أناس الدكالي يدعو إلى تعاون مشترك لإيجاد حلول للمشاكل الصحية في العالم العربي

دعا المغرب إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول العربية لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الصحية في العالم العربي.
وقال وزير الصحة أنس الدكالي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، للدورة الـ 49 لمجلس وزراء الصحة العرب الملتئمة بمقر الجامعة العربية، إن “المملكة المغربية إذ تؤكد انخراطها الفعلي في دعم العمل العربي المشترك في المجال الصحي في إطار مجلس وزراء الصحة العرب، فإنها ترجو المزيد من التعاون والتنسيق في المجالات ذات الأولوية المشتركة بغية إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة المشاكل الصحية والتحديات التي تعترض مسار تنمية البلدان العربية”.
وفي هذا الصدد، يقترح المغرب، يضيف الدكالي، دعوة وزارات الصحة في الدول الأعضاء إلى إعداد “مشاريع مرجعيات أو دفاتر تحملات لإنجاز دورات تدريبية قصيرة الأمد لفائدة مهنيي ومقدمي الخدمات في قطاع الصحة في الدول العربية بحسب مجالات تألق الدول المنظمة واحتياجات الدول المستفيدة على أن تستكمل الصيغ النهائية لتلك المرجعيات مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب قبل الشروع في تنفيذها”.
وأشار إلى أن الغرض من هذا الاقتراح الذي “لن يتطلب تفعيله إحداث صندوق خاص أو تعبئة اعتمادات مالية إضافية” هو أن “نعطي لعملنا المشترك بعدا عمليا ومضمونا ملموسا يعود بالنفع المباشر والإيجابي على مهنيي الصحة في بلداننا وعلى أدائهم، ويضفي مزيدا من المصداقية والنجاعة على أشغال مجلسنا، ويرسل إشارات قوية تطمئن المواطن العربي على مدى تجندنا وتعبئتنا كتكتل إقليمي حريص على الإسهام في تقديم خدمة طبية”.
وبخصوص جهود تفعيل القرارات الصادرة عن المجلس وعن مكتبه التنفيذي في اتجاه تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ذكر الدكالي بأن وزارة الصحة في المغرب اتخذت عدة تدابير وإجراءات عملية في أفق تحقيق الهدف الثالث من التنمية المستدامة وفقا للتوجيهات الملكية السامية.
ففيما يتعلق بمواصلة تعزيز صحة الأم والطفل، يضيف الوزير، عملت وزارة الصحة على إعداد وتفعيل استراتيجية وطنية للقضاء على الوفيات التي يمكن تجنبها عند الأمهات والأطفال حديثي الولادة، مكنت من تحسين المؤشرات المرتبطة بهذا المجال.
وأشار إلى أن المسح الوطني السادس حول السكان وصحة الأسرة 2017 الذي تم إنجازه بشراكة ودعم من عدد من الهيئات الدولية من بينها جامعة الدول العربية، أثبت أن نسبة وفيات الأمهات قد بلغت 72.6 حالة وفاة للأمهات عن كل 100 ألف ولادة حية على المستوى الوطني مقابل 112 وفاة حسب المسح الوطني المنجز سنة 2010، أي بنسبة انخفاض بلغت 35 في المائة.
وعلى الرغم من هذه المكتسبات الهامة، يؤكد الدكالي، إلا أن قطاع الصحة بالمغرب، “ما زالت تواجهه عدة تحديات تتمثل على الخصوص في استمرار الفوارق والتباينات بين المجالين الحضري والقروي وبين الجهات”، مشيرا إلى أن التطورات الحديثة المتمثلة في الانتقال الديمغرافي والوبائي والتغيير في نمط العيش والتمدن السريع وتدهور البيئة وتنامي التكنولوجيا الطبية “ستؤدي بشكل متزايد ومضطرد إلى بزوغ حاجيات وطلبات جديدة من العلاج المكلف”.
وذكر بأن وزارة الصحة بالمغرب، أعدت، لمواجهة هذه التحديات، استراتيجية للنهوض بالقطاع الصحي 2017-2021 وانخرطت في كثير من اتفاقيات الشراكة بحثا عن حلول مبتكرة وخلاقة، كما قامت بتوسيع آفاق التعاون مع الشركاء الدوليين والمحليين.
ويناقش هذا اللقاء عدة مواضيع من بينها التجارب الناجحة للدول العربية الأعضاء في المجال الصحي، وشعار اليوم العربي للصحة لعام 2018 وتوحيد التشريعات الصحية في الدول العربية، وتنظيم المؤتمر العربي الحادي عشر لخدمات نقل الدم، ودور “الصحة الإلكترونية” وأهميتها في تطوير منظومة الرعاية الصحية في الوطن العربي.
كما يبحث الاجتماع قضايا أخرى تتعلق بدور التمريض والقبالة في الدول العربية وتقديم الدعم الصحي لليمن والصومال ودعم حقوق الأشخاص المسنين في الرعاية الصحية والاجتماعية.

Related posts

Top