الإقبال المكثف على التصويت هو الحل

يرتبط نجاح أي عملية انتخابية بمستوى المشاركة الشعبية فيها، وإقبال الناخبات والناخبين عن التصويت يوم الاقتراع، ويعتبر هذا المؤشر أساسيًا  لتحقيق مصداقية الانتخابات، وتأكيد قوة تمثيلها وتجسيدها لإرادة الشعب.
وبناء عليه، يعتبر التصويت المكثف للمغربيات والمغاربة يوم ثامن شتنبر المقبل، مدخلا للمساهمة في إنجاح الانتخابات وتمتين مصداقيتها.
الشباب، وأيضا بعض فئات النخب، يجب أن يدركوا أن سلوك اللامبالاة والعدمية غير مجد لتحقيق الإصلاحات أو التحسين الفعلي للأوضاع، كما أن الاكتفاء بانتقاد كل شيء، وممارسة النقد والتعبير عن الرأي فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو في مجالس الحديث بالمقاهي، هذا أيضا لن ينفع من أجل التغيير…
الانتخابات ليست طقسا دوريا يتكرر كل مرة من أجل لا شيء، وهي أيضا ليست منفصلة عن الواقع اليومي لشعبنا، ولكنها تبقى الآلية الديمقراطية لتشكيل المؤسسات في دولة القانون، ومن ثم تعتبر مشاركة المواطنات والمواطنين في التصويت المدخل المناسب لاختيار نوعية النخب لعضوية المؤسسات المحلية والإقليمية والجهوية والمهنية، وأيضا لتكوين غرفتي البرلمان وتشكيل الحكومة، وبالتالي لتحديد الموكول لهم تدبير الشأن العام، والمساهمة في بلورة محددات السياسات العمومية.
عندما نلاحظ اليوم قوى سياسية معروفة ولوبيات انتخابية تغرق الدوائر والحملات الانتخابية بكميات خيالية من الأموال وبالكثير من الممارسات الفاسدة، وعندما نلاحظ ذات الجهات بمختلف مناطق البلاد تكثف ضغوطها على مرشحين لتغيير انتماءاتهم الحزبية أو لإخلاء الساحة، ولا تتردد في ابتزازهم أو ترهيبهم، فهذا يعني أن هذه اللوبيات تفعل كل هذا من أجل حماية مصالحها الريعية وسيادة اختياراتها السياسية والتدبيرية، وهي أيضا تعي أن الانتخابات مناسبة لتحكم قبضتها على المؤسسات التمثيلية، ولاحقا التنفيذية كذلك…
ومقابل هذا، يجب على شبابنا ونخبنا، وعلى النزهاء من شعبنا، وعلى كل الذين يكتفون بالتنديد من فوق كراسي المقاهي، أن يعوا دورهم ومسؤوليتهم هم كذلك، وأن ينخرطوا في الدفاع عن مصلحتهم، وعن المصلحة العليا لشعبنا وبلادنا، في مقابل قوى الفساد والريع.
السياسة، على غرار الطبيعة، لا تقبل الفراغ، وعندما تكون الساحة خالية من النزهاء، فمن المؤكد أن لوبيات الفساد ستسرح فيها طولا وعرضا، وتسيطر على الجماعات والجهات والبرلمان، وستجعل كل ذلك أدوات لحماية مصالحها وامتيازاتها وتوجهاتها.
يوم ثامن شتنبر، هو إذن مناسبة لشعبنا لكي يواجه هذه اللوبيات المصالحية والريعية، ولكي يختار ممثليه في مختلف المؤسسات، ولكي يحقق مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة على أرض الواقع، وبالتالي لكي يمنح بلادنا مؤسسات انتدابية وتنفيذية تمتلك المصداقية والنزاهة والكفاءة والفاعلية، وتساهم فعليا في تجديد النخب، وفِي بناء مغرب المستقبل.
وللنجاح في هذا الرهان، يجب على كل الذين لا يساهمون في التصويت أن يخرجوا من سلبيتهم ولامبالاتهم، وأن يقبلوا  على مكاتب الاقتراع، وأن يعبروا عن رأيهم بصدق وقناعة، ذلك أن المشاركة الشعبية المكثفة في التصويت هي المدخل لمحاربة مفسدي الانتخابات، ومن أجل اختيار القوى الديمقراطية والتقدمية، والمرشحات والمرشحين النزهاء والأكفاء…
إذن، وحتى نرد كلنا على الذين يشترون أصوات وذمم الناخبات والناخبين، وعلى الذين يجيشون الناس بناء على مزاعم تدليسية مختلفة، يجب أن نقبل بكثافة على مكاتب التصويت يوم ثامن شتنبر، وأن يتعبأ شعبنا في كل المدن والقرى والأقاليم، وخصوصا الشباب، لخلق المفاجأة، ومن أجل إنقاذ انتخاباتنا ومؤسساتنا من جبروت المال والريع، ومن لوبيات الفساد.
الإقبال الشعبي المكثف على التصويت يوم ثامن شتنبر، وتشبث المواطنات والمواطنين بممارسة هذا الحق بلا ابتزاز أو ضغوط، والتعبير عن الرأي من خلال ورقة التصويت بشكل واعي ونزيه…
هذا هو الحل لخدمة بلادنا وشعبنا، وهذه هي مسؤوليتنا كلنا يوم الاقتراع.

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top