزبي والعملية السياسية، والارتقاء بالحياة الديموقراطية والمؤسساتية ببلادنا، أما الانشغال بالجوانب الشكلية والسطحية التي تفيد فقط في خلق إثارة فجة، فذلك سيكرس الهشاشة والتدني في ممارستنا السياسية والحزبية.
حزب التقدم والاشتراكية يدرك اليوم مختلف التحديات التي تواجهه وتطرح على السياق العام لمؤتمره الحادي عشر، ولذلك هو يصر على جعله مؤتمرا نوعيا، إن من حيث مضمونه السياسي والفكري أو من حيث صيغه التنظيمية والتواصلية، وبالتالي يتجاوز، من خلاله، كل الشكليات والأنانيات والحسابات الصغيرة، ويعتبر أن المهمات التنظيمية والانتدابية في المؤتمر وفي الحزب تخضع كلها لسؤال مصلحة الحزب أولا، وانطلاقا من ذلك هو يركز على المهام الأساسية للحزب والقضايا الكبرى للبلاد، ولا يتيه في الصغائر، ويعرف أن مناضلاته ومناضليه يلتفون دائما حول حزبهم في المحطات الكبرى، ويصرون على وحدته وتميزه واستقلالية قراره الداخلي .
ضمن هذه المشاعر الرفاقية المعهودة في المناضلات والمناضلين، يفتتح حزب التقدم والاشتراكية غدا الجمعة مؤتمره الوطني الحادي عشر ببوزنيقة.
<محتات الرقاص