الخارجية المغربية تحيل قنصلة أورلي السابقة على التحقيق

ينتظر أن تخضع القنصلة العامة السابقة للمملكة بأورلي «فرنسا»، والتي أعفيت من مهامها بأوامر من جلالة الملك محمد السادس، للتحقيق من طرف المصالح المركزية المختصة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وذلك على إثر انتشار شريط فيديو يفضح احتجازها لخادمة مغربية كانت تشتغل لديها وعرضتها للتعنيف، على أن يتم إحالة الملف برمته على القضاء.
وأفادت مصادر ديبلوماسية لجريدة بيان اليوم، أن المصالح المركزية بوزارة الخارجية عازمة على المضي إلى أبعد مدى في هذا الملف الذي تفجر عقب انتشار الشريط الفضيحة بفرنسا بشكل واسع، ودخول السلطات الفرنسية على الخط والتي أمهلت القنصلة المغربية السابقة يومين لمغادرة التراب الفرنسي.
وقال مصدر الجريدة إن خطوة فتح التحقيق التي تقدم عليها وزارة الخارجية المغربية، تعتبر تمهيدا لإحالة الملف على القضاء، كما تعتبر تأكيدا على أن «القانون يطال جميع الهيئات الديبلوماسية، وأي إثبات للإخلال بالقانون أو للخروقات سيعرض صاحبه للمحاسبة».
هذا، وفيما لازالت تفاعلات الشريط الفضيحة تتوسع على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرة أن القضية تعود إلى شهر غشت الماضي، ومسجلة بالتالي تأخرا في معالجة الموضوع، برزت تعليقات جديدة، أمس، تبدي تخوفها من عدم إعمال القانون بنفس حزم القانون الفرنسي، وذلك بعد إدخال القنصلة/ المتهمة إلى المغرب.
وكانت الخادمة المعنية (س. غ)، قد وجهت نداء إلى الملك محمد السادس عبر موقع التواصل الاجتماعي اليوتوب، معتبرة جلالته «الأب الذي لا يمكنه أن يسكت عن إهانة رعاياه، ولا يمكن أن يرضى بهذا الواقع الصادر عن دبلوماسية هدفها خدمة المواطنين».
وفي الوقت الذي أكدت فيه أن الملك سيأخذ لها حقها ممن ظلمها، أكدت (س. غ) أنها عانت الأمرين مع الدبلوماسية المغربية، منذ حلولها نهاية سنة 2015، بعدما وعدتها القنصلية بأن تشتغل بعقد عمل لمدة سنة ونصف السنة، بما قدره 15 ألف درهم شهريا؛ لكن شيئا من ذلك لم يتحقق.
وضمن شريط فيديو بثته المعنية، أكدت أنه بعد توقيع العقد المتفق عليه هاتفيا، أخبرتها القنصلة بأنها لا يمكنها مغادرة البيت، وأن عليها أن تخضع للاختبار لمدة شهرين، موضحة أن درجة الاعتداء عليها بلغت مستوى «الحرمان من الأكل والهاتف، فضلا عن تعرضها للعنف الجنسي من قبل ابن مشغلتها».
وكان الشريط الأول قد أظهر محاولة القنصل منع الجيران – الذين جاءوا إلى المنزل بعد سماع استغاثات الخادمة- من الاتصال بالشرطة بداعي أن المسألة «ليست كما يتصورون، وأنها ستحل ببساطة وهدوء».
إلا أن الجيران وكما يوثق الشريط، «تشبثوا بطلب الخادمة التي أعادوا سؤالها مرات عدة، لتؤكد لهم بفرنسية ركيكة طلبها الاتصال برجال الشرطة، مع جلب مترجم معهم، قبل أن تهدد بالانتحار في حال عدم حضورهم».

Related posts

Top