توصلت  أحدث الأبحاث الطبية بأهمية وفعالية استهلاك الأوميجا 3 والأحماض الأمينية المتواجدة في الأسماك، خاصة الدهنية منها كالماكريل والسالمون والتونة، في مواجهة مرض التهاب المفاصل الروماتويدى والوقاية منه، وفقا لبحث نشر في العدد الأخير من مجلة “أمراض الروماتيزم” الطبية.
ووفقا لمركز الوقاية ومكافحة الأمراض الأمريكية، فإن مرض التهاب المفاصل الروماتويدى يسبب الوفاة المبكرة، والعجز وانخفاض نوعية الحياة في الدول الصناعية الكبرى، في الوقت الذى يبدأ فيه في الظهور في أي مرحلة عمرية ليسبب العديد من المتاعب والتصلب لفترات طويلة بعد الراحة.
ويصنف مرض التهاب المفاصل الروماتويدي بأنه من أمراض الالتهاب النظامي التي تؤثر على المفاصل المتعددة في الجسم، وعادة ما يبدأ في الظهور في بطانة المفاصل (الغشاء الزليلى)، ولكن يمكن أن يؤثر على غيره من أجهزة الجسم، حيث لوحظ ارتفاع معدل انتشار مرض القلب والأوعية الدموية بين المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي. ويعد الألم والتورم والاحمرار من أهم الأعراض المشتركة المصاحبة للمرض، كما تتعرض بطانة المفاصل والغضاريف والعظام للالتهاب حتى تتآكل، مما يسبب في بعض الأحيان تشوها مشتركا.
يأتي ذلك في الوقت الذى ماتزال فيه الأسباب الحقيقية غير معروفة، لكن يعتقد أن الإصابة بالمرض تنجم عن استجابة مناعية خاطئة في النظام المناعي في الجسم يسبب التهابا في الأنسجة التي تساعد المفاصل على الحركة. وشدد الباحثون على أن هناك دورا يلعبه التاريخ العائلي الوراثي في إمكانية التنبؤ المبكر، بشأن ما إذا كان الشخص عرضة للإصابة بالأجسام المضادة التي تسبق تطور المرض أم لا. ولا يوجد حتى الآن علاج لالتهاب المفاصل الروماتويدي، ولكن يمكن أن تسهم ممارسة بعض التقنيات المحددة في إدارة المرض جنبا إلى جنب مع فعالية العوامل الغذائية في تخفيف حدة المرض.
قام الباحثون بتحليل البيانات المبلغ عنها ذاتيا عن الأحماض الدهنية والأوميجا 3 بين 30 شخصا الذين لديهم أجسام مضادة لالتهاب المفاصل الروماتودي، ونحو 47 مريضا لا يحملون هذه الأجسام. وأشارت المتابعة إلى أن 6.7% من المرضى الذين تناولوا مكملات غذائية غنية بالأحماض الدهنية والأوميجا3 لديهم أجسام مضادة لالتهاب المفاصل الروماتويدي أقل، مقارنة بنحو 34.4% من المرضى الذين لم يتناولوا هذه المكملات.
كما أظهرت اختبارات الدم أن أولئك الذين لديهم الأجسام المضادة لالتهاب المفاصل الروماتويدى كانت أكثر احتمالا كبير، ولديهم مستويات أقل من ثلاثة أحماض دهنية أساسية وأوميجا 3. وقالت الدكتورة جيل نوريس الأستاذ في قسم علم الأوبئة في كلية كولورادو للصحة العامة في الولايات المتحدة، يبدو أن اثنين من الأحماض الدهنية والأوميجا3 DHA وEPA قد تكون فعالة في قمع بروتين معين وهو البروتين الذى ينظم كثافة ومدة الاستجابة المناعية.