يعلم الكثيرون أهمية شرب الماء وفوائده من أجل صحة أفضل، ولكن أيضا يجب ملاحظة أن تناول كميات كبيرة من الماء يمكن أن تؤدي إلى تخفيف الملح في الدم، ومع الإكثار من شرب الماء بشكل مستمر، قد يتحول الشخص إلى مريض بنقص الصوديوم في الدم.
كما ينصح الأطباء بعدم الإفراط في شرب المياه لمرضى الفشل الكلوي، ومن يتعاطون بعض الأدوية التي تسبب احتفاظ المياه بالجسم، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرودية أو مضادات الاكتئاب أو غيرها.
ومن أجل معرفة كمية الماء المناسبة، دون نقصان أو إفراط، تتمثل القاعدة العامة في تناول 15 كوبا يوميا للرجال و11 كوبا للنساء.
لكن يجب أن يوضع في الاعتبار أن تتضمن هذه الكمية باقي السوائل التي يحصل عليها الجسم، الذي يحصل على 20% إلى 30% من الماء من خلال الطعام. ويمكن الحصول على المزيد من المشروبات الأخرى مثل العصير والشاي والحليب.
ويراعى زيادة كمية الماء والمشروبات وخاصة في حالة المرض، خصوصا في حالات الإسهال أو القيء. وينصح الخبراء ممارسي التمرينات الرياضية بتناول كميات إضافية من الماء أثناء وبعد التدريب أيضا.
فوائد شرب الماء
هناك فوائد مهمة لشرب كميات كافية من الماء نوجز بعضها فيما يلي.
** أداء أفضل للمفاصل: يشكل الماء جزءا كبيرا من تكوين غضاريف المفاصل التي تساعد على امتصاص الصدمات وجعل حركات العظام أكثر سلاسة. ويقلل شرب الماء من حدة المعاناة من مرض النقرس.
** تجنب الجفاف: يفقد الجسم الكثير من الماء عند العرق بخاصة في درجات الحرارة المرتفعة نسبيا. وبدون كمية كافية من الماء، يمكن أيضاً أن يفقد الصوديوم والبوتاسيوم الذي يحتاج إليهما. يجف الفم ويشعر الشخص بالدوار والدوخة أو على الأقل الارتباك بسبب نقص السوائل في الجسم.
** التخلص من السموم: يساعد الماء الكليتين على إزالة النفايات من الدم. وإذا لم تحصل الكلى على كمية كافية من الماء، فيمكن أن تتراكم هذه النفايات مع الأحماض، مما يؤدي إلى انسداد الكليتين بالبروتينات المعروفة باسم الـ»ميوغلوبين». ويمكن أن يؤدي الجفاف أيضاً إلى تكون حصوات الكلى والإصابة بالتهابات المسالك البولية.
** قوة التركيز: يعاني البعض من انخفاض مستوى التركيز أو عدم تذكر الأشياء بسهولة أو التفكير بهدوء ووضوح عند انخفاض مستوى الماء في الجسم. ويمكن تلافي هذه المشاكل بشرب كمية مناسبة من الماء، بحيث لا تقل عن 4 أكواب في اليوم لشخص يزن 70 كغم وتزيد الكمية مع زيادة الوزن.
** لياقة بدنية عالية: يؤدي نقص السوائل بالجسم أو حتى الجفاف الخفيف إلى شعور بالتعب والإرهاق. لذلك فإنه من المنطقي عند تعويض العرق أثناء ممارسة التدريبات الرياضية بالماء والمعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم أن يتم ترطيب الجسم وتعزيز الطاقة بما يعطي دفعة ونشاطاً لبناء العضلات وتحسين أداء القلب وضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى المخ، وبالتالي الحصول على لياقة بدنية ذهنية أفضل.
** فقد الوزن الزائد: أثبتت الدراسات أن الأشخاص، الذين حرصوا على تناول 2 أو 3 أكواب إضافية من الماء يوميا لديهم كميات أقل من الدهون والسكر والملح في الدم، مع تحقيق معدلات أعلى لحرق السعرات الحرارية، بما يعني في نهاية المطاف المساعدة على إنقاص الوزن الزائد. كما أن شرب الماء يساعد على تحقيق شعور بالامتلاء مما يحد من تناول المشروبات الغازية أو العصائر ذات السعرات الحرارية والسكريات العالية. ويساعد الماء على تحسين عملية الهضم أيضا، فضلاً عن المساحة التي يشغلها بالمعدة مما يؤدي لتقليل كمية الوجبات تلقائيا.
** تحسن وظائف القلب: ربما لا يؤدي شرب كميات كافية من الماء إلى تحسن أداء القلب وإنما عدم تناول القدر المناسب من الماء، الذي يؤدي إلى جفاف خفيف، يؤثر على الأوعية الدموية ويضعفها بنفس تأثير التدخين عليها. ويؤدي قلة شرب الماء أيضًا إلى انخفاض كمية الدم في الجسم، مما يسفر عن انخفاض ضغط الدم وزيادة أو تسارع في معدل ضربات القلب. ويستغرق الأمر 15 إلى 20 دقيقة فقط لكي يعيد الحصول على كمية كافية من الماء الأمور إلى نصابها الطبيعي.
** تجنب التعرض للإغماء: يتعرض البعض للإغماء عند التبرع بالدم في حالة نقص السوائل بالجسم. ويجب شرب كميات كافية من الماء لتجنب انخفاض ضغط الدم والإغماء إذا كان الطقس حارا أو عند ممارسة الرياضة أو عند كثرة العرق والتبول.