ازيلال: تجدد الصراعات بين القبائل بسبب الرعي الجائر

احتج مؤخرا، حوالي 120 شخصا من سكان دواوير جماعة آيت أمحمد التابعة لإقليم ازيلال، ضدا على تأخر اتخاذ السلطات المختصة الإجراءات القانونية في حق المترامين من قبيلة آيت إصحا التابعة لجماعة تيلوكيت على المرعى الجماعي المسمى اللوز التابع لهم. وقد نظم المحتجون المنتمون لدواوير آيت أمحمد، مسيرة على الأقدام انطلاقا من مركز “آيت أمحمد ” في اتجاه مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة قاطعين مسافة 130 كلمترا مشيا على الأقدام قبل ان يوقفهم الليل بجماعة آيت واعرضى حيث قضوا ليلتهم هناك، ليواصلوا سيرهم على متن وسائل النقل في اتجاه مقر جهة بني ملال خنيفرة، بعد رفضهم فتح قنوات الحوار مع المسؤولين الإقليميين بدعوى عجزهم إيجاد حل رغم الوعود المقدمة في هذا الإطار. ومن اجل إيصال صوتهم إلى كل المسؤولين، رفع المحتجون لافتة  تطالب باسترجاع حقهم في المرعى الجماعي المذكور وحماية أرواحهم، كما رفعوا شعارات منددة بالحيف الذي يطالهم من جراء حرمانهم من الاستفادة من مرعاهم الجماعي، في ظل تأخر السلطات في اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تعيد الحق لأصحابه وتجنب المنطقة صراعات قبلية هي في غنى عنها.
وفي السياق ذاته، كانت بيان اليوم  قد توصلت  بسيل من الشكايات، وجهها نواب أراضي الجموع بايت أمحمد إلى جهات عدة محليا ووطنيا  نبهوا من خلالها إلى خطورة مشكل المراعي بالمنطقة الذي يمكن أن يثير إشكالات أمنية، رغم ترسيم الحدود بين مراعي كل قبيلة على حدة، لكن الصراع يندلع بينها باستمرار وقد وصل في بعض الأحيان إلى المواجهة المباشرة بالبنادق التقليدية.  وقد ندد النواب بصمت السلطات المختصة، وتعاطيها السلبي مع ملف المراعي بالمنطقة، كما حملوها كامل المسؤولية في أي تطورات سلبية يمكن أن تتفجر بين القبائل المتنازعة. إلى ذلك، أكد مجموعة من المشاركين في مسيرة الاثنين الماضي، على أن تجدد النزاع حول مراعي “اللوز” بدأ أواخر سنة 2013 حينما ترامى رعاة من قبيلة آيت إصحا على المرعى، مما اضطر المتضررون رفع شكايات في الموضوع للسلطات المحلية بمركز آيت أمحمد، حيث تم حينذاك تحرير محضر في الموضوع، إلا أنه رغم ذلك لازال التطاول والترامي على المرعى مستمرا ولأجل ذلك يطالبون بضرورة تدخل الجهات المسؤولة بشكل فوري وجريء من أجل وضع حد لهذا النزاع المحلي الذي كثيرا ما ساهم في احتقان شديد بين القبائل. ويرجع مهتمون بالشأن المحلي، أسباب أزمة المراعي إلى أسباب اقتصادية وهي سبب الصراعات التي تبقى طبيعة ومتأصلة في الكيانات الاجتماعية، صراعات دافعها حب البقاء والرغبة في المحافظة على القبيلة أو العشيرة أو المجتمع، لأن البقاء يتطلب الدفاع عن أسبابه والتي تنحصر في المجتمعات القبلية في شيئين رئيسيين هما الكلأ والماء. وتابعت المصادر نفسها، أن السلطة المحلية يجب أن تكون على وعي تام بهذا المعطى وباختلاف التركيبة السكانية لسكان المنطقة، وأن تأخذ بعين الاعتبار هذا المشكل الذي تتسبب فيه المراعي والتي قد تؤدي إلى الاقتتال بين القبائل المعنية …

حميد رزقي

Related posts

Top