الإطار الوطني المغربي يتحدث لـ :بيان اليوم عن تجربته التدريبية بالجزائر

قال الناخب الوطني الأسبق ومدرب نادي شباب بلوزداد الجزائري رشيد الطاوسي، إنه استطاع فرض مكانته كمدرب مغربي لفريق جزائري يحظى بتقدير واحترام كل مكونات الكرة الجزائرية، مبرزا أن انتقاله للعمل بالجزائر يكرس القيمة التي بات يحظى بها المدربون المغاربة خارج أرض الوطن في السنوات الأخيرة.
وأضاف الطاوسي في حوار أجرته معه بيان اليوم خلال زيارته لمقر إقامة فريق الدفاع الحسني الجديدي الذي تعادل الجمعة الماضي أمام نادي مولودية الجزائر (1-1) برسم الجولة الأولى من دور المجموعات بعصبة أبطال إفريقيا، إن تعاقد مع إدارة شباب بلوزداد بهدف إنقاذ من شبح النزول، موضحا أنه بات قريبا من النجاح في مهمته.
ويرى الطاوسي الذي درب فرق المغرب الفاسي والرجاء البيضاوي والجيش الملكي ونهضة بركان، أنه لا توجد فوارق كثيرة بين البطولة الاحترافية والدوري الجزائري، مؤكدا أن الجزائريين يساندون المنتخب الوطني المقبل على المشاركة بنهائيات كأس العالم بروسيا، كما أنهم سيدعمون ملف ترشيح المملكة لاستضافة نهائيات مونديال 2026.

> كيف تعيش أول تجربة لك بالجزائر؟ وكيف هو مسارك مع نادي شباب بلوزداد حتى الآن؟
< لا توجد فوارق كبيرة بين المغرب والجزائر في عدة الأمور كالتقاليد أو الثقافة أو حتى العقلية. وتعلمون أن الشعبين الجزائري والمغربي تجمعهما محبة كبيرة بغض النظر عما يقال من أشياء غير مهمة، لأن المهم هو ذاك الإحساس الذي تشعر به عندما تكون وسط الجزائريين، خاصة عندما تأتي لبلدهم بغية تأدية مهمة معينة، وعندما تقوم بذلك على أحسن وجه يقابلونك بالاحترام والتقدير، الشيء الذي يجعلك تتفانى في عملك من أجل إنجاح مهمتك. الحمد لله نجحت في غضون 3 أشهر في فرض مكانتي هنا بالجزائر رفقة نادي شباب بلوزداد، وأيضا أحضي بعلاقة طيبة مع جميع المنابر الإعلامية الجزائرية التي تحرص على استدعائي، وأنا ألبي دعوتها بشغف حتى أخلق جسر تواصل وتقدير واحترام متبادل.
الكل يعلم أني لا أتكلم من فراغ، بل انطلاقا من تجربتي التي عشتها في المغرب، والنجاح الذي حققته مع كل الفرق المغربية والمسؤولين المغاربة على جميع المستويات. هذه التجربة تؤكد أن المغرب قادر على تصدير الأطر المغربية ذات الكفاءة العالية خارج أرض الوطن، ما يمكنها من إيصال الوجه الحقيقي للمدرب المغربي، وأنه قادر على النجاح في الخارج كما في الداخل، وتمثيل مشرف للكرة المغربية.

> ما هي الأهداف التي تربطك بنادي شباب بلوزداد؟
< تسلمت الفريق في وضعية سيئة، حيث كان يمر بأزمة نتائج. والدليل أن المباريات الثلاثة الأولى التي جرت في شهر غشت 2017، لم يفز الفريق منذ شهر شتنبر إلى شهر يناير. لم يكن هناك سوى الهزائم أو التعادلات. وكان يحتل دوما المراكز الثلاثة الأخيرة، وفي الدوري الجزائري تنزل 3 أندية وليس اثنين فقط، كما هو الشأن في المغرب. وبالتالي كان الهدف الأول هو إنقاذ الفريق من هاته الوضعية، ولحد الآن فقد وفقنا نسبيا في تحقيق ذلك، خاصة أن رصيد النقاط يكون متقاربا في الدوري الجزائري. بلغنا هدفنا بسنة 75 في المائة، لأنه ما نزال نحتاج لنقطتين من 3 مباريات لنضمن بصفة نهائية البقاء بالقسم الأول، علما أن هناك مباريات ستجمع فرق تعاني في أسفل الترتيب.
كنا نحتل في المركز التاسع مع مباراة مؤجلة، وأصبحنا نحتل المرتبة العاشرة في وقت خاض فيه نادي شبيبة القبائل الذي خاض نهائي كأس الجزائر والفرق المشاركة بالمسابقات القارية مؤجلاتها. عموما نحتاج لنقطة أو نقطتين لحسم البقاء بسبب تقارب نقاط الفرق.
غدا لدينا مباراة سنواجه فيها نادي بارادو وهو من أفضل الفرق الجزائرية على غرار مدرسة فريق الفتح الرباطي بالمغرب، ورئيسه هو رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم. هذا النادي ينهج نفس نهج أكاديمية نادي أسيك ميموزا الإيفواري. هو فريق تكوين ويضم لاعبين يلعبون رفقة المنتخب الوطني. وسنخوض لقاء الغد ونحن نأمل في تحقيق الانتصار وننهي نهائيا مسألة البقاء.( للإشارة فاز في هذه المباراة بهدف بهدفين لواحد وضمن رسميا بقاؤه بالدرجة الأولى).

> عملت في المغرب وها أنت تدرب بالجزائر، ما هي الفوارق التي يمكن تسجيلها بين البلدين في مجال التدريب؟
< سأتحدث بداية عن اللاعبين. هناك تقارب كبير من الناحية التقنية، لكن من الناحية النفسية تجد أن لاعبي الدوري الجزائري مندفعون أكثر ويلعبون بحماس أكبر ونجد مباريات قوية وفيها لعب ثنائي وانضباط كبير، بل أكثر من ذلك تعرف كافة المباريات حضورا جماهيريا كثيفا وليس كما يحدث في المغرب، إذ يقتصر ذك على مباريات كبيرة كالديربي بين الرجاء والوداد البيضاويين أو أحد الفريقين أمام فريق الجيش الملكي أو غيرها. هنا بالجزائر حماس جماهيري كبير.
أما النقطة التي ارى أن الجزائر لم تبلغ فيها مستوى المغرب الذي قطع شوطا كبير، ألا وهي البنية التحتية حيث نملك في المغرب ملاعب ذات مستوى أفضل. وبالنسبة لميزانيات الأندية.
وعلى العموم فهناك تشابه كبير بين فرق الجزائر والمغرب. مثلا مولودية الجزائر أو فرق تمثل ولايات كبرى كوهران وقسطنطينة. في الجزائر هناك 6 فرق في العاصمة. ومثلا مولودية الجزائر واتحاد العاصمة يعتبران من أكثر الأندية هيكلة. نعلم أن الكرة الجزائرية دخلت عالم الاحتراف قبلنا، ومسيرو الأندية لديهم أسهم خاصة ومن يتحكم في النادي هو صاحب أكبر عدد من الأسهم أو المستثمرين.

> لننتقل إلى موضوع آخر، من الطريف أنه عندما تشارك الجزائر بكأس العالم يغيب المغرب، والعكس يحدث هذه السنة، كيف يعيش الجزائريون هذا الغياب؟
< من المؤكد أن الأشقاء الجزائريين يشعرون بمرارة غياب منتخبهم الوطني عن المونديال، وهذه المرارة عشناها نحن كثيرا، لكن الايجابي في حالتي المغرب والجزائر فالتشجيع والدعم والتتبع يكون متبادل من طرف الجمهورين، حين تتواجد الجزائر بالمونديال فنحن نشجع فريقها وكذلك الجزائريين الذين يبادلوننا نفس الشعور والإحساس بحكم الجوار.
حاليا يتأسفون لهذا الغياب خاصة وأن الجيل الذهبي للكرة الجزائرية شارك في دورتين متتابعتين ولكنهم يحققوا أي شيء. وأعتقد أن الغياب سيكون فرصة لاستيقاظ المنتخب الجزائري من سباته، وإعادة بناء الفريق بابن البلد رابح ماجر بهدف التأهل لكأس أمم إفريقيا 2019 بالكاميرون، بل إن المدرب صرح علانية قائلا إنه سيشارك في دورة كاس الأمم الأفريقية سنة 2019 من أجل الظفر بالكأس، وإضافة نجمة أخرى على صدر قميص المنتخب.
حاليا الجزائريون يفتخرون بما يحققه المغرب، بل إنهم يتابعون التطور الذي تعرفه الكرة المغربية من خلق أكاديميات وبناء ملاعب ذات مستوى عال وتحسن مستوى الأندية بدليل تواجد 4 فرق مغربية بدور المجموعة بعصبة أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي.

> هل يوجد هنا صدى عن حملة الترويج لملف ترشيح المغرب لاستضافة مونديال 2026؟
< طبعا.. عندما تصل الأمور إلى أعلى مستوى تسفر عن بعض الحساسيات. فنجم الكرة الجزائرية لخضر بلومي لم يوافق على أن يكون سفيرا للملف المغربي الا بعدما حصل على الضوء الأخضر من الجهات العليا. وهذا يعني أن الجزائر ستدعم المغرب في ملف تنظيم المونديال. كما أنك تحس بالجزائريين بكافة فئاتهم يدعمون الملف المغربي، خاصة أن فوز المغرب بشرف احتضان البطولة سيعود عليهم بالفائدة.

> أين هو مستقبلك، هل ستكمل الرحلة مع شباب بلوزداد أم أن هناك عروضا أخرى؟
< كما يعلم الجميع، فمستقبل مدرب أي رياضة رهين بالنتائج التي هي الآن جيدة، لكنه يكون رهين طموح الفرق. وشخصيا إذا قبلت أن أنقذ الفريق في عامي الأول من شبح النزول، فسأطمح إلى فرض إمكانياتي في السنة الثاني. لا أتحدث هنا عن الإمكانيات المادية، بل الإمكانيات البشرية أي اللاعبين. وبالتالي عندما ينتهي الموسم سأجالس إدارة النادي لكي نحدد أهداف العمل. فإذا كانوا مستعدين للذهاب إلى أبعد حد ويطمحون إلى تنفيذ مشروعهم الرياضي، فأكيد سأبقى. وإن لم يحصل هذا، فطبعا سأدرس العروض سواء من الجزائر أو المغرب، فبابي مفتوح للجميع.

> حاوره بالجزائر العاصمة: محمد الروحلي – عدسة: عقيل مكاو

Related posts

Top