عصب لا تواكب التطور …

اجتمع على مدى يومين، بمدينة الجديدة، رؤساء العصب الجهوية لكرة القدم، في لقاء تواصلي من تنظيم عصبة الشاوية دكالة لكرة القدم، تحت شعار: “العصب الجهوية: التدبير في أفق الشراكة والتشارك والحكامة الجيدة”.
ناقش الحضور خلال هذا اللقاء التواصلي، عددا من القضايا التي تهم عمل العصب الجهوية، حيث قدمت ثلاثة عروض همت عدة محاور، كأهمية الشراكات ودورها في المساهمة في إنجاح المشاريع الرياضية، و”كرة القدم داخل القاعة: الانجازات التحديات، والآفاق المستقبلية”، و”كرة القدم الشاطئية: الآفاق المستقبلية ودور العصب الجهوية في توسيع قاعدة الممارسة”.
عناوين كبرى تهم قضايا تبدو أساسية في عمل العصب، ومدى ارتباطها بالعمل القاعدي وطنيا وجهويا، وهو ما يفرض على مسؤولي هذه العصب العمل على إنجاحه، كيفما كانت الإكراهات والعراقيل التي قد تبرز بين الفينة والأخرى، وقد طرح المتدخلون عددا منها، كضعف البنيات التحتية، وغياب الموارد المالية الكافية وغيرها…
كما قدمت، في ختام هذا الملتقى الدراسي، مجموعة من الاقتراحات تهدف إلى تسهيل عمل العصب، تم رفعها كتوصيات إلى إدارة جامعة كرة القدم.
المؤكد أن مثل هذه الملتقيات، تمكن من التواصل عن قرب، وتبادل الآراء، والوقوف على حقيقة المشاكل والعراقيل التي تصادف عمل العصب المرتبطة بالقواعد، إلا أن هذه المشاكل والعراقيل ليست دائما موضوعية، أو تتجاوز إمكانيات أجهزة، تعتبر جامعات صغيرة منتشرة بكل الجهات والأقاليم.
فهناك أمثلة صادمة تقدمها عصب تعتبر خارج الزمن، منها عصب جامدة بالمرة، تقتصر على أنشطة سنوية شكلية، لا تقدم ولا تؤخر، لا تخطيط للمستقبل ولا تتواصل مع محيطها، كما أن هناك رؤساء لا يؤمنون بالتغيير، يعتقدون أنهم خالدون مدى الدهر، لا يتزحزحون من مكانهم قيد أنملة، يتغير كل شيء من حولهم، لكن نجدهم دائما صامدون ضد أية محاولة لإحداث تغيير ما، يلغون نهائيا من تفكيرهم مبدأ التناوب أو إحداث مداورة، وكأن هذه الجهات لم تنجب غيرهم…
والحقيقية الصادمة هي أن وجود أشخاص بمثل هذه العقليات المتسلطة، لا يساعد أبدا على التطور، بل هناك من حول عصبة كبيرة ورغم أهميتها، إلى مجرد منصب للظهور والاستمرار في الواجهة، وجعلها مطية للوصول إلى مناصب ومسؤوليات وطنية، وتحقيق أهداف انتخابوية…
وبدون أدنى شك، فإن اليومين التواصليين بمنتجع مازكان، لم يناقشا مثل هذه الحقائق الصادمة، والتي تهم أساسا مسألة الحكامة، وأهمية إحداث التغيير المطلوب في المسؤوليات والعقليات، وهذا جزء كبير من المشاكل المزمنة التي تتخبط فيها عصب تنتمي لمدن وجهات لها أهمية قصوى على الصعيد الوطني…

>محمد الروحلي

Related posts

Top