أولا: وفد هام من المنظمة في المهرجان العالمي للشباب والطلبة بكوبا (هفانا، غشت 1978)
ترأست الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية (JMPS) وفدا شبابيا مغربيا في شهر غشت 1978، مثل أهم المنظمات الحزبية الوطنية والتقدمية والنقابية والاتحاد الوطني لطلبة المغرب للمشاركة في المهرجان العالمي 11 للشباب والطلبة المنعقد بهفانا كوبا. وقد تصادف انعقاد المؤتمر الوطني الأول التأسيسي للمنظمة أيام 17-18-19 مارس 1978 بالرباط، والذي وكان ناجحا بكل المقاييس، مع سنة المهرجان العالمي 11، الذي يشرف عليه الاتحاد العالمي للشباب الديموقراطي (FMJD او WYFD). في هذا الإطار نسقت أشغال الوفد المغربي “الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية” في شخص الرفيق أحمد سالم لطافي بمعية رفاقه ورفيقاته في المكتب الوطني والمجلس المركزي. وكان الوفد الشبابي المغربي يضم، بالإضافة إلى شبيبتنا، كلا من الشبيبة الاتحادية بقيادة كاتبها الأول عبدالهادي خيرات، والشبيبة الاستقلالية بقيادة محمد الوفا، والشبيبة العاملة بقيادة الأخ بهيج، والاتحاد الوطني لطلبة المغرب ممثلا بالرفيق عبدالرحيم بنصر.
وقد أبلى الوفد المغربي، وفي طليعته مناضلي الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، البلاء الحسن، في ظروف كانت القضية الوطنية تعرف صراعا مباشرا مع الجزائر، بعد نجاح المسيرة الخضراء السلمية، وهجوما شرسا من طرف خصوم وحدتنا الترابية، وأساسا حكام الجزائر وصنيعتهم، العناصر الانفصالية للبوليزاريو، حيث تم تجنيد معظم الوفود الإفريقية ضد قضيتنا الوطنية.
وقد واجه رفاقنا ومختلف المنظمات الشبابية المغربية، منذ وصولهم لكوبا، هجوم أعداء الوحدة الترابية، وفي مقدمتهم عناصرالنظام الجزائري، الذي قام بنقل الوفود الشبابية الإفريقية المشاركة في المهرجان، في سفينة خاصة، انطلقت من ميناء الجزائر في اتجاه هافانا كوبا. وعبأ تلك الوفود للتصدى للوفد المغربي الذي لم يكن يتعدى عدده 60 مشاركة ومشارك.
وكان الضغط قويا على الوفد المغربي، عندما وصلت الحشود الشبابية من عدة بلدان كوفود للشباب الإفريقي، إذ كانت تنظم مظاهرات استفزازية مساندة وتضامنا مع جبهة البوليزاريو داخل المركز المخصص لشباب القارة الإفريقية في المهرجان. والكل يعلم من كان يمولها ويحركها. كان من وراء تلك المناورات الوفد الجزائري، ومنه من ينتمى للمخابرات الجزائرية، مع تسهيلات من الدولة المنظمة التي كانت تظهر مساندتها اللامشروطة للجمهورية الوهمية، في إطار حرب باردة محتدمة استغلها النظام الجزائري ليميل الكفة لصالح صنيعته، ضدا على المغرب وسيادته على أقاليمه الجنوبية.
ثانيا: حرب شرسة ضد الوفد المغربي من طرف الوفد الجزائري وبتحالف مع أصحاب البلد “الكوبيين”
> أتذكر تلك الحرب الشرسة التي حاولت بعض العناصر القيادية في الوفد الجزائري، بدون جدوى، الاحتكاك بنا كقياديين في الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية لاستمالتنا، بدعوى أننا نتقاسم كتقدميين نفس المبادئي ضد البرجوازيين والنظام. فهذه الشبيبة الجزائرية “التقدمية” حسب منطق أحد أعضاء الوفد الجزائري من قياديها، ترغب في التحالف مع شبيبتنا التي هي أيضا تقدمية، ضد أعضاء حزب الاستقلال، الذي كان آنذاك يقود وزارة الخارجية المغربية (محمد بوستة). ولكن المناورة كانت فاضحة ولا تحتاج إلى تعليق. وفشل في مسعاه.
> سيدة كوبية تحاول اقناعنا بعدالة القضية الصحراوية وتقرير المصير انطلاقا من مبدأ شيوعي وثوري.
كما أن إحدى المرافقات الكوبيات “المؤدلجات من الشبيبة الكوبية”، التي كانت مرافقة فيما يبدو للوفد الجزائري، حاولت بكل الوسائل إقناعنا في إطار “نقاش معمق معي شخصيا”، استغرق عدة ساعات ليلة الاستقبال في العشاء من طرف الشبيبة الكوبية، على شرف وفد من شبيبتنا. ومما كانت تقدمه لإقناعي هو أن في منظورها ك «ثورية”، تحضر “عدالة قضية الشعب الصحراوي”، والموقف المبدئي الذي يجب أن يتخذه الرفاق المغاربة من هذه القضية “العادلة” ب «تقرير المصير”، كباقي الأحزاب الشيوعية والتقدمية العالمة ومنها الكوبيين. وقد حاولت بكل الوسائل التشكيك في موقفنا كرفاق حزبيين وشبيبة، الذي حسب اعتقادها، تعتبره مساندة للنظام المغربي الرجعي، على حساب “نضال الشعوب”.
وقد شرحت لها سياق القضية الوطنية التي لا مساومة فيها، باعتبار أن الأقاليم الجنوبية جزء من المغرب تاريخا، وشعبا، ودولة. ومن حق المغاربة أن يسترجعوا قسما من أرضهم التي كانت محتلة من طرف الاستعمار الاسباني؛ بل على الرفاق في القارات الأخرى، أن يتخذوا مواقفهم المساندة لنا، حسب ما هو متعارف عليه بين الأحزاب الشيوعية، انطلاقا من التحاليل الموضوعية التي نقدمها لهم من عين المكان. والعكس صحيح، فنحن نعلم بأن مواقفنا تنطلق من التضامن مع الشعب الكوبي لاسترجاع القاعدة التي تحتلها أمريكا، باعتبارها جزءا من سيادته على أراضيه، وفق تحاليل رفاقنا الكوبيين. وعليهم مساندة الشعب المغربي في قضيته الوطنية.
وكانت السيدة الكوبية، تحاول إقناعي بالبراهين من الواقع الجيوسياسي آنذاك، في ظل الحرب الباردة بين الشرق والغرب؛ فتقدم نماذج من واقع عدد من البلدان التي انشطرت إلى دول “ثورية” و”رجعية”؛ لتخرج بقناعة: بأن تقسيم المغرب إلى قسم “ثوري” وآخر “رجعي”، هو شيئ عادي لمناصرة “البؤرة الصحراوية الثورية” في جنوب المغرب؛ على غرار ما وقع في فتنام الشمالي (الثوري)/ وفتنام الجنوبي “الرجعي”)؛ واليمن الشمالية “الرجعية” /واليمن الجنوبية “الثورية”؛ والمانيا الغربية “الرأسمالية”/ مقابل ألمانيا الشرقية “الاشتراكية”؛ وكوريا الشمالية “الشيوعية” مقابل كوريا الجنوبية “الراسمالية”….
ولم تستطع إقناعي. ولذا استمرالنقاش الحاد بيننا، والذي لم ينته إلا بعد أن طرحت علي سؤالا مستفزا، فكان الرد على الصاع صاعين؛ سألتني كالتالي: إذا استنجد الشعب الصحراوي بالجيش الكوبي لتقرير مصيره، فهل ستناصرون الجيش الكوبي ضد النظام المغربي، أم تتخذون موقفا آخر؟
فكان جوابي كالتالي: لا أظن أن رفاقنا الكوبيين سيتدخلون بجيشهم ضد شعبنا المغربي. وإذا حدث ذلك، فإننا سنعتبره هجوما علينا نحن أيضا، باعتبارنا جزءا من الشعب المغربي الذي سيدافع عن ترابه وبلده.
وهنا فهمت بأن القضية معقدة، وأنها تهم كل مكونات الشعب المغربي بيمينه ووسطه ويساره، وأنها أعمق من مبدا “تقرير المصير”، و”الشعب الصحراوي”. وانتهى الكلام. وذهب كل واحد منا إلى حال سبيله.
> تمنيت أن التقي بهذه السيدة الكوبية لاحقا، بعد مرور 40 سنة تقريبا على هذا النقاش، لأ قدم لها عدالة قضيتنا ومتانة ملفنا الذي عليه إجماع كل الشعب المغربي، وتفاهة تقسيم البلدان حسب الهوى الإيديولوجي. فأين هي اليمن الجنوبية، وألمانيا الشرقية، وفيتنام الجنوبي؟ وأين هي يوغزلافيا حليفة الجزائر التي كانت تعترف بالحركة الانفصالية والجمهورية الصحراوية؟ لقد أصبحت هي الأخرى في خبر كان.
نتمنى أن تستخلص الجزائر وعدد من الدول التي كانت تساند الحركات الانفصالية، الدروس من حركات الانفصال بكاتالونيا، وكردستان العراق “كركوك”، وغدا لا قدر الله، ب”تيزيوزو” “القبائل”، او الصحراء الجنوبية “الطوارق”…. فاللعب بالنار خطير، وسيحرق صاحبه.
ثالثا: خلاف في التصور
هناك خلاف في التصور بين منظمتنا وباقي أعضاء الوفد من المنظمات الشبابية الأخرى، التي رفضت المشاركة في افتتاح المهرجان (الشبيبة: الاسقلالية، الاتحادية، العاملة).
من حسن الحظ أن الزمن حسم لصالح الموقف المسؤول لمنظمتنا. فمواقف الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية كانت ضد المقعد الفارغ؛ مقابل مواقف المنظمات الشبابية المغربية المشاركة في المهرجان، التي تركت المقعد فارغا في ملعب هفانا يوم الافتتاح 1978. ولكنها حضرته بموسكو سنة 1985 رغم حضور البوليزاريو.
نؤكد في هذا الصدد، بأن منظمنتنا، سجلت تحفظها على حضور البوليزاريو في مهرجان هفانا. ولكنها قررت مع ذلك، المشاركة في افتتاحه، الذي كان يحضره عشرات الآلاف من الشباب والطلبة من مختلف القارات والدول والديانات والمعتقدات والجامعات والمهن.
وظهر الخلاف مع باقي أعضاء الوفد من المنظمات الشبابية الأخرى، التي رفضت المشاركة في افتتاح المهرجان، والتزمت المكوث في مركز الإقامة. ولكن الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، (وهذا موقف تاريخي يحسب للمنظمة، وقد أبانت الأيام صوابه)؛ كانت دوما ضد ترك المقعد الفارغ، حتى لا تترك المجال فسيحا يعبث فيه الخصوم والأعداء. وهي نفس السياسة العميقة والاستراتيجية الحكيمة التي نهجها المغرب في سنة 2017، عندما قرر جلالة الملك محمد السادس، المشاركة شخصيا في مؤتمر الاتحاد الإفريقي؛ بل استعاد مقعده الذي ظل فارغا منذ مغادرته سنة 1984، في عهد الملك الراحل، الحسن الثاني. فرغم تواجد الحركة الانفصالية في هذه المنظمة الإفريقية، فإن حضور المغرب ودوره الريادي في إفريقيا وفي الاتحاد الإفريقي، أصبح مزعجا للخصوم ولأعداء وحدتنا الترابية.
لقد ناضل رفاقنا ورفيقاتنا، ونسقوا مع المنظمين في المنظمة العالمية ليساهموا في الورشات وأنشطة المهرجان وفي النقاشات الجارية. إلا أن رفاقنا الكوبيين، الذين كانوا يساهمون في التنظيم كبلد، ينظم على ترابه هذا المهرجان العالمي، وبضغط عليهم من طرف حلفائهم الجزائريين، وسعار الحرب الباردة، خاصة وأن كوبا تجاور عدوتها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تحاصرها وتضايقها، فقد أغلقوا باب الحوار أمام شبيبتنا، بحيث لم يسمحوا لنا بالتحرك والمساهمة في أنشطة المهرجان.
ولذلك، أعطوا فرصة سانحة للمنظمات الشبابية المغربية الأخرى، التي لم تشارك في افتتاح المهرجان، لتدعي عن خطأ، بأنها كانت “على صواب”. واضطر الرفاق والرفيقات أن يغادروا المهرجان مع باقي المنظمات المغربية المشاركة في الوفد والرجوع إلى المغرب في نفس الطائرة.
رغم ذلك، فقد لامنا وانتقدنا نقدا شديدا، الرفيق شمعون ليفي، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، الذي استقبلنا في مطار الدار البيضاء، على هذه المغادرة المتسرعة للمهرجان؛ معلنا بأننا ارتكبنا خطأ فادحا بمغادرتنا المهرجان؛ وتركنا الفرصة سانحة لخصوم وحدتنا التربية (التي كانت في أوج الأزمة التي اصطنعها النظام الجزائري). وذكرنا بأن موقف الحزب هو الصمود في المعركة، والاتصال بالوفود الأخرى حتى خارج ورشات المهرجان. وهذا هو الموقف الذي سيفيدنا كمنظمات شبابية مغربية (الاتحادية، والاستقلالية، والعاملة…) بعدم ترك المقعد فارغا، فحضر الوفد المغربي بأكمله افتتاح المهرجان العالمي 12 للشباب والطلبة بموسكو صيف ،1985 رغم حضور البولزاريو. وبالمناسبة نذكر بأن هذا المهرجان حضرته شخصيات سياسية مغربية وازنة من قيادات الأحزاب التقدمية في مقدمتهم الرفيق على يعتة، والسيد اليازغي محمد.
لقد وقع كل هذا، رغم التقدير الذي كان لمنظمتنا ولرفاقنا في الشبيبة والحزب لدى الرفاق الكوبيين. وهذا ما يفسر حفل استقبال عشاء على شرف لوفد من شبيبتنا فقط، دون الشبيبات الأخرى، قبل الافتتاح الرسمي للمهرجان. وكان الاستقبال الرفاقي بصفة خاصة، تقديرا لمنظمتنا، ولمصداقيتها، وقد تمثل في الاستقبال الخاص للوفد من طرف الشبيبة الكوبية التي نظمت حفل عشاء على شرفنا، على هامش المهرجان العالمي 11 للشباب والطلبة بهفانا، في حضرة الرفيق فيدل كاسترو شخصيا، غشت 1978. ونذكر من بين الرفيقات والرفاق الذين حضروا حفل استقبال –عشاء، ليلة افتتاح المهرجان، أحمد سالم لطافي، أمينة لمريني، مصطفى لبرايمي، غالم محمد، خالد الناصري، موسى كرزازي.
رابعا: الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية تفرض نفسها على الساحة الوطنية والدولية بفضل نضالاتها في الداخل والخارج
لم يكن هذا الاستقبال لوفد الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية اعتباطيا، بل كان تقديرا لكفاحية ونضالية الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية التي كانت منسقة للوفد الشبابي المغربي، ونظرا لبلائها الحسن على الساحة المغربية والدولية لنصرة القضايا العادلة والنضال ضد الامبريالية ومنها الحملة التضامنية مع الثورة الفلسطينية، وحملة التوقيعات بالمغرب التي بلغت أزيد من 40.000 توقيع تضامنا مع المناضل نلسن مانديلا، وحملة التوقيعات المليونية للضغط على النظام المغربي لتخفيض سن الرشد إلى 18 سنة، وسن الترشيح إلى 21 سنة وهو المطلب الذي تحقق في السنوات الأخيرة كمكسب هام للشباب المغربي، مع فاتورة اعتقالات ومحاكمات لرفيقاتنا ورفاقنا الشباب والحزبيين بعدة مدن مغربية (وجدة، مكناس، أزرو، سلا، الرباط “يعقوب النمصور”)، خاصة يوم الاستفتاء على تعديل بندين من الدستور سنة 1980، والذي كان فيه الحزب المغربي الوحيد الذي قال “لا” (الورقة الزرقاء).
كما كانت الشبيبة بالفعل مرزعة للحزب ومنبتا للفكر التقدمي، بفضل مناضليها المحنكين الذين كان إيمانهم قويا بقضايا الشباب وهمومهم وتأطيرهم سياسيا، وثقافيا وترفيهيا ورياضيا. وقد قاموا في إطار تحضير المهرجانات بأنشطة مكثفة ومنه المهرجان العالمي للشباب والطلبة بكوبا 1978 وبموسكو 1985، عبر عدة مدن وقرى مغربية، بفضل تعبئة فروعها في كل أنحاء البلاد، دفاعا عن حقوق الشباب، ومن أجل خلق جيل مناضل منفتح على العصر والحضارات العالمية، متسامح مع الآخر ومتضامن مع الحركات الشبابية المضطهدة وقضاياها العادلة أينما كانت، بغض النظر عن أصلها وعرقها ولونها ولغاتها ومعتقداتها. وهو ما بوأها المكانة التي حظيت بها في الساحة الشبابية الوطنية والعربية والدولية.
بفضل هذا العمل الجدي والدؤوب، فرضت المنظمة حضورها عبر المشاركة في المهرجانات العربية (كالمهرجان الرابع بالرباط)، والدولية كالمهرجان 11 للشباب والطلبة بهفانا كوبا في صيف 1978، والمهرجان 12 بموسكو صيف 1985، والذي وزعت فيه آلاف الكتيبات بالعربية والفرنسية للتعريف بالقضايا الوطنية ونضالات الشباب المغربي (الكتاب ذي اللون الأخضر الذي يحمل خريطة للمغرب الموحد). إضافة إلى المهرجانات الثقافية والترفيهية التي كانت تقام بالمدن الكبرى كالدارالبيضاء والرباط وسلا ووجدة والقنيطرة وفاس مكناس وتطوان طنجة والجديدة، كتحضير جدي لهذه المهرجانات الدولية.
خلاصة عامة
لقد تم التذكير بعدد من مواقف شبيبتنا (بالأمس واليوم وغدا) التي لا تتزعزع قيد أنملة عن مبادئها التقدمية، ومعاركها العلنية والسرية لنصرة وحدتنا الترابية وكل القضايا العادلة في العالم. وقد قدمنا نماذج من الحروب والمعارك التي واجهها مناضلونا، والتي كانت من ورائها الجزائر في هذا المهرجان، وكذا تحالف الشبيبة الكوبية والنظام الكوبي مع الجزائر لنصرة حركة الانفصال في خضم الحرب الباردة. لكن، كل هذه المخططات قد فشلت.
لكن، حذاري من استمرار المناورات والسقوط في الإشاعات الصحفية التي لا تستند على أساس؛ تلك التي تحاول التنقيص من عمل الشبيبة الاشتراكية، والمزايدة عليها في وطنيتها. فالشبيبة الاشتراكية هي امتداد تنظيمي ونضالي للشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية. ومنبت لحزب التقدم والاشتراكية. وهي اليوم ترفع راية المغرب وقضايا شعبه وشبابه، وفي مقدمتها القضية الوطينة عاليا، في المهرجان العالمي 19 للشباب والطلبة بسماء مدينة سوتشي الروسية. وسيظل مبدأ الشبيبة الاشتراكية، هو العمل النضالي الجدي، شعارنا جميعا كمناضلين في الشبية والحزب: “لا للمقعد الفارغ”. ولذا حضر أعضاء الوفد المغربي من كل المنظمات الشبابية المغربية كلها في المهرجان العالمي 12 بموسكو سنة 1985، مستفيدة من غلطها السابق بالمهرجان العالمي 11 للشباب والطلبة بكوبا، عندما غابت عن افتتاح المهرجان، بدعوى حضور البوليزاريو. واليوم يحضر المغرب في الاتحاد الإفريقي من نفس المنطلق الذي آمنت به وعملت به الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية سابقا، والشبيبة الاشتراكية حاليا، لرفع راية المغرب وإسماع صوت شبابه وقضاياه بروسا سنة 2017. فهنيئا للشبيبة الاشتراكية بمبادرتها لملء الكرسي الفارغ بسوتشي الروسية.
عضو الوفد الشبابي المغربي
في المهرجان العالمي 11 بهافانا “كوبا” 1978 و12 بموسكو 1985
موسى الكرزازي