الممثل المغربي محمد مجهد هناك شباب صعد اسمهم في المجال الفني لكن غرورهم كان سببا في اضمحلالهم

-من هو محمد مجهد ؟

-محمد مجهد، ممثل مغربي من مواليد مدينة آزمور سنة 1946، عشق المسرح والتمثيل منذ سن الثالثة عشر بعد انخراطه بنادي المسرح بجمعية الكشفية الحسنية فرع آزمور والتي كان مقرها بطريق البحر رفقة كل من توفيق عز الدين و علاوي المختار وبوشعيب فراس ومصطفى فنان، وفي سنة 1962 ومع إنشاء كتابة الدولة للشبيبة والرياضة تم تأسيس جمعية الشرف للمسرح الحر والرياضة بأولى دار للشباب بآزمور والتي كانت تتواجد بالقرب من دار الضريبة حاليا، وذلك بمعية الصديق محمد سيلبوهالي، حيث كانت انطلاقتها الفعلية والقانونية من خلال تنظيم مجموعة من السهرات الفنية إلى حدود سنة 1966 حيث كانت لنا مشاركة ضمن مهرجان مسرح الهواة بالبيضاء بمسرحية « اليتيم المظلوم» حيث جسدت فيها دور « العبيد» ثم مسرحية «عزيز» من تأليف التيجاني الشريكي بالمسرح البلدي بالجديدة، وفي سنتي 1968 و 1969 كان لي شرف المشاركة ضمن برنامج مواهب لمعده الموسيقار والفنان المرحوم عبد النبي الجراري من خلال مونولوجات « العريس – الأزلية و حلم فنان» ، لأنتقل بعدها لفرنسا لمدة قاربت السنتين استفدت خلالها من تكاوين بالمعهد الفرنسي مونت لاجولي، لأعود مجددا لوطني، لكن لظروف العمل الجديدة كموظف بقيادة البئر الجديد انقطعت عن التمثيل لحين سنة 2010 تقريبا، حيث قمت بالمشاركة في عدد من المسلسلات التلفزية والأفلام السينمائية خاصة مع المخرجة فاطمة بوبكدي من خلال سلسلات « سولو حديديان و حديديان رقم 2 و زهر ومريشة ودموع فريحة وبنت باب الله « ومسلسل « ربعة من ربعين « ومسلسل «الحرة» مع المخرج ابراهيم شكيري، أما على مستوى الأفلام فأذكر فيلم « خربوشة « و»إمير» و «الخراز» مع المخرج الشريكي، و فيلم « عيدي « لحسن العلوي و الذي عرض بالمهرجان العربي بطنجة، و شريط «الكنز المرصود» وحديدان عند الفراعنة، كما كان لي نصيب من سلسلة ساعة في الجحيم للمخرج بالمجدوب.

– ما هي المهنة التي كنت ترغب فيها غير التي تمارسها الآن؟ 

– المهنة التي أحببتها من كل قلبي وربما كان لها دور كبير في حياتي سواء الشخصية أو المهنية، رغم أنني مارستها كهواية، هي التمثيل، لأنه المجال الوحيد الذي باستطاعتي أن أعطي فيه الكثير، ولكن رغم ذلك أقول دائما، الخير فيما اختاره الله، خصوصا أن الفن في المغرب لا يمكن الاعتماد عليه بمفرده كمصدر للعيش.

– ما هو أجمل حدث عشته في مسارك الفني؟

-هي أحداث متعدد التي سرتني وأدخلت الفرحة في نفسي، أولاها عندما أكون منخرطا كليا في أحد الأدوار الموكولة إلي، و هنا لابد من الإشارة إلى مشاركتي في مسلسل « زهر و مريشة « الذي استطعت أن أبدع فيه بجدارة كوني وظفت فيه من طاقاتي ما أملك من خلال جملة من الإضافات التي أضفتها للحوار و التي لم تكن ضمن السيناريو الذي قدم لي، و هناك شيء آخر أعتز به و لن ينمحي من ذاكرتي و هو مشاركتي في المسيرة الخضراء كمؤطر و استحقاقي لوسام ملكي من الدرجة الأولى.

– ما هو أسوأ موقف وقع لك في مسارك الإبداعي؟

-كما نتذكر الأجمل فلا يمكننا نسيان الأسوأ ولو أردنا ذلك، حيث أنه من المؤسف تهميش عدد من الطاقات الفنية و عدم استدعاءها للمشاركة في أدوار باستطاعتها أن تتألق فيها، هذا من جهة و من جهة أخرى فإنني جد متأسف على عدم استفادتي من والدي المرحوم الحاج بوشعيب مجهد الذي اشتهر بمدينة آزمور بالنكتة والأمثال الشعبية، حيث أني لم استطع حفظها أو حتى تدوينها، لقد كان بمثابة كنز من الموروث الثقافي الشعبي الذي ضاع مع رحيله.

-ما هو الشيء الذي كنت تطمح إليه و لم يتحقق لحد الآن؟

– الشيء الذي أطمح إليه هو تمكيني من أداء البطولة في أحد الأعمال لإبراز كافة ما أمتلك من مواهب وطاقات دفينة لم يكتب لها بعد الخروج لحيز الوجود، لأنه مازال في جعبتي الكثير رغم السنوات التي اشتغلت فيها في هذا المجال.

-ما هي نصيحتك لشباب اليوم؟

-نصيحتي أختزلها في كلمتين وهما: إياكم والغرور، لأن هناك عددا من الشباب، صعد اسمه في المجال الفني ولمع بشكل كبير لكن غروره وتعجرفه كان سببا في اضمحلاله وموته، وهذا لا يقتصر على الفن وحده بل في جميع المجالات.

– كلمة أخيرة؟

أولا لا يسعني إلا أن أتقدم لجريدة بيان اليوم من خلال مبدعها الإعلامي محمد الصفى الذي فتح هذه النافذة في وجه المبدعين، كما لا تفوتني الفرصة أن أتوجه بالتحية والشكر للمنتج «ألتيت العربي» صاحب شركة وردة للإنتاج وكذا رفيقه أزكي حسن، لما يقدمانه من أعمال للجمهور ومدى حبهم للفنانين، ملتمسا في الأخير من وزارة الثقافة أن تعطي للفنان قيمته التي يستحقها ولو بشكل معنوي، من خلال منحه بطاقة الفنان التي أصبحنا نراها تمنح لمن لا يستحقها أحيانا.

– أجرى الحوار : محمد الصفى

Related posts

Top