بعد أسبوعين من منافسات، وصلت النسخة العاشرة من كأس العرب لكرة القدم المرحلة الختامية، بتأهل كل من تونس والجزائر للمباراة النهائية، وهي التظاهرة التي تفوقت قطر في تقديمها على نحو رائع.
16منتخبا من عرب آسيا وإفريقيا، كانوا في الموعد، قدموا مباريات طبعت بالندية، والإثارة والصراع القوي، مع تسجيل تفوق منتخبات شمال إفريقيا، بوصول ثلاثة منتخبات للمربع الذهبي، ليتمكن نسور قرطاج، ومحاربي الصحراء من التأهل إلى النهاية.
وإذا كان وصول الجزائر للمباراة النهائية، قد تحقق بعد مجهود كبير، ومستوى لافت، في جل المراحل، فإن تأهل تونس، جاء بفضل تجمع ظروف جد مواتية، خدمته بمراحل حاسمة من هذه الدورة.
“اعطيني حظ تونس وارميني في البحر”، مثال عربي معروف، ينطبق تماما على منتخب تونس، حيث تعودنا على استفادة التونسيين، من امتيازات على مستوى القرعة في أغلب التظاهرات، سواء كانت جهوية أو عربية أو قارية، كما أننا في أكثر من مباراة حاسمة، يلعب الحظ لصالحهم، ويحققون الفوز في اللحظات الحاسمة، دون أن يكونوا يستحقون ذلك من الناحية التقنية، بالفوز والتأهيل أو كسب الألقاب والبطولات، والامثلة كثيرة في الشأن، بما في ذلك المواجهات السابقة مع المنتخبات المغربية.
فبفضل هدف قاتل، وغادر في الوقت بدل الضائع، ومن تسجيل اللاعب المصري عمرو السولية ضد مرماه، تمكن المنتخب التونسي من التأهل إلى المباراة النهائية.
ولا أعتقد أن أشد المتفائلين التونسيين، كانوا يتوقعون وصول منتخبهم للمرحلة الختامية للنسخة العاشرة، من هذا المونديال العربي، خاصة بعد الهزيمة البينة خلال الجولة الثانية عن المجموعة الثانية ضد منتخب سوريا.
وكالعادة، كان نسور قرطاج محظوظين في مسارهم، فبعد وقوعهم بمجموعة سهلة نسبيا، تضم كل من موريطانيا، الإمارات وسوريا، قادهم ترتيب دور المجموعات إلى مواجهة عمان في ربع النهاية، وفازوا بهدفين لواحد، وحكاية الفوز على حساب مصر في نصف النهاية تعرفونها.
الطرف الثاني في النهاية هو منتخب الجزائر، الفائز بكثير من الاستحقاق على حساب قطر، في مباراة دراماتيكية، حسمها أصدقاء إبراهيمي بهدفين لواحد، ليواصلوا مسارهم المتفوق، بعد مواجهات قوية في جل مراحل هذه التظاهرة.
تأهل إذن منتخبا الجزائر وتونس لنهاية كأس العرب، الانجاز الذي يعكس تفوق المدارس المغاربية على المستوى العربي، والمطلوب تقديم أطوار تليق بهذه القيمة.
محمد الروحلي