في أول خروج إعلامي رسمي للهيئة المسؤولة عن ملف ترشيح المغرب لاحتضان لنهائيات كأس العالم لكرة القدم لسنة 2026، تبين أن عجلة الاشتغال انطلقت منذ مدة، وأن فريق العمل لم ينتظر إلى حين الحملة التواصلية، للبدء في إنجاز المطلوب منه.
فما تم الكشف من خطوطه عريضة، ومرتكزات العمل والإستراتيجية العامة التي قدمت أمام رجال الإعلام سواء المحلي أو الأجنبي، أظهر أن هناك عملا أنجز واتصالات تمت وتعاقدات أبرمت، وكفاءات داعمة تم أخذ موافقتها، وغيرها من الجوانب التي تم الحسم فيها بدرجة كبيرة.
فمنذ الإعلان الرسمي عن عملية الترشيح شهر أكتوبر من السنة الماضية، انطلقت عملية الاشتغال على الملف، انطلاقا من تراكم خبرة، دون إغفال جانب أساسي ويتعلق بضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة لبعض الملفات، ولعل أبرزها تجربة قطر التي حققت أكبر مفاجأة مدوية بهزمها الولايات المتحدة الأمريكية في الصراع الذي دار بينهما لاستضافة دورة 2022.
ومن أبرز الملاحظات التي شدت الانتباه في الخرجات الإعلامية سواء لرئيس الجامعة أو رئيس لجنة ترشيح المغرب، تفادي أي حديث عن استغلال أخطاء الطرف الآخر، والمكون من 3 دول تشكل في الواقع ملفا قويا ومتكاملا.
وهذا يعد في الحقيقة تكتيكا ذكيا، يجنب المغرب أية مواجهة مفتوحة مع الطرف الآخر، وبصفة خاصة الولايات المتحدة الأمريكية في ظل اختلال موازين القوى بين الجانبين، وتفادي الدخول في صراع يتعدى الجانب الرياضي، وقد يكون فيه المغرب بالضرورة الخاسر الأكبر.
صحيح أن استغلال أخطاء الفادحة للرئيس الأمريكي ترامب يمكن أن تلعب لصالح الملف المغربي، وتساهم في كسب أصوات الدول سواء المعنية أو المتعاطفة مع قضايا الدول الأفريقية والعربية والإسلامية وهذا معطى مهم ركزت عليه بصفة خاصة الصحافة الأمريكية، وأسهبت في إبراز جوانبه السلبية والمؤثرة على صلابة الملف الثلاثي.
فمن الأوصاف القدحية في حق البلدان الإفريقية، مرورا بقضية القدس، وصولا إلى قضايا الهجرة، تتعدد أخطاء الإدارة الأمريكية في عهد ترامب، وهذه نقط مهمة وحاسمة، إلا أن الجانب المغربي يتجنب الدخول في مثل هذا الصراع المفتوح على الأقل من الناحية العلنية.
فالتعاقدات مع مجموعة من الوكالات العالمية المختصة وخاصة الإنجليزية منها، يمكن أن يوكل لها مهمة الاشتغال على مثل هذه الجوانب، مما يجنب المغرب دخول كدولة الدخول بصفة مباشرة في هذا الجانب السياسي، وهذا كما تمت الإشارة إليه في البداية، تكتيك ذكي يجنب المغرب كذلك تشتيت مجاني للجهود.
انطلاقة موفقة لملف المغرب، في انتظار مواصلة الاشتغال ومراكمة النقاط الإيجابية لترشيح يراهن عليه المغرب بقوة لتحقيق القفزة العملاقة التي بحث عنها طويلا …
محمد الروحلي