زعامة الوداد وطموح الرجاء

حقق فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم فوزا ثمينا بأكادير ، وكان على حساب الحسنية في مباراة مثيرة، انتهت بحصة مدوية خمسة أهداف لثلاثة، بعدما كان الفريق المحلي سباقا للتسجيل في ثلاث مناسبات، إلا أن لاعبي الوداد تمكنوا في اللحظات الأخيرة، من استعادة زمام المبادرة وكسب نقط الفوز.
فوز سمح للوداد باحتلال المقدمة بفارق خمس نقط، عن الغريم الرجاء المتعثر بميدانه أمام نهضة بركان، وخمس عشرة نقطة عن المحتل للصف الثالث، ألا وهو الجيش الملكي، مما يعني أن صراع اللقب سينحصر بين الفريقين البيضاويين، ما لم تحدث أي مفاجأة.
وكل الدلائل تؤكد أن النتائج المحققة خلال الدورة الواحدة والعشرين قوت حظوظ الوداد في استعادة اللقب، بل يمكن اعتبارها منعرجا حاسما في تحديد الفائز بالنسخة الحادية عشرة من الدوري الاحترافي، صحيح أن التسع الدورات المتبقية، يمكن أن تحمل تغييرات على المقدمة، كما يمكن أن تعيد ترتيب البطولة على نحو غير متوقع، إلا أن الإمكانيات التي تتوفر عليها الوداد هذا الموسم، من حيث وفرة اللاعبين الجاهزين، بكل الخطوط، تقلل كثيرا من نسبة فرضية حدوث المفاجأة.
والواقع أنه في حالة فوز الوداد باللقب، فلن يعتبر ذلك مفاجأة، بالنظر إلى الاستثمار المهم الذي خصصه الرئيس سعيد الناصري هذا الموسم، وذلك بجلب العديد من اللاعبين الجاهزين، من داخل المغرب أو خارجه، إلى درجة يمكن تصنيف تشكيلة الوداد حاليا بالمنتخب المحلي، وهذا تصنيف منطقي وموضوعي، والدليل على ذلك وجود لاعبين احتياطيين، لم يتم حتى الآن الاعتماد عليهم، يعدون من خيرة لاعبي البطولة الوطنية.
إلا أن قوة المنافسة واستعادة بعض اللاعبين الرسميين مستواهم السابق، فوتت على العناصر الجديدة، إمكانية كسب مكان داخل التشكيلة التي يعتمد عليها المدرب التونسي فوزي البنزرتي، دون الالتفات لباقي اللاعبين القادرين على إعطاء الإضافة للفريق ككل، وإراحة الذين يتمتعون بالصفة الرسمية.
الصراع ثنائي بين قطبي العاصمة الاقتصادية على لقب هذا الموسم، ولا تلوح في الأفق إمكانية ظهور طرف ثالث أو رابع، نظرا لفارق النقط الذي يزداد دورة بعد أخرى.
ننتظر الدورات التسع المتبقية، ومتابعة صراع قوي يزيد من قيمة بطولة وطنية، تصنف عن جدارة من بين الأقوى على الصعيدين القاري والعربي.

>محمد الروحلي

Related posts

Top