في انتظار مزيد من المبادرات الإنسانية لحمايتهم من فيروس كورونا
وجد المهاجرون الأفارقة أنفسهم لوحدهم بالمحطة الطرقية أولاد زيان بالدار البيضاء، بعدما أغلقت المحطة أبوابها نهاية الأسبوع الماضي، في الوقت الذي كانت الحركة لا تهدأ بها من قبل المسافرين والحافلات التي تربط العاصمة الاقتصادية بمختلف المدن المغربية.
فبعدما كانت محطة أولاد زيان مصدر رزقهم وقوتهم اليومي، بالعمل في حمل أمتعة المسافرين، إلى جانب تلقي صدقات مادية وغذائية من عند المارة ورواد المحطة، أصبحوا اليوم في عطالة، ولا يجدون ما يسدون به رمقهم.
وتأسف جميع المهاجرين الذين تحدثت معهم جريدة بيان اليوم لتفشي فيروس كورونا بالمغرب، لكونهم تأثروا بتداعياته، خاصة بعد صدور قرار وزارة الداخلية بشأن تعليق الرحلات الطرقية للمسافرين بين المدن المغربية، والذي أفرغ هذا الفضاء الذين كان مرتادوه يشكلون مصدر تعاطف معهم، وبالتالي مصدر رزقهم.
وقال المهاجر ديوب (32 سنة) من دولة الكوت ديوفوار إن جميع المهاجرين مستاءون من الوضع الحالي الذين هم عليه، فهم يبيتون في الشارع، مفترشين الأرض وملتحفين السماء، كما أنهم يجدون اليوم مشكلا في التغذية، خصوصا بعد إغلاق المطاعم والمقاهي، وانقطاع الحركة بجوانب المحطة.
وطالب ديوب، في تصريح لبيان اليوم، بعدما رفض في البداية الحديث إلى الجريدة، بتقديم المساعدة لجميع المهاجرين في هذه الظرفية الصعبة التي يمر بها الجميع، من خلال تزويدهم بالقليل من الغذاء.
وأشار ديوب إلى أن جل المهاجرين يأخذون احتياطاتهم بخصوص النظافة المستمرة بالرغم من وجود مشكل في الحصول على الماء بعد غلق المحطة الطرقية أولاد زيان، والمقاهي المحاذية لها، بيد أنه أشاد بالمساعدة التي تقدمها ساكنة «درب الكبير» لهم بملء قنيناتهم بالماء.
واعتبر ديوب أن المهاجرين من بين المهددين الأوائل بالإصابة بفيروس كورونا، نظرا لتواجدهم بشكل مستمر في الشارع الذي يعد واحدا من الأماكن العمومية التي يتنشر بها الفيروس بسرعة.
وأوضح المهاجر من دولة الكوت ديفوار، أنه في الوقت الذي اختار فيه البعض مغادرة المحطة بعد إغلاق أبوابها بحثا عن ملجأ آخر، فضل آخرون عدم التحرك من المكان في انتظار الفرج، وعودة النشاط إلى محطة أولاد زيان التي تعتبر أكبر محطة طرقية بالمغرب.
من جهته، دعا الشاب عبد العزيز (28 سنة) واحد من ساكنة الدار البيضاء، إلى مساعدة كل مجموعات المهاجرين بمواد التنظيف والتعقيم لوقاية أنفسهم من فيروس كوفيد-19، بالإضافة إلى حثهم على التفرق وتوعيتهم بخطورة التجمعات التي لا تحترم المسافة الواجب أخذها بين شخص وآخر، حفاظا على سلامتهم الصحية.
ووجه عمر نداء لجميع المغاربة، بضرورة مساعدة المهاجرين أو «عابري سبيل» على حد قوله، وذلك بمختلف المدن المغربية، مشيرا إلى أن «المرحلة الحالية تقتضي استحضار الجانب الإنساني فينا، ومن تم يجب الحفاظ على السلامة الصحية لكل إنسان بغض النظر عن أصل دولته».
وأكد المتحدث ذاته لبيان اليوم، أنه سيضاعف من مجهوده الشخصي لمساعدة هذه الفئة بالتغذية على قدر المستطاع، وبتزويدهم بمواد النظافة إلى حين تجاوز الوضع الحالي الذي يتسم بـ»الخطورة» على حد وصفه.
يوسف الخيدر
تصوير: أحمد عقيل مكاو