النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف، وبالمثل فإن اضطرابات القلق عندهن ضعف ما عند الرجال، بل هن أكثر عرضة بمرتين لـ”الإقدام” على الانتحار، حسب فليس وات، رئيسة قسم الصحة النفسية للنساء في مركز /سدرة/ للطب بقطر.
كما أشارت إلى أن النساء أكثر عرضة من الرجال بمقدار أربعة أضعاف للإصابة بفقدان الشهية وكذلك النهام أو الأكل الشره، وغيرهما من اضطرابات الأكل، وهن أكثر عرضة بمرتين ونصف لخطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة. جاء ذلك خلال المحاضرة المتخصصة التي نظمتها “وايل كورنيل للطب قطر” حول “قضايا الصحة النفسية والعقلية للمرأة في أنحاء العالم”، وذلك ضمن سلسلة المحاضرات المتخصصة التي ينظمها قسم التعليم الطبي المستمر في الكلية.
وتحدثت فليس وات خلال المحاضرة عن المحددات النفسية والثقافية والبيولوجية للصحة العقلية للمرأة.. مشيرة إلى أن انتشار اضطرابات الصحة النفسية بين النساء والرجال متساو في المجمل، غير أن كل فريق منهما يتأثر بطرق مختلفة.
وسلطت الضوء على إحدى المحددات الأساسية للصحة النفسية والتي تجعل الرجال والنساء يتأثرون باضطرابات الصحة النفسية بطرق مختلفة.. لافتة إلى أن تلك المحددات تتألف من الفروق الجينية، والعوامل البيولوجية والعصبية، والنفسية، والقضايا الاجتماعية والثقافية، والعوامل الاقتصادية والقانونية والبيئية.
وقالت إن النساء أكثر عرضة من الرجال للفقر والتمييز، بل وأكثر عرضة أن يكن من الفئات المستضعفة أو المحرومة اجتماعيا، وأن يعملن في وظائف متدنية المكانة، وأن تكون قدرتهن على اتخاذ القرار منقوصة. كذلك فإن احتمال أن تقدم المرأة الرعاية للآخرين، أو أن تقوم بعمل غير مأجور، أو أن تعمل في وظائف زراعية متدنية الأجور، يفوق ما عليه الحال عند الرجل.
وإلى جانب ذلك، تتأثر الصحة النفسية للمرأة بعوامل هرمونية وحالات مثل اضطراب المزاج ما قبل الحيض واكتئاب ما بعد الولادة وسن اليأس. وأوضحت أن العوامل المذكورة كافة تسهم في الإصابة بمصاعب الصحة العقلية عند النساء.. مشيرة في سياق متصل إلى أن العنف ضد النساء يمثل هو الآخر أحد المحددات المهمة للصحة النفسية. وأكدت على أهمية النهج المراعية للفروق بين الجنسين من أجل الوقاية من الاضطرابات الصحية عند النساء وتشخيصها وإدارتها بشكل فعال، مشددة في الوقت نفسه على أهمية إصلاح الهياكل الاجتماعية والثقافية التي تؤدي إلى التمييز ضد المرأة.