صمت مريب لمجلس مدينة الرباط حول عملية هدم أحياء بالرباط

أمام حالة القلق والغضب التي تعم ساكنة عدد من مقاطعات مدينة الرباط، خاصة مقاطعة يعقوب المنصور واليوسفية ارتباطا بالأخبار التي تروج حول عملية إعادة تأهيل هذه الأحياء التي تضم منازل شيدت دون تصميم وبشكل عشوائي، ستطالها عملية هدم واسعة، استغرب الرأي العام لجوء مكتب مجلس العاصمة إلى لزوم الصمت تاركا الساحة للإشاعة وتضارب الأخبار.
ويبدو من خلال هذا الصمت المريب، أن المجلس لا يملك معلومات دقيقة حول مخطط التصميم وأن سلطات الوصاية هي التي تقبض بيدها مشروع تهيئة العاصمة، ولديها كل التفاصيل، لكن هذا الأمر كان له ارتدادات من أبرز تجلياتها ظهور إشاعة جديدة تفيد بتراجع السلطات عن عملية الهدم، وهو ما حدا بعدد من المنتخبين إلى المبادرة بصفة فردية إلى إطلاق عملية تواصلية عبر صفحات أحدثوها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانا قبول المشاركة في لقاءات خصصها بعض أصحاب الحرف المهددة بالترحيل من أحياء وسط العاصمة.
وجاءت مبادرتهم هاته كمحاولة لتوضيح الأمر للساكنة بخصوص عملية التهيئة بالأحياء المعنية، خاصة بعد أن تعالت أصوات بعضهم باستعدادهم للدخول في عصيان في حال إقدام السلطات على الهدم.
وأكد مصدر من داخل المجلس، في رده على سؤال لجريدة بيان اليوم بخصوص مدى صحة الأخبار الرائجة حول عملية هدم الأحياء التي تضم مساكن شيدت بشكل عشوائي، وذلك في إطار م ايسمى تصميم تهيئة الرباط الذي أعلن عنه قبل أشهر، أن المجلس لا تتوفر لديه لحد الآن أية معلومات دقيقة حول ما يروج بهذا الشأن وما إن كانت هناك أصلا عملية الهدم أو تم التراجع .
وأشار بالنسبة للقاءات التي شرع بعض المنتخبين في عقدها مع الساكنة والمعنيين من الحرفيين والمهنيين بخصوص الموضوع، تبقى مبادرات فردية من بعض المستشارين لتقديم بعض من ملامح الرؤية الجديدة للمدينة، هذا علما أن معلومات مؤكدة حول عملية الهدم من عدمه لم تعطى لهم أية معلومات بخصوصها.
وعلى العكس من ذلك، بنبرة فيها منسوب عال من التأكيد، كشف منتخب بمقاطعة اليوسفية في بث مباشر على شبكة التواصل الاجتماعي تواصل فيه مع الساكنة، عن تخلي السلطات عن عملية الهدم الشامل للأحياء وتعويض ذلك بإعادة التأهيل، لكن سرعان ما أردف المتحدث مستطردا بالقول” إن عملية الهدم غير واردة على المدى القصير على الأقل، محاولا بث نوع من الطمأنة وسط الساكنة”.
وأعلن المتحدث أن ما يتم إشاعته بين الساكنة بخصوص الموضوع، ومن كون السلطات اتخذت قرار الهدم لايعدو أن يكون مصدره سوى لوبي العقار التي يسيل لعابه وجشعه على المنطقة نظرا للموقع البانورامي الذي تتواجد بها الأراضي المقامة عليها تلك الأحياء ، والتي يرغبون في أن تتعبد لهم الطريق للحصول عليها، وكذا السماسرة هواة السباحة في الماء العكر، خدمة لمصالحهم، حيث أدت هذه الإشاعات إلى التأثير على أثمان العقار بشكل ملفت.
وأثار عدد من ساكنة الأحياء بمقاطعة اليوسفية مجموعة من المقترحات التي من شأنها خدمة المنظر العام داخل هذه الأحياء بحيث يتم اللجوء إلى إطلاق عملية واسعة لتوسيع لصباغة المنازل وتزيين الأزقة بانخراط من الساكنة، واصفين ترويج أخبار عملية الهدم بالكارثة، التي في حال تطبيقها ستمس أحياء تضم 150 ألف نسمة ، مشيرين أن التبريرات التي كان قد تم الدفع بها من قبل ارتباط ذلك بتنظيم المغرب لكاس العالم في كرة القدم لسنة 2030، مردود عليها لكون دول مثل البرازيل التي سبق ونظمت كاس العالم تضم أحياء شعبية مثل حي “مورو دوديندي” الذي يضم 70 ألف نسمة ومع ذلك لم يتم هدمه.
هذا وشدد عدد من المنتخبين أن ما هو مؤكد بخصوص مخطط تصميم التهيئة الذي شرع المجلس في تنفيذه يتمثل في عملية إحداث طرق وربط وتوسعة طرق جديدة بأحياء حسان، السويسي، أكدال، يعقوب المنصور، اليوسفية، وتم عرض ذلك خلال اجتماع الدورة الاستثنائية التي عقدت أواخر شهر يناير الماضي، عبر تقديم خرائط للطرقات والمساحات المعنية بنزع الملكية ، حيث تم التأكيد في هذا الاجتماع أن المشروع حظي بموافقة الوكالة الحضرية للرباط وسلا ومختلف مصالح الأطراف المعنية من وكالات ومؤسسات والقطاعات الوزارية المعنية.

< فنن العفاني

Top