لماذا لا يتم الاستماع لحسبان ؟

يعيش فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، مخاضا داخليا صعبا، سببه غياب الاستقرار على مستوى التسيير، وما تبعه من ارتباك بطاقمه تقني، أضف الى ذلك وجود أزمة مالية طاحنة مزمنة، تجعل إدارته عاجزة عن الوفاء بأغلب الالتزامات…
الأكيد أن ضعف التسيير، وعدم أهلية الأغلبية الساحقة من أعضاء المكتب، ساهم في استفحال الأزمة، وجعل تبعاتها ضاغطة…
فهذا المكتب الذي قاده عادل هالا مع بداية الموسم، تسلم زمام تسيير ناد حقق مسارا استثنائيا، إلا أنه عجز تماما عن ضمان تسيير متوازن، نتج عنه حصد نتائج سلبية، ولعل أقساها إقصاء من دور المجموعات بعصبة الأبطال الإفريقية….
تعاقب على رئاسة طاقمه التقني، أربعة مدربين في ظرف وجيز، وجاء الخامس، توسم فيه ما تبقى من المكتب المسير خيرا، على أمل إعادة تكرار ما حققه خلال التجرية السابقة…
وسط هذا اللغط غير الصحي، ظهر فجأة سعيد حسبان، الرئيس السابق الذي تمت محاربته بلا هوادة، بتحريض ممن تهرب من كشف الحساب. حسبان رفع السقف عاليا معلنا عن ترشحه مجددا للرئاسة، محملا بمشروع مهم، يتجلى في جلب مستشهر على استعداد لضخ 15 مليار، في ظرف ثلاث سنوات…
وبمجرد ظهور حسبان للعلن، قامت مرة أخرى القائمة، وبدأت معاول الهدم تضرب في كل الاتجاهات، وكأن هناك من يهاب عودة الرجل، أو خوفا على مصالح تمس، أو افساد مخطط يتهيأ بالخفاء…
فالمسؤولية الآن تقع على عاتق هيئة المنخرطين، وما تبقى من أعضاء مكتب هالا، والمفروض هو الاستماع لسعيد حسبان، والوقوف بدقة على تفاصيل مشروعه، وصحة الأرقام التي يعلن عنها، ولو تطلب الأمر استدعاء مسؤول الشركة التي سوق لنفسه، عبر مختلف المواقع والمنابر…
وإذا تأكد برلمان الفريق من مصداقية المشروع، يعلن مباشرة عن موعد جمع عام استثنائي، وفتح باب الترشيحات، واحترام المساطر القانونية، قصد إعادة المشروعية لناد يطمح محبوه للبقاء دائما بالقمة…
هذا هو عين العقل، أما الترويج لنظرية المؤامرة وإشاعة لثقافة الشك، فلن يخدم سوى مصالح فئة معينة، وأساسا من ينتظر قدوم “الكفيل” الباحث عن دفء قلعة تغري بحمل هويتها…
الفرصة لا زالت مواتية، ولا ينقص سوى الإرادة الحقيقية، لخدمة حاضر ومستقبل الرجاء، بعيدا عن الحسابات الضيقة التي ساهمت وتساهم في تعطيل مسار ناد كبير، رفض دائما وعبر تاريخه الطويل، كل دخيل على قلعته…

محمد الروحلي

Top