المغرب ينبه إفريقيا إلى ضرورة مواجهة “الشقوق الرقمية” التي تهدد بتكريس التبعية بدل السيادة

افتتحت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، صباح أمس الاثنين 14 أبريل 2025، فعاليات النسخة الثالثة من معرض “جيتكس إفريقيا” بمدينة مراكش، المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، والذي يعد أحد أبرز التظاهرات القارية المخصصة للتكنولوجيا والابتكار.

وفي كلمتها الافتتاحية، أبرزت الوزيرة أهمية هذا الحدث الذي يجمع، على مدى ثلاثة أيام، نخبة من الفاعلين في المنظومة الرقمية الإفريقية والدولية، من حكومات وشركات ومؤسسات بحثية ومقاولات ناشئة، في سياق تطورات متسارعة يشهدها الاقتصاد الرقمي، والذي يمثل اليوم حوالي 15 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بما يعادل 6500 مليار دولار.

وقالت الوزيرة إن التحول الرقمي لم يعد خيارا، بل أصبح رافعة مركزية للتنمية، مؤكدة أن المغرب، وتحت التوجيهات الملكية السامية، اختار ألا يكون فقط مستهلكا للتكنولوجيا، بل صانعا وموجها لها، من خلال رؤية واضحة تتجسد في الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030”.

وسلطت المسؤولة الحكومية الضوء على التحول العالمي المتسارع نحو “عصر الذكاء”، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية مستقبلية، بل أصبح واقعا حاسما يشكل بنية الابتكار، حيث تعتمد نحو 40 بالمائة من الشركات الناشئة المشاركة في المعرض على الذكاء الاصطناعي في منتجاتها وخدماتها الأساسية.

وأكدت الفلاح السغروشني أن المغرب يعمل على الارتقاء بمكانته الرقمية من خلال مبادرات ملموسة، مثل إنشاء معاهد “الجزري” في مختلف جهات المملكة، والتي تمثل جسورا بين البحث العلمي والابتكار، ومجالات التنمية المحلية، فضلا عن إحداث مركز إقليمي لـ”الرقمنة من أجل التنمية المستدامة”، مما يعكس ريادة المغرب الرقمية على الصعيد القاري.

وأوضحت الوزيرة أن القارة الإفريقية تتوفر على مؤهلات استراتيجية تؤهلها لقيادة التحول العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، من قبيل التركيبة السكانية الشابة، والموارد المعدنية الحيوية، والدينامية المتصاعدة للاستثمار، إلى جانب وجود أكثر من 2400 شركة ناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العميقة.

غير أنها نبهت إلى ضرورة مواجهة “الشقوق الرقمية” التي تهدد بتكريس التبعية بدل السيادة، مبرزة ثلاث فجوات رئيسية تعاني منها إفريقيا: فجوة البنية التحتية المعلوماتية، وفجوة الكفاءات، وفجوة البيانات والنماذج التي تتجاهل السياقات اللغوية والثقافية للقارة.

وفي ختام كلمتها، وجهت الوزيرة نداء من أجل العمل المشترك، داعية إلى بناء نماذج مفتوحة متعددة اللغات تتمركز حول إفريقيا، والاستثمار في بنية تحتية رقمية خضراء وذات سيادة، وتكوين عشرة ملايين مهني في مجال الذكاء الاصطناعي، مشددة على أن “عصر الذكاء ليس سباقا للنخب، بل مهمة جماعية”.

وختمت بتوجيه دعوة للحضور قائلة: “فلنصنع الذكاء الذي يعزز رفاه مجتمعاتنا… لوحدك تذهب بسرعة، ومعًا نذهب بعيدا”.

مبعوث بيان اليوم إلى مراكش: عبد الصمد ادنيدن

Top