الشاعر المغربي محمد العربي غجو لـ «بيان اليوم»

الكتاب الورقي ستبقى له مكانته رغم المنافسة الشديدة للوسائط الرقمية

يشهد الكتاب الورقي تنافسا شديدا من لدن الكتاب الإلكتروني. مع ذلك، فإن حركة النشر بنوعيها، تواصل نشاطها غير مبالية بإكراهات الواقع.
على هامش الدورة السادسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، كان لبيان اليوم حوار مع نخبة من الأدباء حول إصداراتهم الجديدة وحول مشاركاتهم في الفعاليات الثقافية للمعرض، وكذلك حول نظرتهم الخاصة لمستقبل الكتاب الورقي، بالإضافة إلى قضايا أخرى. 

> ما هي طبيعة مشاركتك في الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء؟
< مشاركتي في الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء تأتي بمناسبة صدور كتابي «قناديل الروح: منتخبات من الشعر الهيسباني» عن منشورات بيت الشعر بالمغرب. فبعد أن قمت بتقديم هذا الكتاب ضمن الحفل المتميز الذي أقامه البيت قبل حوالي ثلاثة أشهر برواق الفنون بالرباط لتقديم منشوراته، توصلت مؤخرا بدعوة كريمة من صديقي الشاعر مراد القادري الرئيس الحالي لبيت الشعر لتوقيع الكتاب ضمن فعاليات الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب برواق بيت الشعر

> ما هو أحدث إصداراتك وماذا عن محتواه؟
< كتاب «قناديل الروح» هو عبارة عن أنطولوجيا شعرية لستة عشر شاعرا وشاعرة من إسبانيا وأمريكا اللاتينية حاولت فيها نقل نصوصهم إلى العربية، وكانت غايتي من وراء هذا العمل إبراز تنوع هذه التجارب وتعدد تيماتها وغنى مرجعياتها الشعرية أولا، ثم فتح نافذة أخرى بالنسبة للقارئ المغربي والعربي على ثقافات ومدارس شعرية أحسب أن قصيدتنا العربية ومن ضمنها المغربية أحوج ما تكون لمحاورتها والتفاعل معها لارتياد آفاق شعرية كونية، لا شك في غناها وحيويتها بالنسبة لتطور شعرنا واغتنائه.

*ما هي أهم المراحل التي قطعتها تجربتك الأدبية؟
< اهتمامي الآن موزع ما بين فعل الترجمة وما تسمح به من إمكانيات التفاعل الإبداعي والإنساني مع الثقافة والشعر الإسبانيين خاصة، وبين الانكباب على تطوير تجربتي الشعرية ومدها بعناصر جديدة من المقروء والمعيش. أما فيما يتعلق بمراحل تجربتي الشعرية فأقول بصفة عامة بأن قصيدتي انطلقت منذ تسعينيات القرن الماضي مع ديوان «مرفأ العيون» بنفس غنائي تفعيلي رومانسي واكتست مع ديوان «سوناتا الخريف» طابع البحث عن أفق مغاير من حيث طرائق التعبيروالتخييل والتشكيل الإيقاعي. وعلى العموم فأنا أعتبر أن رحلة بحث الشاعر عن لغته وقصيدته المتفردة هي رحلة لا تتوقف ولا ينبغي لها ذلك لأنها مبرر الإبداع وفتيلته التي لا ينبغي أن تنطفئ.

> ما هو تقييمك للشعر المغربي المعاصر؟

< أخشى أن أقول إن الشعر المغربي المعاصر دخل اليوم مرحلة جديدة لا تشبه سابقاتها: تأمل وصمت وربما انكفاء على الذات من قبل الكثير من الشعراء. فالمعايير التي كانت تحكم تداول النص الشعري في السابق بدأت تتخلخل. والمعطى الرقمي والتطور المذهل لوسائل النشر الافتراضي بقدر ما فتح إمكانيات هامة لانتشار العديد من الأصوات وغذى «السوق الشعرية» بالعديد من المرجعيات الشعرية والثقافية الجديدة بفضل الترجمة والانفتاح على الآخر، بقدر ما فسح المجال أيضا لموجة واسعة من الإسفاف والتفاهة أضرت كثيرا بالقيم الشعرية والثقافية الأصيلة.

> ما موقفك من الأجناس التعبيرية المستحدثة، مثل الومضة القصصية، الهايكو المغربي..؟
< لاشك أن الهايكو كتقليد متأصل في ثقافات وجغرافيات شعرية بعينها، يمكن أن يشكل إضافة هامة للمجال الشعري المغربي والعربي. ولاشك أن الكثير من الشعراء المغاربة الذين يشتغلون على هذا النوع من الشعر يقدمون إضافات إبداعية لها اعتبارها ووزنها، لكن الخوف كل الخوف أن يتخذ من الهايكو تقليعة و»مودة» لها عشاقها وجمهورها ومهرجاناتها ومؤتمراتها، كما حدث مع موجة «القصة القصيرة جدا» التي استهوت الكثيرين ببريقها. وبعد كل هذا يبقى السؤال المطروح هو: «ما الذي تنتفع به أرض الشعر والإبداع بعد أن يذهب زبد التقليعات والصيحات العابرة ؟»

> هل أنت متفائل بخصوص مستقبل الكتاب الورقي في ظل النشر الرقمي؟
< الكتاب الورقي ستبقى له مكانته رغم المنافسة الشديدة للوسائط الرقمية، ولعل الدولة مطالبة أكثر من أي وقت مضى بدعم الكتاب ودعم المبدع والمؤلف والترويج للكتب وإقامة المعارض وتشجيع دور النشر وسن سياسات ووضع تشريعات، من شأنها تعزيز صناعة الكتاب وترويجه وجعله حاضرا في المجال العام وفي المؤسسات التربوية والثقافية حتى تضمن له حياة أطول وأفضل.

> أجرى الحوار: عبد العالي بركات

Related posts

Top